icon
التغطية الحية

الحرائق تأكل أرزاق السوريين في الساحل

2023.07.30 | 18:09 دمشق

آخر تحديث: 31.07.2023 | 10:48 دمشق

حولت النيران أراضي زراعية لرماد
حولت الحرائق بساتين في اللاذقية إلى رماد ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

نجا المزارع السوري عز الدين زهيرة (72 عاما) من الحرب والنزوح والزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في شباط، لكن حرائق الغابات التي تجتاح محافظة اللاذقية مسقط رأسه هذا الأسبوع، حولت بساتينه إلى رماد وكانت أسوأ شيء رآه في حياته على حد تعبيره.

وقال زهيرة "ما مر علي جو مثل هالجو لفترة 15-20 يوما ودرجة الحرارة عالية جدا ولذلك من كتر ما الأرض والأشجار متعرضة للحرارة اشتعلت بسرعة".

وكان زهيرة، وهو موظف حكومي متقاعد، يعيش على الحصاد الذي يجنيه من نحو 700 شجرة زيتون ورمان وجوز، لكن جميعها دمره اتساع رقعة النيران. بحسب وكالة رويترز. 

اقرأ أيضا: بعد اللاذقية.. الحرائق تندلع في ريف طرطوس | فيديو

وتضرر مسكنه المتواضع المكون من طابق واحد في السابق من جراء الأعمال العسكرية، ثم تضرر أكثر بسبب الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا وضرب اللاذقية بشدة.

وشأنها شأن دول أخرى مطلة على البحر المتوسط​​، تعرضت سوريا لحرائق غابات مدمرة هذا الشهر، تؤججها الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة.

وقالت سهير زقوت، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إن العواصف الترابية والتصحر وفقدان الأراضي عوامل تهدد سبل عيش المزارعين لسنوات.

وأضافت زقوت في تصريحات لرويترز "السوريون معرضون بالفعل للخطر بسبب آثار الصراع المستمر منذ أكثر من 12 عاما مما يجعل من الصعب عليهم التعامل مع آثار تغير المناخ".

وقال وزير الزراعة في حكومة النظام، محمد حسان قطنا أمس السبت إن رجال الإطفاء كافحوا لإخماد حرائق الغابات في حمص وحماة في منتصف الشهر الجاري، مضيفا أن الحرائق استعرت في اللاذقية لمدة خمسة أيام قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من السيطرة عليها.

وأضاف قطنا في تصريحات لرويترز خلال جولة بالمنطقة أن سرعة الرياح كانت عاملا في الانتشار الكبير للحرائق.

وأشار إلى أن من بين التحديات الأخرى التي واجهت رجال الإطفاء كان ضعف تغطية شبكات الاتصالات في الشمال وشراء بدلات مقاومة للنيران أو قطع غيار لمعدات الإطفاء.

وتأثرت سوريا تأثرا كبيرا بتغير المناخ في السنوات القليلة الماضية، والذي شمل ارتفاع درجات الحرارة وعدم هطول الأمطار بانتظام مما أدى إلى نشوب حرائق الغابات وضعف إنتاج المحاصيل. وسط اتهامات لروسيا وإيران وللمقربين من النظام بالمسؤولية عن هذه الحرائق.

من المسؤول عن الحرائق في الساحل السوري؟

اتهم ناشطون موالون للنظام السوري من بينهم الإعلامية لمى عباس، جهات نافذة بافتعال الحرائق في الساحل السوري، بهدف تهجير سكانها ودفعهم لبيع أراضيهم.

وانتقدت عباس روسيا وإيران لعدم مساعدتهم النظام السوري في إخماد الحرائق، مثلما فعلت روسيا عندما أرسلت طائراتها لإخماد الحرائق في تركيا وإسرائيل.

وتعرضت طرطوس لـ 280 حريقا خلال الشهر الجاري، في حين تحولت الأشجار في منطقة مشقيتا بريف اللاذقية إلى رماد بفعل الحرائق التي شبت أمس السبت.

وباستخدام بيانات الأقمار الصناعية، وجدت دراسة حديثة أن أكثر من 36 في المئة من الغابات في غربي سوريا تأثرت بقطع الأشجار غير المنظم والحرائق الشديدة بين عامي 2018 و2020.