وجّهت الحكومة البريطانية ونواب في البرلمان وشخصيات عامة انتقادات وإدانات حادة لنائب رئيس الوزراء الإماراتي، ومالك نادي "مانشستر سيتي"، منصور بن زايد آل نهيان، بعد لقائه مع رئيس النظام، بشار الأسد، في زيارته إلى أبو ظبي يوم الجمعة الماضي.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية زيارة الأسد إلى الإمارات، موضحاً أن المملكة المتحدة "تعتقد بشكل راسخ أنه مع غياب أي تغيير في سلوك النظام السوري، فإن تطبيع العلاقات مع الأسد تقوّض فرص وجود سلام دائم وشامل في سوريا"، وفق ما نقلت وسائل إعلام بريطانية.
وانتقد النائب عن حزب "العمال"، ورئيس المجموعة البرلمانية لعموم الأحزاب البريطانية، كريس براينت، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، متسائلاً عما إذا كان الشيخ منصور "شخصا لائقا ومناسبا لامتلاك نادٍ بريطاني لكرة القدم"، موضحاً أنه "سيكون من الجيد رؤية ظهره"، في إشارة إلى رحيله عن النادي.
وأضاف براينت "ما الذي لا يحصل عليه الناس؟، هناك نوع من القتل البربري المتواصل في سوريا، يديره الأسد بشكل مشترك مع روسيا، والآن بوتين يفعل الشيء نفسه بالضبط في حرب عدوانية وحشية ضد أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "بعض الناس يريدون لقاء هؤلاء المجرمين".
ونقلت صحيفة "التليغراف" عن العضو البارز في اللجنة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في البرلمان البريطاني، ووزير الرياضة السابق، كليف إيفورد، إنه "من المزعج للغاية أن الشيخ منصور مرتبط بالأسد القاتل الجماعي".
من جانبه، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان، والباحث البارز في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نيكولاس ماكجيهان، إن صور لقاء الشيخ منصور بالأسد "صممت لإخراج الأسد من عزلته، ولإرسال رسالة واضحة للغاية، في وقت يتعرض فيه حليفه، فلاديمير بوتين، لضغوط شديدة، مفادها أن الإمارات العربية المتحدة تنحاز علناً إلى الرجال الذين دمروا حلب وماريوبول".
وفي وقت سابق، أعلن المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا، جوناثان هارغريفز، أن المملكة المتحدة "تعارض أي تطبيع للعلاقات مع نظام الأسد وتدعو لمحاسبته على جرائمه، وتؤكد على أهمية اتخاذ مزيد من الخطوات الدولية لمحاسبة نظام الأسد على جرائمه العديدة".
ودعا هارغريفز جميع الأطراف السورية إلى "الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ودفعه إلى الأمام"، كما دعا نظام الأسد وداعميه إلى "الكف فوراً عن انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
وطالب المبعوث البريطاني نظام الأسد بأن "يشارك بجدية في الجهود التي تيسرها الأمم المتحدة لتعزيز السلام الدائم في سوريا، من خلال المشاركة بشكل هادف في اجتماع اللجنة الدستورية السورية في جنيف".