icon
التغطية الحية

إفراغ المستشفى الوطني بالسويداء من أجهزته والعمل الجراحي بملايين الليرات

2024.06.02 | 00:29 دمشق

456456
تكاليف باهظة للعمليات الجراحية في السويداء (الراصد)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت مصادر في مدينة السويداء عن عمليات نقل تجهيزات طبية من المستشفى الوطني (الحكومي) إلى خارج المحافظة، مشيرة إلى أن العمليات الجراحية في المستشفى المذكور تكلّف أكثر من 6 ملايين ليرة سورية.

ونقل موقع "الراصد" المحلي عن بعض المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية في المستشفى الحكومي، أنهم دفعوا تكاليف عمليات جراحية وكانت قيمها تُعادل أو تقترب من تكاليف الجراحات ذاتها في المشافي الخاصة.

وقال أحد المرضى أنه دفع 6 ملايين و600 ألف ليرة كلفة زرع "سفود" في الورك، ليكتشف لاحقاً أن ثمنه في شركة التجهيزات الطبية لا يتجاوز المليون و400 ألف ليرة، وبأن باقي المبلغ كان من نصيب الكادر الطبي.

مريض آخر أفاد بأنه دفع ما يزيد على 4 ملايين ليرة مقابل تركيب "صفيحة" ليكتشف لاحقاً أن ثمنها يقارب المليون و200 ألف ليرة فقط.

شراء اللوازم الطبية من الشركات الخاصة

أحد العاملين في المستشفى الحكومي أكد المعلومات الواردة من المرضى، مبيناً حاجة العديد من المصابين بالأطراف أو العمود الفقري إلى شراء لوازم طبية عظمية من الشركات الخاصة مثل المفاصل والصفائح والبراغي والأسياخ وغيرها بعد الفحص الطبي وقبل إجراء العمل الجراحي.

وأضاف أنه غالباً ما يلجأ المريض أو أحد مرافقيه إلى أخذ النصيحة من الكادر الطبي المتوفر في المستشفى ليقنعه بشراء التجهيزات اللازمة للعملية عن طريق أحد وكلاء الشركات الذي يكون حاضراً في القسم الجراحي نفسه، علماً أن الشركات الطبية "المُتفقة" مع مندوبين داخل المستشفى غالباً ما تقدم تجهيزات ذات منشأ صيني أو هندي، كشركتي "الرضوان وبيديكو".

أما عن الكلفة المرتفعة التي يتكبدها المريض، فأوضح المصدر أنها تتوزع بين الشركة صاحبة اللوازم الطبية ومندوبها في المستشفى وطبيب التخدير والجراح، وغالباً ما يتكفل المندوب بشراء التجهيزات والاتفاق مع المريض وتوزيع الأجور.

استغلال أجهزة ونقل أخرى إلى خارج السويداء

ممرض في مستشفى خاص، كشف عن استغلال بعض الجراحين العاملين في المستشفى الحكومي وجود جهاز "القوسي الشعاعي" الخاص بالأعمال الجراحية الأكثر حساسية، حيث تقاضوا من المرضى الأجور ذاتها التي يتم تقاضيها في المشافي الخاصة، وبعلم "مديرية الصحة".

وقال إن مديرية الصحة "تتغاضى عن هذه التجاوزات مقابل الحفاظ على الكادر الطبي، بالرغم من أن هذه الأجور لا تحقق أي عدالة بين الكوادر الطبية العاملة في المستشفى، فمعظم الممرضين والأطباء لا ينالهم أي مردود، وبعضهم يحصل على (الحلّة والحلال)، وفي الوقت نفسه يفقد المرضى تدريجياً آخر معاقل العلاج المجاني في البلد"، بحسب تعبيره.

وفي السياق، أفاد موظفون بنقل تجهيزات ومعدات طبية "تقدر قيمتها بعشرات الملايين"، من مستودع مستشفى السويداء الحكومي إلى مشافي محافظة حمص، من دون إيضاح الأسباب وتحديد الكمية والنوعية. مشيرين إلى أن ذلك يتم وفقاً لكتاب مرسل من "وزير الصحة"، على حد زعم أحد المسؤولين عن مستودعات مديرية الصحة بالسويداء.