icon
التغطية الحية

أميركا تنشر أحدث حاملة طائرات من جيل جديد.. حجر زاوية بأمن المحيطات ولجم لبوتين

2022.10.06 | 15:37 دمشق

سي
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

في الـ 20 من حزيران عام 2021 ضرب زلزال بقوة 3.9 درجات سواحل فلوريدا، ليتبين أنه ناجم عن انفجار عشرات الأطنان بجانب حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد على بعد 161 كم ضمن تجارب الاختبار على الحاملة الأكثر تطوراً في العالم. قبل يومين انطلقت جيرالد فورد في مهمتها الأولى إلى الأطلسي للمشاركة في مناورات مع 9 دول جميعها تقف صفاً واحداً ضد روسيا التي تتسول الدرونات من إيران.

 

 

وانطلقت حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد يوم الثلاثاء الماضي، من قاعدة نورفولك بولاية فيرجينيا، إلى منطقة العمليات البحرية بالمحيط الأطلسي للمشاركة في مناورات بحرية مشتركة مع كندا وفرنسا وألمانيا والدنمارك وفنلندا وهولندا وإسبانيا والسويد، وتشمل التدريبات حرب الغواصات والدفاع الجوي ومكافحة الألغام وغيرها. وستشارك الدول التسع بـ 9000 فرد و20 سفينة و60 طائرة.

وقال الأدميرال داريل كودل، قائد قيادة قوات الأسطول الأميركي في بيان صحفي: "إن جيرالد فورد ستنتشر عبر المحيط الأطلسي، وستعزز علاقاتنا وقدرتنا وثقتنا لخلق عالم أكثر سلاماً وازدهاراً.. وستسمح للدول الحليفة والشريكة بتعزيز دفاعها الجماعي في المحيط الأطلسي".

حجر الزاوية في استراتيجية الأمن

سلمت شركة هنتنغتون إينغلس للصناعات البحرية الأميركية حاملة الطائرات جيرالد فورد (CVN 78) في الأول من حزيران عام 2017، أي بعد ثماني سنوات من العمل، شارك في بنائها أكثر من 5000 شخص. وبذلك أطلقت الشركة تصنيفاً جديداً من حاملات الطائرات حمل اسم "فورد" ليكون الجيل الجديد من حاملات الطائرات بعد جيل "نيميتز". والآن بدأت البحرية الأميركية في بناء حاملتي طائرات جديدتين، هما "يو إس إس كينيدي" و"يو إس إس إنتربرايز"، وهما من الفئة "فورد".

 

ءؤر

 

وقالت الشركة المصنفة كأكبر شركة بناء سفن عسكرية في الولايات المتحدة، في بيان تسليم الحاملة للبحرية الأميركية: "تعتبر حاملات الطائرات أراضي أميركية متنقلة ذات سيادة، وهي رمز لإظهار قوة الولايات المتحدة. إنها حجر الزاوية في استراتيجية الأمن لبلدنا وتدعم الاقتصاد العالمي وتحميه من خلال حماية الممرات البحرية في جميع أرجاء العالم".

 

وعرضت الشركة مراحل مشروع جيرالد فرود الذي استمر 21 عاماً من الفكرة إلى التشغيل في فيلم وثائقي يظهر فيه لقطات من المعالم الهامة ومقابلات مع العديد من بناة السفن الذين ساعدوا في تصنيع حاملة الطائرات الأولى في فئتها بكلفة 13.3 مليار دولار أميركي.

 

 

ميزات حاملة الطائرات جيرالد فورد

يزيد وزن حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد على 100 ألف طن، أي 400 ضعف وزن تمثال الحرية. ويبلغ مساحة سطحها أكثر من هكتارين وطولها 332 متراً، ويعمل على تشغيلها 4660 شخصاً، وتحمل 75 طائرة، وتنتج 400 ألف غالون من المياه العذبة يومياً و15 ألف وجبة طعام في اليوم.

وتبحر جيرالد فورد  بسرعة 30 عقدة (55 كيلو متراً في الساعة)، أي أقل بخمس عقد من البارجة يو إس إس نيو جيرسي الأسرع في العالم، والأخيرة بارجة وليست حاملة طائرات، ومهمتها حماية الحاملات.

 

 

في السفينة مفاعلان نوويان يؤهلان الحاملة جيرالد فورد للإبحار لـ 20 عاماً من دون التزود بالوقود، ويزيدان القدرة الكهربائية بنسبة 250 في المئة عن الناقلات السابقة.

وزودت جيرالد فورد بنظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي (EMALS)، ليحل محل المقاليع البخارية، مما يتيح إطلاقاً أكثر سلاسة وخاصة للطائرات ثقيلة الوزن.

ويظهر على سطح جيرالد فورد أسلحة دفاعية وهجومية مثل صواريخ سي سبارو (RIM-7 Sea Sparrow) المضادة للطائرات والصواريخ المضادة جواً أو الصواريخ الطافية على الماء، وكذلك نظام فالانكس Phalanx CIWS المضاد للصواريخ والطائرات والسفن والزوارق السريعة، ويطلق فالانكس 75 رصاصة من عيار 20 ملم في الثانية الواحدة بتوجيه راداري متطور.

 

 

وفورد مجهزة برادار ثنائي مزدوج النطاق، وهو نظام الرادار الأكثر تطوراً في العالم. وتبقى الكثير من مواصفات التسليح والإنشاء والتشغيل سرية.

جيرالد فورد التي تحمل على متنها عشرات الطائرات من طراز F-35 الأكثر تطوراً في العالم، قادرة على فرض سيطرة على البحر والسماء لا ينازعها عليها أحد.

عودة قوية للأسطول الثاني لمواجهة روسيا

قال نائب الأدميرال دانيال دواير قائد الأسطول الأميركي الثاني نهاية أيلول الفائت قبيل انطلاق جيرالد فورد للمناورات: "إن المحيط الأطلسي هو منطقة ذات أهمية استراتيجية. يتمثل هدفنا الأساسي في المساهمة في منطقة أطلسية سلمية ومستقرة وخالية من النزاعات من خلال القوة البحرية المشتركة لحلفائنا وشركائنا. إن نشر مجموعة حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد هو التطور الطبيعي لالتزامنا المتجدد تجاه المحيط الأطلسي".

وتأسس الأسطول الأميركي الثاني المسؤول عن الساحل الشرقي وشمال المحيط الأطلسي؛ بعد الحرب العالمية الثانية، لكن في أيلول من العام 2011 تم إلغاء نشاط الأسطول الثاني بسبب قناعة في الإدارة الأميركية أن التهديد العسكري المحتمل الذي تشكله روسيا قد تضاءل. وفي عام 2018 أعلن رئيس العمليات البحرية الأميركية عن خطط لإعادة تأسيس الأسطول الثاني وسط التوترات المتصاعدة بين الناتو وروسيا.

وأضاف دواير: "كما أوضحنا في وقت سابق من هذا العام عندما أطلقنا أربع مدمرات في شمال الأطلسي، يمكن أن يوفر الأسطول الثاني مرونة لقادة المقاتلين، ويؤكد التزامنا تجاه زملائنا من حلفاء الناتو".

وتأتي المناورات المشتركة في شمال الأطلسي وإطلاق حاملة الطائرات الأميركية الأحدث في العالم بعد الزيادة الكبيرة في النشاط البحري الروسي في القطب الشمالي قبيل غزوها أوكرانيا، ويبدو أن تخريب خط أنابيب نورد ستريم في البحر الأسود والذي يتهم الغرب روسيا بالوقوف وراءه، أقل الأضرار التي من الممكن أن تتسبب بها البحرية الروسية، في الوقت الحرج الذي تعلو فيه كلمة "النووي" على شاشات التلفزة في العالم بأسره، ويهدد بوتين بمزيد من التصعيد، فيأتي الرد الأميركي بإطلاق العملاق البحري الأحدث في العالم في الوقت الذي تتسول فيه روسيا طائرات من دون طيار من إيران.