icon
التغطية الحية

الأردن.. سوريان عملا بالصحافة قبل التخرج وحصلا على أول مركزين في جامعة اليرموك

2021.06.29 | 14:24 دمشق

yblsybl.jpg
الطالبان السوريان "عبد الرحمن زين العابدين" و"حسن الرحمون"
عمان - إياد محمد مظهر
+A
حجم الخط
-A

حصل الطالبان السوريان "عبد الرحمن زين العابدين" و"حسن الرحمون" على المركزين الأول والثاني في تخصص الصحافة من كلية الإعلام في جامعة اليرموك الأردنية.

وتمكن زين العابدين من الحصول على المركز الأول ضمن فوج مئوية المملكة الأردنية الهاشمية بمرتبة الشرف وبتقدير امتياز بمعدل 96.1 بدرجة البكالوريوس، ليحصل الرحمون على المركز الثاني على الكلية بمعدل 95%.

لم يكن عبد الرحمن عدنان زين العابدين، المولود في دمشق عام 1995 والمنحدر من بلدة تسيل في ريف درعا الغربي، يتوقع أن يشهد تخرجه أبناؤه "محمد وعمار وإبراهيم" أو أن تشاركه تلك الفرحة زوجته التي ساندته طوال مرحلته الدراسية، بحسب قوله.

 

208425668_4343585289025345_5687151288392755966_n.jpg
الطالبان السوريان "عبد الرحمن زين العابدين" و"حسن الرحمون"

 

عبد الرحمن زين العابدين.. صحفي قبل شهادة الصحافة ورب أسرة تغلب على اليأس

لجأ زين العابدين إلى الأردن برفقة أهله في أواخر العام 2012 بعد أن أصيب والده بحروق، وقتل إخوته عمار ومحمد برصاص قوات النظام السوري، ليصبح وحيدا لوالديه.

اصطدم زين العابدين بالتكاليف المرتفعة للجامعات الأردنية، ليبدأ حلمه في الدراسة بالتلاشي، فيقول لموقع تلفزيون سوريا: "ذهبت إلى العمل هنا وهناك أيا كان نوعه سواء في الزراعة أو المطاعم، ثم تزوجت وأصبحت لدي عائلة مكونة من 3 أولاد أكرمني الله بهم وسميتهم على أسماء إخوتي " محمد وعمار وإبراهيم".

 

207095526_2990727957915529_6874745316559060383_n.jpg

 

وأضاف: "خلال وجودي في الأردن علمت بمنحة "دافي" لتدريس الطلبة السوريين في الجامعات فعادت لي الحياة مجددا، وقدمت للمنحة أول مرة عام 2015 ولم يتم التواصل معي والمرة الثانية عام 2016 كذلك، ليعود اليأس تارة والأمل تارة أخرى، إلى حين العام 2017 قدمت للمنحة ورافقتها دعوات والدتي ليتم التواصل معي فكانت الفرحة عامرة في نفسي".

كل الظروف التي أبعدت زين العابدين عن الدراسة لمدة خمس سنوات، وتفرغه لمسؤولياته العائلية، كانت حافزا له ومصدر قوة في نفسه، بحسب تعبيره.

 

 

وأنهى الفصل الدراسي الأول بمعدل 97.3، الأمر الذي لم يسبق لأي طالب في كلية الإعلام منذ تأسيسها أن حققه، وحافظ على المركز الأول طوال الفصول الدراسية حتى وصل إلى عتبة التخرج بالمركز الأول بمعدل 96.1، ولا يوجد لدى زين العابدين أي مادة علامتها أقل من 90 وبعض المواد الدراسية حصل على علامة الـ 100 الدرجة الكاملة.

وتابع حديثه: "منذ الفصل الدراسي الأول لي في العام 2017، كسرتُ حاجزَ الرَّهبة، وانخرطت بممارسة المهنة، من خلال تطوعي بالعمل في جريدة صحافة اليرموك (جريدة تصدر عن قسم الصحافة في كلية الإعلام) وبدأت بإجراء المقابلات والنزول إلى الميدان، ولقاء المسؤولين، وجلب الأخبار من مراكز صنع القرار، وإعداد وتحرير مختلف الفنون الصحفية، كما أنني تطوعت بالعمل لدى صحيفة الغد الأردنية وصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية وموقع عمان نت وتطوعت في العمل لدى المؤسسات الثورية كتجمع أحرار حوران ونبأ وتدربت في شبكة الجزيرة الإعلامية مكتب عمان الأردن".

 

 

عمل زين العابدين على تصوير المظاهرات في حي العسالي بدمشق وبلدة سبينة، ويفسر شغفه في الصحافة عبر ما رآه من تشويه للأحداث وعدم نقل ما يجري في بلاده بصورة كافية ووافية، فالعديد من المآسي أخفيت وحرفت ولم يسمع بها الناس، بحسب وصفه. وقال: "اخترت تخصص الصحافة وهي مهنة المتاعب كما يسمونها إلا أنني أسميها مهنة إظهار الحق وكشف الباطل".

ويختم زين العابدين حديثه "هذا النجاح أرفعه إلى ثورتنا السورية وإلى أرواح الطلبة السوريين الذين جازاهم بشار الأسد بالقتل وفي مقدمتهم إخوتي عمار ومحمد، وإلى أولئك الطلاب الذين حرمهم بشار العلم بالاعتقال والتهجير.. وإلى أولئك الذين حاولوا اجتياز البحر يحملون في جعبهم ثبوتياتهم لعلها تكون شفيعة لهم في إكمال دراستهم فوصلت ثبوتياتهم ولم يصلوا، وإلى من حرمهم الفقر ومنعتهم الظروف من إكمال دراستهم، إليكم أرفع هذا النجاح".

حسن الرحمون.. استبق دراسة الصحافة بالتدريبات الصحفية وحقق حلمه

حسن الرحمون الحاصل على المركز الثاني، من كلية الإعلام في جامعة اليرموك بمعدل 95% لا يُعد التخرج بالنسبة له نهاية الصعاب، بل بداية القسم الأصعب منها، نظراً لندرة الوظائف الإعلامية المتاحة في الأردن، وهذا ما يزيد من الضغوط النفسية عليه، بحسب قوله.

ينحدر الرحمون من قرية الشيخ إدريس في محافظة إدلب، نشأ وترعرع في ريف دمشق الجنوبي في بلدة البحدلية، درس في جامعة دمشق في كلية التربية _ قسم معلم صف، لمدة سنة واحدة، قبل أن يضطره اشتداد المعارك إلى اللجوء إلى الأردن مع عائلته المكونة من 8 أشخاص، هو أكبر أبنائها.

الأوضاع الاقتصادية الصعبة لعائلته لم تسمح له بالتسجيل في إحدى الجامعات الأردنية، فيقول لموقع تلفزيون سوريا: عندما قررت إكمال تعليمي الجامعي في الأردن، صُدمت عندما علمت أن التعليم الجامعي ليس مجانياً كما هو الحال في سوريا".

وكحال معظم السوريين، ظن الرحمون أنه لن يمكث في الأردن لأكثر من شهرين ومن ثم يعود إلى سوريا بعد أن تكون الثورة قد انتصرت، ولكن مع مرور الوقت، أيقن أن موعد العودة يبتعد أكثر فأكثر، على حسب وصفه.

 

 

وبصورة مشابهة لما حدث مع زين العابدين، تمكن الرحمون في عام 2017 من الحصول على منحة "دافي" لدراسة تخصص الصحافة في كلية الإعلام في جامعة اليرموك، فكانت المنحة باباً أعاد إليه الأمل من جديد، بعد انقطاعه عن الدراسة لمدة خمس سنوات.

خضع الرحمون، قبل قبوله بالمنحة الجامعية، لبرنامج تدريب صحفي مكثف في موقع "Syria Direct" لمدة ثلاثة أشهر كانت كفيلة ليعرف أنه خلق ليكون صحفياً، وبناء على ذلك قرر دراسة تخصص الصحافة.

كما خضع لعدة برامج تدريب في مؤسسات إعلامية، أبرزها التدريب في مكتب الجزيرة في عمان، بالإضافة إلى تطوعه لممارسة العمل الصحفي في جريدة صحافة اليرموك منذ بداية دراسته لتخصص الصحافة وحتى تخرجه، كما هو حال زميله زين العابدين.

والجدير بالذكر أن المركز الأول في قسم الصحافة بجامعة اليرموك العام الماضي كان من نصيب السورية، وابنة حي بابا عمرو الحمصي "أنوار العرفي" التي حصلت على معدل 96% وتقدير ممتاز.

 

 

وحصل يوم أمس الشاب "ضياء المحاميد" من درعا البلد، على المركز الأول في تخصص الهندسة الميكانيكية بجامعة الزرقاء الأردنية بعدل 95.1%، بالإضافة إلى حصول الطالبة "حنان السلامات" على المركز الأول في تخصص اللغة العربية في جامعة إربد الأهلية، بحسب ما نشرته صفحات مختصة في السوريين في الأردن.