icon
التغطية الحية

الدفاع المدني: 84% من المخيمات بحاجة لعوازل أرضية وأكثر من 60% تتضرر في الشتاء

2022.12.13 | 16:49 دمشق

مخيم في شمال غربي سوريا (الخوذ البيضاء/فيس بوك)
مخيم في شمال غربي سوريا (الخوذ البيضاء/فيس بوك)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أصدرت منظمة الدفاع المدني السوري، اليوم الثلاثاء، دراسة حددت فيها الاحتياجات الرئيسية لنحو 929 مخيماً شمال غربي سوريا. وأظهرت الدراسة أن 84% من المخيمات المشمولة بالدراسة بحاجة لعوازل أرضية، و 76% بحاجة تبحيص الأرضيات و71% منها بحاجة لإعادة تأهيل الطرقات و47% منها بحاجة لصرف صحي، و17% بحاجة لتوفر دورات المياه.

وقالت المنظمة إن مأساة التهجير تتفاقم وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا مع دخول  الثورة السورية وما رافقها من أزمة إنسانية عامها الثاني عشر، مع استمرار قوات النظام وروسيا بتهديد مقومات الأمن الغذائي ومصادر عيش السوريين وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير، وتحويلهما ملف المساعدات الإنسانية لورقة مساومة على حياة السوريين وسط ظروف صعبة في وقت تهدد حياة قاطني المخيمات الأوبئة والأمراض وخاصة الكوليرا الذي ما زال يتفشى بشكل متسارع.

وأعد الدراسة وحدة إدارة المعلومات في الدفاع المدني السوري، حيث تطرقت إلى أهم احتياجات المهجرين الأساسية في 929 مخيماً يقطنها 1,393,128 نازح ومهجر في شمال غربي سوريا، 73 % منهم من النساء والأطفال، 

وتهدف الدراسة إلى تعزيز قدرة الجهات الفاعلة على تخطيط وتقديم الدعم الإنساني الذي يوافق الاحتياج المطلوب في الوقت المناسب، وللنهوض بواقع المخيمات والحد من الحوادث المأساوية المتكررة.

وجاءت الدراسة في الوقت الذي يعاني منه القطاع الإنساني من فجوة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية التي تتزايد كل شتاء في مخيمات التهجير إذ تتكرر فيها حوادث غرق الخيم واقتلاع خيم أخرى بفعل الرياح، أو انجرافها بفعل السيول، إضافةً لحوادث احتراق الخيم، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب وعورة الطرقات المؤدية إليها، عدا عن نتائجها الكارثية على المدنيين في المخيمات من الوفاة والإصابة بالأمراض الشتوية بسبب البرد الشديد أو بسبب الحرائق التي في أقل خسائرها تكون فقدان الملاذ الأخير للمهجرين.

ورغم وجود الاستجابة لهذه الحوادث المتكررة في كل شتاء من قبل المستجيبين الأوائل بفرق الإنقاذ والإطفاء والتدخل من المنظمات الإغاثية والإنسانية إلا أن هذه الاستجابة لا يمكن أن تكون إلا تدخلات طارئة واستجابات إسعافية يمكن أن تحل جزءاً يسيراً من الكارثة حينذاك إلا أنها لا يمكن أن تكون حلاً دائماً وناجعاً، إنما يكون التدخل الحقيقي من خلال مشاريع تعمل على تحسين البنية التحتية وتزويد المخيمات بالخدمات الأساسية.

منهجية الدراسة

وجمعت البيانات في 929 مخيماً شملتها الدراسة من قبل فريق مكون من 88 باحثاً من ذوي الخبرة، والذين خضعوا لتدريب خاص على الاستبانة للتأكد من تطبيق أعلى درجات المهنية في جمع البيانات الميدانية، وفق أسلوب جمع البيانات على الملاحظات العينية المباشرة، وإجراء المقابلات المباشرة مع مسؤولي المخيمات، إضافة إلى تقارير فرق الدفاع المدني السوري التي تقدّم الأعمال الخدمية المستمرة في عدد كبير من المخيمات.

وأجريت الدراسة في 929 مخيماً ضمن 30 ناحية في 9 مناطق في محافظتي إدلب وحلب، منها 648 مخيماً في محافظة إدلب و281 مخيماً في محافظة حلب، وتضم العينة المدروسة 682 مخيماً نظامياً و247 مخيماً عشوائياً في شمال غربي سوريا ، في إطار زمني امتد من شهر آب حتى شهر تشرين الثاني من العام الحالي 2022.

وتمت الدراسة وفق محددات كان منها نوع مكان الإيواء في تلك المخيمات والتي شملت 260,817 وحدة سكنية شكلت الخيم القماشية 60 بالمئة منها تلتها الخيم ذات الجدران الأسمنتية المسقوفة بعوازل مطرية بنسبة 34 بالمئة، بينما شكلت الكرفانات نسبة 4 بالمئة، بالإضافة إلى محدد نوع ملكية الأرض لتلك المخيمات ومساحة المخيمات وعدد الأفراد وبالتالي حصة كل فرد من المساحة في المخيمات المقيّمة.

مخططات بيانية من الدراسة (الدفاع المدني)

الشتاء يعصف بالمخيمات

ووفق الدراسة خلف شتاء العام الفائت أضراراً بـ 732 مخيماً 79% من العينة المدروسة، في حين لم يتعرض (197 مخيما، 21%) لأضرار خلال الفترة نفسها وأرجع السبب إلى إنشاء كثير من المخيمات العشوائية من قبل المهجرين أنفسهم دون أي تخطيط أو مرافق وبنى تحتية ودون دراسة حول طبيعة الأرض ما يجعل هذه المخيمات عرضة لكثير من المخاطر وهو ما يلقي بآثاره على فرق الدفاع المدني السوري ويجعلها في سباق دائم مع الزمن في محاولة اتخاذ الإجراءات والاحتياطات التي تمنع وقوع هذه الكوارث قبل حلول فصل الشتاء.

كما استعرضت الدراسة أبرز الصعوبات التي تعرضت لها المخيمات المقيّمة، إذ تعرضت 68% من المخيمات لفيضانات وغرق الخيم، كما شهدت 61% من المخيمات تمزق واقتلاع الخيم نتيجة الرياح العاتية والأمطار، حيث برزت هذه المعاناة تحديداً بنسبة 100% ضمن مخيمات منطقة أريحا، وعانت 50% من المخيمات من عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة، وعانت 50% من المخيمات كذلك من تشكل مستنقعات المياه والوحل نتيجة سوء حالة الطرق والأرصفة، كما تعرضت 26% من المخيمات لصعوبات نتيجة عدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول نتيجة سوء حالة الطرق المؤدية للمخيم.

يمكن الاطلاع على الدراسة كاملة من (الرابط)