icon
التغطية الحية

الأردن: تموضع إيران بملفات كثيرة شكل تهديداً لدول شقيقة

2022.07.11 | 06:38 دمشق

رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة
رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة - بترا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، مساء أمس الأحد، إن بلاده تسعى لعلاقات جيدة مع إيران، ولم تتعامل معها يوماً واحداً على أنها مصدر تهديد للأمن القومي، لكن لدى المملكة ملاحظات على تدخل طهران في بعض الدول العربية.

وأضاف الخصاونة في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" عربي، بثت على موقعها في يوتيوب: "الأردن لديه ملاحظات جوهرية وجذرية حول كيفية تعامل إيران مع بعض الملفات الإقليمية، ومع بعض أنماط وأشكال التدخلات في دول شقيقة نعتبر أن منظومة أمنها القومي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي الأردني، ومن ضمنها دول الخليج العربي الشقيقة".

وأشار الخصاونة إلى أن "الأردن يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار".

وأكد أن "الانفتاح على علاقة صحية للغاية مع إيران، ولكن على قاعدة الضوابط والأحكام التي قام عليها النظام الدولي المعاصر والمرتكز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ووحدتها الترابية ومبادئ حسن الجوار".

وأوضح أنه "ليس سراً بأن التموضع الإيراني بشأن الكثير من الملفات شكل تحدياً لبعض الدول الشقيقة فيما يتعلق بممارسة شكل من أشكال النفوذ، الذي لم يخدم بالضرورة استقرار تلك الدول".

وأردف: "كما شكل تهديدا لدول شقيقة أخرى، بدلالة أنه كان هناك الكثير من التصريحات العدائية الإيرانية إزاء دول الخليج العربي والتي قلت وتيرتها ونحن سعداء بذلك".

حوار مع النظام السوري

وبشأن ما يجري على الحدود مع سوريا، لفت رئيس الوزراء إلى أن هناك ارتفاعاً مضطرداً وكبيراً في عمليات تهريب المخدرات بشكل أساسي، مشيراً إلى وجود حوار ونقاش مع النظام السوري من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية وتنسيق في هذه المنطقة الممتدة لمسافة تزيد على 340 كيلو متراً.

وأضاف نعلم طبيعة وحجم التحديات على الجانب الآخر من الحدود داخل الأراضي السورية المرتبطة بالانتشار الممكن لقوات النظام في تلك المنطقة ونحن نكمل هذا الجهد من جانبنا لمنع عمليات التهريب وإيقافها "ولكن عمليات التهريب منظمة وتشكل تهديدا يوميا وكبيرا".

وأكد أنها شبكة تهريب تمتد إقليمياً على مساحة أكثر من دولة وعائداتها تسهم في تمويل من يقوم بالاستثمار بهذه التجارة بشكل ما.

ولفت الخصاونة النظر إلى أن الشرطة العسكرية الروسية كانت تلعب دوراً اساسياً ومحورياً في توفير الأمن عبر اتفاقيات الهدنة والمصالحة التي رعتها روسيا في مرحلة من المراحل تحديداً في جنوب سوريا وعلى امتداد الحدود وربما أن قائمة الأولويات والإيقاعات لم تعد تسمح بأن نشهد هذا الحضور المكثف للشرطة العسكرية الروسية الأمر الذي زاد من حجم التحدي ومن التأهب المطلوب منا للتعامل مع الخطر وننسق فيه مع الجانب السوري عبر قنوات التنسيق العسكرية.

التصعيد الأردني ضد إيران

وصعد الأردن في الفترة الأخيرة من خطابه ضد إيران، إذ عبر الملك عبد الله الثاني في وقت ساق، عن تخوفه من الفراغ الذي قد يتشكل إذا ما انسحبت روسيا من مناطق جنوبي سوريا، مؤكداً أن هذا الفراغ "سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم".

ومن الواضح أن تصريحات الخصاونة هذه جاءت أقل حدة من السابق، مما يشير إلى مسعى السلطات الأردنية للوصول إلى تسوية مع طهران لحماية المملكة من تهريب الأسلحة والمخدرات إلى أراضيها عبر الميليشيات التابعة لإيران المنتشرة في الجنوب السوري.

وازدياد النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، بعد انشغال روسيا بغزوها لأوكرانيا، بات من الملفات التي تشغل كثيراً من القادة في المنطقة، وكان آخرها تصريحات الملك عبد الله الثاني الذي أكد نهاية حزيران الماضي، أن بلاده تواجه المزيد من المشكلات مع الميليشيات الشيعية على حدودها مع سوريا، تتمثل بتهريب المخدرات والأسلحة وعودة "تنظيم الدولة" (داعش)، بسبب تراجع نفوذ روسيا في سوريا بسبب انشغالها في الحرب الأوكرانية.

وشهدت العلاقات الأردنية الإيرانية قطيعة استمرّت قرابة عقدين، بعد دعم الأردن للعراق في حربه ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي.

وكشفت دوائر حكومية عراقية مؤخراً، عن إجراء حوارات في بغداد، بين ممثلين من إيران والأردن، دون تأكيد رسمي من الجانبين.