icon
التغطية الحية

الدنمارك تقدم منحة بقيمة 27 مليون يورو للاجئين السوريين الشباب في الأردن

2022.01.08 | 08:46 دمشق

alardn.jpg
مخيم الزعتري في الأردن (إنترنت)
ياهو فاينانس - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تعدّ الأردن باستضافتها لأكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري من الدول التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين القادمين من سوريا التي تضررت بسبب النزاع. إلا أن حياة اللاجئين السوريين فيها متقلقلة، إذ يعاني غالبيتهم من الفقر والبطالة. ولهذا قرر عدد من الجمعيات التي تترأسها  PlanBørnefonden تأمين دخول المزيد من اللاجئين السوريين اليافعين ضمن البرامج التعليمية وانضمامهم إلى سوق العمل.

سجلت البطالة بين صفوف الشباب في الأردن رقماً قياسياً، إذ بقي 50% من الشباب بلا عمل خلال عام 2020، لذا وبفضل منحة من مؤسسة نوفو نورديسك قيمتها 200 مليون كرونة دنماركية (ما يعادل 27 مليون يورو)، ستعمل منظمة PlanBørnefonden بكل عزم وتصميم على حصول المزيد من الشباب على وظيفة وفرص لتحسين الدخل لديهم.

فقد تبرعت تلك المؤسسة بأكثر من 300 مليون كرونة دنماركية (ما يعادل 67 مليون يورو) لمحاربة آثار النزاع في سوريا الذي تطور بمرور السنوات ليصبح من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم. وتعتبر المنحة الأخيرة التي بلغت قيمتها 200 مليون كرونة دنماركية أكبر منحة إنسانية قدمتها المؤسسة في تاريخها.

وحول ذلك يخبرنا مادز كروغزغارد تومسن المدير التنفيذي لتلك المؤسسة فيقول: "بفضل المنحة المقدمة لـ PlanBørnefonden فإننا نزرع بذور مستقبل أكثر إشراقاً لعدد أكبر من الأطفال والشباب السوريين حيث يمكنهم من خلال ذلك دعم أنفسهم وعائلاتهم وتأمين حياة كريمة. ثم إن البطالة مشكلة كبيرة بالنسبة للشباب، لذا لابد من بذل جهد كبير في المدارس الابتدائية وغيرها من مستويات التعليم، مع التركيز بشكل خاص على ضمان ربط البرامج التعليمية المقدمة بسوق العمل الحالي".

ومن المتوقع لهذه المبادرة أن تصل إلى 48 ألف لاجئ سوري شاب وغيرهم من الشباب في الأردن ممن تضرروا بسبب النزاع الدائر في سوريا، والذي استمر لأكثر من عقد من الزمان. وستسعين منظمة PlanBørnefonden بهذه المنحة لإطلاق برنامج "نجاحنا" وهو برنامج مدته خمس سنوات يتضمن مبادرات هدفها دعم الانتقال بين التعليم والعمل وذلك من خلال العروض المالية مثلاً التي يمكن أن تساعد الشباب في الحصول على قروض بشروط مغرية، وبذلك يمكنهم أن يعملوا على إطلاق مشاريعهم التجارية الخاصة بهم.

الأدوات المهنية والفكرية المخصصة للشابات

تم استبعاد الفتيات والشابات من المؤسسات التعليمية ومن سوق العمل، ويعود أحد أسباب ذلك إلى النظرة التقليدية للتعليم والعمل، إلى جانب تسرب المزيد من الشابات من المدارس بسبب تزويجهن أو حملهن في سن مبكرة.

وعن ذلك تخبرنا دوروثي بيتيرسن المديرة التنفيذية لمنظمة PlanBørnefonden: "من الضروري جداً حصول الفتيات والشابات -سواء السوريات أو الأردنيات- على تعليم وعمل عالي الجودة، فذلك هو السبيل الوحيد للتنمية المستدامة على الأمد الطويل. إذ عبر منح المزيد من الشابات أدوات مهنية وفكرية سيصبحن مستقلات مادياً، وبذلك سنضمن تمكن المزيد من الناس من دعم عائلاتهم وبأن يكون لهم رأي في البيت، وبوسعنا القيام بذلك من خلال برنامج "نجاحنا" وذلك لوجودنا نحن وشركاؤنا بشكل مؤثر بين صفوف الشباب، وفي سوق العمل التي يدخلونها، وإننا نشعر بسعادة غامرة وبفخر كبير لحصولنا على هذه المنحة".

هذا ويضم مشروع "نجاحنا" الذي أطلقته منظمة PlanBørnefonden مجموعة من الجهات الفاعلة الأردنية والدولية في القطاعين العام والخاص، وتشمل اتحاد الصناعة الدنماركي، الذي تسهم المؤسسة الشقيقة له، أي غرفة التجارة بالأردن، في الجهود التي تبذل في الداخل الأردني، بالإضافة إلى المكتب الإقليمي لمنظمة PlanBørnefonden في الأردن والذي حقق تقدماً في مجال حقوق الأطفال والشباب في الأردن مع التركيز بشكل خاص على المساواة بالنسبة للفتيات.

وعن ذلك يحدثنا توماس باستراب، نائب المدير العام لدى اتحاد الصناعة الدنماركي، فيقول: "يجب علينا العمل على ضمان تركيز أكبر على التعليم المهني في الأردن، وخاصة هذه البرامج التعليمية التي تتناسب مع احتياجات الشركات، فقد كونا خبرة على مدار بضع سنين في الأردن في مجال خلق فرص تدريبية مهنية أفضل أمام الشباب وجعل عملية إيجاد عمل في أي شركة أردنية أمراً مغرياً بالنسبة للاجئين وغيرهم من الشباب".

يشمل برنامج "نجاحنا" أيضاً المجلس النرويجي للاجئين، والجمعية الملكية للوعي الصحي، ومعهد التنمية الدولية، ومؤسسة الملك حسين. ومنذ بدايات هذا المشروع، أصبح أهم عنصر من عناصره هو المشاركة مع الفاعلين في القطاعين العام والخاص على دعم قاعدة محلية من المشاريع والمبادرات. وقد تم إطلاق هذا المشروع بالتعاون مع الحكومة الأردنية.

حقائق حول "نجاحنا"

بدأ العمل على مشروع "نجاحنا" منذ بدايات عام 2021، عندما قدمت المؤسسة منحة ابتدائية بقيمة 1.2 مليون كرونة دنماركية (ما يعادل 160 مليون يورو) لمنظمة PlanBørnefonden. أما المنحة الحالية التي تبلغ قيمتها 200 مليون كرونة دنماركية (ما يعادل 27 مليون يورو) المخصصة لهذا المشروع، فسيتم تقديمها على مدار خمس سنوات ابتداء من شهر كانون الثاني 2022.

ويعتبر هذا المشروع جزءاً من المبادرة الاستراتيجية الرئيسية للمؤسسة والتي تعرف باسم المبادرة الإنسانية لتمكين الشباب، والتي تهدف إلى تحسين حصولهم على فرص تعليمية وفرص للاكتفاء الذاتي في المناطق المتضررة بسبب النزاع، مع التركيز على الأزمة السورية.

حول مؤسسة نوفو نورديسك

مؤسسة نوفو نورديسك هي مؤسسة دنماركية مستقلة تسعى لتحقيق مصالح الشركات التابعة لها، وتتلخص أهدافها بهدفين اثنين: 1) توفير أساس راسخ للنشاطات التجارية والبحثية للشركات التابعة لمجموعة نوفو، 2) دعم القضايا العلمية والإنسانية والاجتماعية.

أما رؤيتها فتركز على رفد البحث والتنمية بشكل كبير لتحسين حياة الناس ولاستدامة المجتمع، ومنذ عام 2010، تبرعت هذه المنظمة بأكثر من 30 مليار كرونة دنماركية (ما يعادل 4 مليارات من اليوروهات)، والتي خصصتها بشكل أساسي للبحث العلمي في المؤسسات والمشافي العامة بالدنمارك وغيرها من الدول الاسكندنافية، بالإضافة إلى تبرعها في مجال معالجة مرض السكري والوقاية منه بناء على الأبحاث العلمية.

حول منظمة PlanBørnefonden

هي جزء من الخطة الدولية، وتعمل منذ أمد بعيد في المناطق الأضعف والأكثر هشاشة في العالم، وذلك لضمان حقوق الأطفال والشباب، ولخلق فرص متكافئة أمام الجميع بصرف النظر عن النوع الاجتماعي. ولقد حققت هذه المنظمة الكثير بالتعاون مع الزملاء في الخطة الدولية وذلك في 77 دولة حول العالم. أما الخطة الدولية فهي واحدة من أكبر وأعرق منظمات حقوق الطفل في العالم.

المصدر: ياهو فاينانس