icon
التغطية الحية

إنقاذ مزيد من ضحايا الزلزال في تركيا بعدما أغلقت نافذة الأمل بنجاتهم

2023.02.13 | 16:29 دمشق

إنقاذ شابة بعد مرور 177 ساعة على وقوع الزلزال جنوبي تركيا الأسبوع الماضي
إنقاذ شابة بعد مرور 177 ساعة على وقوع الزلزال جنوبي تركيا ـ الأناضول
Associated Press- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

انتشلت فرق الإنقاذ اليوم، الإثنين، امرأة تبلغ من العمر أربعين عاماً من بين حطام مبنى، بعد مرور أسبوع على الزلزالين المدمرين اللذين ضربا المنطقة، بيد أن هنالك تقارير ظهرت حول انخفاض عدد عمليات الإنقاذ مع ضعف قدرة أجساد الضحايا على تحمل العيش بلا ماء، لاسيما في ظل درجات حرارة وصلت إلى ما دون مرحلة التجمد.

ضرب زلزالان أحدهما بلغت شدته 7.8 درجة والثاني 7.5 بعد مرور تسع ساعات على الأول جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا يوم 6 شباط، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 33.185 شخصاً، ومن المتوقع لتلك الحصيلة أن ترتفع بشكل كبير مع عثور فرق البحث على المزيد من الجثث، بعدما استحالت معظم القرى والمدن التي كانت مأهولة بالملايين في تلك المنطقة إلى أكوام من الإسمنت والحديد المحطم.

أخبار تثلج الصدور مع اقتراب إغلاق نافذة الأمل 

انتشلت فرق الانقاذ يوم الإثنين امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً من بين خرائب مبنى مؤلف من أربعة طوابق في منطقة الإصلاحية بولاية غازي عنتاب، وقد تم إنقاذ تلك المرأة التي تدعى سيبيل كايا بعد مرور 170 ساعة على بقائها تحت الأنقاض على يد فريق يضم عناصر من فريق إنقاذ تركي متخصص بعمليات البحث والإنقاذ في مناجم الفحم.

وقبل ذلك تم انتشال التركية إيرينغول أوندير، 60 عاماً، من بين أنقاض مدينة بيسنيا بولاية أديامان على يد فرق إنقاذ أتت من ولاية مانيسا غربي البلاد.

وحول تلك العملية كتب محافظ ولاية مانيسا، جينكيز إيرغون، تغريدة على حسابه على تويتر جاء فيها: "تلقينا أنباء حول ظهور معجزة في بيسنيا أثلجت صدورنا وقلوبنا قليلاً".

أما إدواردو رينوسو أنغولو، وهو أستاذ لدى معهد الهندسة في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة، فقد أعلن بأن احتمال العثور على ضحايا أحياء بات "ضئيلاً جداً جداً الآن".

وقد ذكر هذا الرجل الذي ترأس كتابة الدراسة التي نشرت عام 2017 حول الوفيات داخل الأبنية التي تعرضت لزلزال، بأن احتمال بقاء الأشخاص العالقين بين الخرائب يهبط بشكل كبير بعد مرور خمسة أيام على وقوع الزلزال، ويقترب من الصفر بعد مرور تسعة أيام، على الرغم من وجود استثناءات لكل ذلك.

ويوافقه الرأي ديفيد ألكساندر، أستاذ التخطيط والإدارة في حالات الطوارئ لدى جامعة لندن، حيث يخبرنا بأن نافذة الأمل بانتشال الناس أحياء من بين الركام "قد شارفت على الإغلاق".

لكنه يرى بأن البدء بتوقع ذلك لن يفيد، وذلك لأن الكثير من الأبنية شيدت بمواد ضعيفة، فانهارت مخلفة قطعاً صغيرة جداً، ما ترك مساحات صغيرة تكفي لبقاء الناس أحياء على حد وصفه، حيث يقول: "في حال انقض هيكل بناء بطريقة ما فإننا سنعثر عموماً على مساحات مفتوحة ضمن كومة من الركام يمكننا من خلالها أن نحفر لنصل إلى الداخل. وبعد معاينة عدد من الصور القادمة من تركيا وسوريا، تبين لي عدم وجود مساحات من هذا القبيل".

ثم إن ظروف الطقس في برد الشتاء تضعف من بقاء نافذة الأمل بالعثور على المزيد من الناجين مفتوحة أمام المنقذين، فقد هبطت درجات الحرارة في تلك المنطقة إلى -6 درجة خلال الليل، ما دفع الدكتورة ستيفاني لاريو أستاذة طب الطورائ لدى جامعة فيرجينيا التقنية للقول: "إن الطريقة المتعارف عليها التي يعوض من خلالها الجسم عن نقص حرارته هي الارتجاف، بيد أن الارتجاف يستهلك الكثير من السعرات الحرارية، لذا في حال حرم الشخص من الغذاء لعدد من الأيام مع تعرضه لدرجات حرارة باردة، فمن المرجح لجسمه أن يستسلم لعضة الصقيع بسرعة أكبر".

بعد مرور أسبوع على الزلزالين، مايزال الكثير من الناس بلا مأوى في الشوارع، ومايزال بعض الناجين ينتظرون أمام المباني المنهارة حتى يتم انتشال جثث أحبائهم.

اقرأ أيضا: مرسين الناجية من الزلزال.. مبادرات سوريّة لمساعدة المنكوبين

 

ألقى كثيرون في تركيا باللائمة على طريقة البناء المعيبة التي تسببت بدمار هائل، كما بدأت السلطات باستهداف المتعهدين ممن تربطهم صلات بالأبنية المنهارة.

وعليه، يتعرض ما لايقل عن 131 شخصاً للتحقيق فيما يتصل بمسؤوليتهم عن بناء تلك المباني التي لم تتمكن من الصمود أمام الزلزالين حسبما ذكر مسؤولون لدى الحكومة التركية.

يذكر أن تركيا سنت قوانين خاصة للبناء والإنشاءات تلبي معايير هندسة الزلازل، إلا أن الخبراء يرون بأن تلك القوانين لا يتم تطبيقها ومراعاتها إلا في حالات نادرة.

آثار مضاعفة في سوريا

أما في سوريا، فقد أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس بأن المجتمع الدولي فشل في تقديم مساعداته.

وفي زيارته للحدود التركية-السورية يوم الأحد الماضي، أعلن غريفيثس بأن السوريين: "يتطلعون لمساعدة دولية بيد أن تلك المساعدة لم تصلهم".

وأضاف: "لقد خذلنا الناس في شمال غربي سوريا حتى اللحظة، ولهذا فهم محقون في إحساسهم بالخذلان... بيد أن مهمتي وواجبنا يتمثلان بتصحيح هذا الفشل بأسرع وقت ممكن".

يذكر أن حصيلة ضحايا الزلزال في مناطق الثوار الواقعة في شمال غربي سوريا قد بلغت 2166 شخصاً بحسب فريق الانقاذ المحلي الذي يعرف باسم الخوذ البيضاء، وفي الوقت الذي وقفت فيه حصيلة القتلى في سوريا عند حدود 3533 شخصاً يوم الأحد الماضي، على الرغم من عدم تحديث عدد القتلى في مناطق سيطرة النظام منذ أيام بعد وصوله إلى 1387، بلغ عدد القتلى في تركيا 29605 يوم الأحد.

هذا ولقد حذرت منظمة الصحة العالمية من العاصمة دمشق من تفشي آثار الكارثة بعيداً، ووصفتها بأنها: "مأساة تتكشف عن تضرر الملايين من البشر"، إذ يرى تيدروس آدانوم غيبرييسوس بأن الأزمات المضاعفة التي خلقها النزاع، ثم كوفيد، فالكوليرا، فالتراجع الاقتصادي، ثم الزلزال الآن قد تسببت بوقوع خسائر لم يعد يطيقها إنسان".

 المصدر: Associated Press