icon
التغطية الحية

اقتحام النظام وتدخل اللواء الثامن.. ملخص يوم من المواجهات في بلدة محجة بدرعا

2024.02.16 | 15:44 دمشق

اقتحام النظام وتدخل اللواء الثامن.. ملخص يوم من المواجهات في بلدة محجة بدرعا
اقتحام النظام وتدخل اللواء الثامن.. ملخص يوم من المواجهات في بلدة محجة بدرعا (رويترز)
درعا ـ أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

شنت قوات النظام السوري هجوماً على بلدة محجة في الريف الشمالي لمحافظة درعا، صباح يوم الخميس 15 من شباط، في محاولة لإلقاء القبض على مطلوبين للنظام سبق أن هدد فرع الأمن العسكري باجتياح البلدة حال عدم تسليم أنفسهم.

وأفاد مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا بأن دوريات أمنية تابعة لفرع الأمن العسكري وأخرى لجيش النظام السوري من الفرقة الخامسة عشرة هاجمت الحيين الشمالي والشرقي لمحجة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مسلّحة مع مجموعة محلية في البلدة.

وأضاف المصدر أن الاشتباكات نتج عنها مقتل وجرح ما لا يقل عن 10 عناصر من قوات النظام، في حين قتل عنصر من اللواء الثامن وجرح آخر بعد انضمام اللواء للاشتباكات إلى جانب المجموعة المحلية في محجّة ضد قوات النظام التي كانت تحاول التوغّل داخل البلدة.

واعتقلت قوات النظام 6 أشخاص بشكل تعسفي بعد اقتحامها الحي الشرقي للبلدة، جميعهم مدنيون لا يرتبطون بأي جهة عسكرية، عرف من بينهم طالبان في المرحلة الثانوية وهما علاء محمد حسين، علاء بخيتان الجهيم، بالإضافة لأربعة من عائلة "الرحيل" من عشائر البدو، ما زالوا جميعاً قيد الاحتجاز في مبنى الأمن العسكري لليوم الثاني على التوالي.

عقب ذلك انسحبت قوات النظام من بلدة محجة، لتقوم مجموعة تابعة للواء الثامن إلى جانب مجموعة محلية بالهجوم على مفرزة أمن الدولة الواقعة وسط البلدة، ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة "ملازم" يدعى "وسام صقر"، ينحدر من مدينة القصير في ريف حمص الغربي، وجرح آخرين من عناصر أمن الدولة.

وخلال اجتياح بلدة محجّة يوم أمس من قبل النظام السوري، كانت دورية تتبع للشرطة العسكرية الروسية على جسر بلدة محجّة تراقب العملية العسكرية من دون مشاركة فعلية من قبل الروس.

وفي مطلع شهر كانون الثاني الفائت هدد فرع الأمن العسكري باقتحام بلدة محجة واعتقال مطلوبين يتهمهم النظام السوري بالوقوف خلف استهداف دورية روسية بعبوة ناسفة على جسر محجّة في 12 كانون الأول 2023 أسفرت عن مقتل جندي روسي وإصابة اثنين آخرين بجروح.

ما دور اللواء الثامن في محجّة؟

قيادي سابق في فصائل المعارضة قال لموقع تلفزيون سوريا إنه، وعلى الرغم من مشاركة مجموعة تتبع للواء الثامن في المواجهات إلى جانب المجموعة المحلية في بلدة محجّة ضد قوات النظام المقتحمة، إلّا أنّ تلك المشاركة لا تُلغي العلاقة التي تحكم قيادة اللواء بجهاز الأمن العسكري التي توصف بالجيدة.

وكان اللواء الثامن مدعوماً في السابق من قبل موسكو قبل أن يتم إلحاقه إدارياً أواخر العام 2021 بشعبة المخابرات العسكرية 265 ويحمل نحو 450 من عناصر اللواء بطاقات من إدارة السجلات العسكرية التابعة للنظام السوري.

وبحسب المصدر فإن هناك مفاوضات تجري بين قيادة اللواء الثامن ورئيس فرع الأمن العسكري، العميد لؤي العلي، في محاولة للإفراج عن المعتقلين الستة، كونهم من المدنيين الذين اعتقلوا بشكل تعسّفي، ويرجّح المصدر إطلاق سراحهم يوم غد السبت.

وأفاد المصدر بأن اللواء الثامن يدخل في كثير من الأحيان كجهة مفاوضة في محاولة من قيادة اللواء ضبط الأوضاع وعدم حدوث توتر وانفلات للأوضاع بشكل أكبر، مبيّناً أن هذا الدور يلعبه اللواء الثامن منذ عام 2018 وتكرر في أكثر من منطقة بدرعا.

في مطلع شهر شباط الجاري، هدد فرع الأمن العسكري بشن مداهمة في بلدة غباغب شمالي درعا، مطالباً بتسليم عدد من الشبان أنفسهم بعد أن قام رئيس الفرع لؤي العلي بتسليم وجهاء البلدة لائحة بأسماء المطلوبين، معظمهم من العناصر السابقين بفصائل المعارضة، من خلال اجتماع عقد في غباغب.

وتدّخل اللواء الثامن في قضية غباغب، حيث أرسل رتلاً عسكرياً واجتمع مع وجهاء البلدة، تم خلاله الاتفاق على السعي مع الأمن العسكري لعدم اقتحام البلدة، وإيجاد حلول ترضي الطرفين، من دون الكشف عن آلية العمل التي سيتبعها اللواء.

وتأسس "اللواء الثامن" بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في تموز 2018، وانضم للفيلق الخامس بدعم روسي، متخذاً من مدينة بصرى الشام مقرّاً رئيسيًا له.

وقاد التشكيل الجديد أحمد هيثم العودة، القيادي السابق لفصيل "قوات شباب السنة" أحد أبرز فصائل المعارضة سابقًا في الجنوب السوري.

وشغل اللواء عدة مهام خلال السنوات الخمس الماضية، أبرزها دخوله للتوسط بين النظام السوري من جهة، ومجموعات معارضة من جهة أخرى، بعد نشوب مواجهات مسلّحة وتوترات في المنطقة الجنوبية، إضافة إلى شنه عمليات أمنية إلى جانب اللجان المركزية استهدفت متهمين بالتبعية لتنظيم الدولة "داعش" في عدة مناطق بدرعا، من بينها حي طريق السد، جاسم، الحراك، اليادودة، ومؤخراً في مدينة نوى.

ووجهت اتهامات للواء بتلقي تعليمات من رئيس جهاز الأمن العسكري بدرعا، لؤي العلي، حول بعض العمليات التي أطلقها ضد التنظيم في درعا، بعض المصادر أكدت تلك الأنباء مشيرةً إلى أن قيادة اللواء تعمل وفق المصلحة الخاصة بها في كسب ود كل الأطراف في المحافظة، بما فيها النظام السوري وروسيا.