icon
التغطية الحية

الانتخابات الرئاسية "المحسومة للأسد" تفقد اللاجئين أملهم بالعودة إلى سوريا

2021.05.26 | 10:59 دمشق

576092image1.jpg
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

استنكر معظم اللاجئين السوريين الانتخابات الرئاسية التي تجري، اليوم الأربعاء، و"المحسومة سلفا" لرئيس النظام بشار الأسد واصفينها بـ "المسرحية"، ومعتبرين أن هذه الانتخابات وسيلة شكلية لمنح الأسد فترة رئاسة أخرى تمتد لسبع سنوات، على ركام بلد قصفه ودمره وهجر أكثر من 10 ملايين من سكانه.

وبعقد النظام هذه الانتخابات تبددت آمال معظم اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم، هذا ما أكدته اللاجئة السورية في الأردن، لارا شاهين، قائلة إن هذه الانتخابات "بددت آمالي أكثر وأكثر في العودة إلى دمشق"، مشيرة إلى أنها عندما أُجبرت على الخروج من سوريا رافقت عائلتها واعتقدت أنها ستعود بعد عدة أشهر على أبعد تقدير، لتمتد هذه الأشهر إلى 9 سنوات، وفق ما نقلت عنها وكالة "رويترز".

الانتخابات "مسرحية هزلية" يحاول النظام من خلالها خداع الدول

وأكدت لارا (39) عاما التي لجأت إلى مدينة عمان بالأردن في العام 2012 أن رئيس النظام بشار الأسد يتشبث بالسلطة في مواجهة انتفاضة السوريين ضده، ليُدخل البلاد في حرب امتدت لـ 10 سنوات دمر خلالها مناطق بأكملها وهجر ملايين السوريين خارج البلاد، بالإضافة إلى إيصال سوريا إلى أزمة اقتصادية لن تخرج منها لعدة عقود، وكل هذا من أجل أن يحافظ على منصبه.

ولفتت أنها عندما كانت تتحدث عن سوريا كانت تقول "نحنا مستقبلها، لأننا نعمل ونؤهل مهارات وكوادر بشرية من اللاجئين السوريين لنعود بهم إلى بلادنا ونعمر كل ما دمره الأسد في جميع المجالات"، وتشير إلى أنها بدأت تفقد الأمل مع مرور الوقت، في حين كان جل تفكيرها عندما لجأت إلى الأردن "موعد العودة إلى سوريا" إلى أن تبدد هذا الشعور،

وتدير لارا شركة للمشغولات اليدوية وأدوات التجميل يعمل فيها أكثر من 40 امرأة معتبرة أن هذه الشركة وطنها سوريا.

ووصف أبو علاء (43) عاما، وهو أب لـ 10 أولاد من مدينة حمص ويعمل مزارعا شمالي لبنان، الانتخابات الرئاسية بأنها مسرحية هزلية يحاول النظام من خلالها خداع الدول، مشيرا إلى أنه من "دمر دولة كاملة ومزقها وجعل الملايين يفرون من ديارهم لم يعد له مكان فيها".

وأضاف أن الخوف من انتقام النظام من معارضيه والذين طالبوا برحيله، يمنع اللاجئين من العودة إلى بلادهم خوفا من الاعتقال، وبهذه الانتخابات المحسومة للأسد سلفا فإن فرصة اللاجئين السوريين برؤية بلادهم في القريب أصبحت بعيدة المنال.

بقاء الأسد في السلطة سيزيد من معاناة المواطنين

وقال حسام (36) عاما لاجئ في مدينة إسطنبول التركية ويعمل في محل لبيع البن والمكسرات والحلوى إنه من الواضح أن هذه الانتخابات ليست محايدة وأن الأسد سيكسب بانتخابات أو بغيرها، مؤكدا أن كل شيء سيزداد سوءا في سوريا، حيث لا يوجد خبز ولا طعام وأصبحت تكاليف المعيشة مرتفعة جدا في ظل قلة فرص العمل وعدم توازي الدخل مع المصروف، مشيرا إلى أن بقاء الأسد سيؤدي إلى ازدياد معاناة المواطنين الذين يقبعون في مناطق سيطرته.

وأكد أحمد (40) عاما الذي لجأ إلى تركيا في العام 2012 من ريف دمشق، ويعمل محل لبيع العصائر أن أسوء ما حدث له هو وفاة شقيقته في قصف النظام بالأسلحة الكيميائية واستشهاد شقيقه أيضا، مبينا أن من دمر البلاد على مدى 10 سنوات وما زال لا يمكن انتخابه، مشيرا إلى أن الكثير من اللاجئين السوريين سوف يعودون إلى بلادهم لو أن هناك فرصة للعودة بشكل آمن.

وأوضح أحد اللاجئين في مدينة إسطنبول فضل عدم ذكر اسمه أن النظام فقد شرعيته عندما انطلقت أول رصاصة وقتلت أول شخص في سوريا، مؤكدا أنه سيكون أول العائدين إلى سوريا إذا كان هناك انتخابات ديمقراطية يشارك فيها السوريون وليس هذه "المسرحية" التي تجري.

رفض شعبي ودولي والنظام يستعد لإجراء الانتخابات

ويجري النظام هذه الانتخابات وفق دستور العام 2012، الذي تنص "المادة 88" منه على أن "الرئيس لا يمكن أن يُنتخب لأكثر من ولايتين كل منهما سبع سنوات"، إلّا أنّ "المادة 155" توضّح أن ذلك لا ينطبق على الرئيس الحالي، إلا اعتباراً من انتخابات العام 2014.

وأعلن وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية، أمس الثلاثاء، رفضهم "الانتخابات"، معتبرين أنها "لن تكون حرة ولا نزيهة".

وانتقد وزراء خارجية هذه الدول في بيان مشترك رئيس النظام بشار الأسد، مشيرين إلى أنهم يدعمون أصوات جميع السوريين الذين نددوا بالعملية الانتخابية باعتبارها غير شرعية، بما فيهم منظمات المجتمع المدني والمعارضة.

ووسط رفض شعبي ودولي واسع، يستعدّ نظام الأسد لإجراء الانتخابات الرئاسية في مناطق سيطرته، اليوم الأربعاء، بمشاركة 3 مرشحين هم بشار الأسد، وعبد الله سلوم عبد الله، ومحمود مرعي، في حين يصفها معظم السوريين بـ "المسرحية الهزلية"، إذ إن نتائجها محسومة مسبقاً لمصلحة الأسد.