icon
التغطية الحية

ألمانيا تفند مزاعم إيجاد قنوات اتصال سرية مع النظام السوري

2024.03.21 | 02:04 دمشق

آخر تحديث: 21.03.2024 | 10:35 دمشق

ألمانيا تفند مزاعم إيجاد قنوات اتصال سرية مع النظام السوري
المبعوث الألماني إلى سوريا
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

فند المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك مزاعم تفيد بأن الحكومة الألمانية تعمل على إيجاد قنوات سرية للتواصل مع النظام السوري بعد أيام من تأكيد برلين على الوقوف إلى جانب الشعب السوري في ثورته بالذكرى الـ 13 لانطلاقها.

جاء ذلك بعد نشر تحقيق لصحيفة "NDR" الألمانية كشف عن مساعي امرأة سورية تدعى "آمال عزو" التي تعمل موظفة اجتماعية في مركز لاستقبال اللاجئين بألمانيا بفتح قنوات اتصال رسمية بين النظام السوري وبرلين، خاصة وأنها مسؤولة سابقة في حزب البعث وإحدى الشخصيات المقربة من بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد.

هذه المرأة شاركت في حفل حمل عنوان "النساء اللاجئات والشتات"، بدعوة من وزيرة الدولة "ريم العبلي-رادوفان"، المسؤولة عن قضايا الاندماج في الحكومة الألمانية.

وفي سياق ذلك، أكّد المبعوث الألماني إلى سوريا في تغريدة على حسابه بمنصة إكس أن الحكومة الألمانية لم تكن تعلم بخلفية المرأة السورية وأبدت منذ ذلك الحين أسفها لدعوتها.

وشدد شنيك، على أن "الحكومة الألمانية لا تسعى لإيجاد قنوات سرية للتواصل مع النظام. نحن ندعم (المبعوث الأممي إلى سوريا) غير بيدرسن في سعيه لإنجاح العملية السياسية وندعو النظام إلى الدخول أخيرًا في حوار جدي مع المعارضة".

وفي نهاية شهر شباط الماضي، دعت الوزيرة "ريم العبلي-رادوفان" (من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني SPD)، أكثر من 120 امرأة لاجئة من مختلف البلدان للمشاركة في الحفل، وأظهرت الصور التذكارية وجود اللاجئة السورية "آمال عزو" في الصف الأمامي وعلى مقربة من الوزيرة.

آمال تبلغ من العمر 56 عاماً، وصلت إلى ألمانيا عام 2015، وتعمل حالياً مختصة اجتماعية ومترجمة في مركز للاجئين بالقرب من مدينة تيتيروف شمالي البلاد، كما أنها تنشط في العديد من الجمعيات التي تعمل في مجال الهجرة.

"مسؤولو النظام يلاحقون السوريين في بلدان اللجوء"

ورغم أن آمال كانت رئيسة مكتب الشباب في فرع "حزب البعث" بدمشق، ومقربة من الميليشيات المسلحة، فإنها تتعامل حالياً خلال عملها مع العديد من السوريين الذين فروا من اضطهاد نظام بشار الأسد، وفقاً للتقرير.

1

آمال عزو في مقر لميليشيا "كتائب البعث" في دمشق

وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري وحدها مسؤولة عن مقتل أكثر من 200 ألف مدني في سوريا، وتعرض ما يزيد على عشرة آلاف شخص للتعذيب حتى الموت في السجون والمعتقلات، في حين ما يزال مصير أكثر من 96 ألف شخص غير معروف.

وتُعتبر إحصائيات الشبكة متحفظة، ومن الممكن أن تكون الأرقام الفعلية أكثر بكثير. وتقول وزارة الخارجية الألمانية في تقريرها عن الوضع الحالي إن المعارضين للنظام في سوريا ما زالوا يتعرضون للاضطهاد الممنهج حتى اليوم وإن وضع حقوق الإنسان تحت حكم الأسد يعتبر كارثياً.

"آمال ترفض هذه الاتهامات"

وزعمت آمال أنها استقالت من مناصبها الحزبية في عام 2015 وفرّت في البداية إلى لبنان. و"كانت قد تعرضت سابقاً لتهديدات في سوريا، على ما يبدو من قبل الإسلاميين، بسبب عدم ارتدائها الحجاب من بين أسباب أخرى".

وأضاف لـ"NDR" أن مهمتها في "حزب البعث" كانت دعم النساء في المجتمع. وعلى الرغم من ذلك، أظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أن آمال كانت تشارك في عرض عسكري لميليشيا "كتائب البعث"، وقد تأكد موقع "NDR" من صحة الصور.

1

آمال عزو تقف بين ضباط النظام السوري خلال عرض عسكري لـ"كتائب البعث"

على طاولة واحدة مع مستشارة بشار الأسد

وكذلك كانت آمال تشغل منصباً في إدارة "مؤسسة القدس الدولية"، المدرجة على قوائم العقوبات الأميركية، لكنها زعمت أنها استقالت من منصبها عام 2015.

لكن صوراً نشرتها "مؤسسة القدس" تنفي مزاعم آمال، حيث ظهرت أنها شاركت في اجتماع لمجلس الإدارة إلى جانب بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد وذلك في العاصمة دمشق، نهاية شباط عام 2018، أي بعد لجوئها إلى ألمانيا بثلاث سنوات.

آمال عزو على طاولة واحدة مع بثينة شعبان - 28 شباط 2018

آمال عزو على طاولة واحدة مع بثينة شعبان - 28 شباط 2018

"لم نكن نعرف نشاطها السابق"

ورداً على هذه المعلومات، قالت المتحدثة باسم الوزيرة "ريم العبلي-رادوفان"، لصحيفة "NDR"، إن دعوة آمال حدثت بناءً على اقتراح من جمعية في ولاية "ساكسونيا السفلى"، ولم يكن هناك أي معرفة بمناصبها السابقة.

وأضافت المتحدثة: "لو كنا على علم بهذه المعلومات قبل الفعالية، لما دعونا السيدة آمال"، كما أعلنت جمعية "Malteser"، التي تدير مركزاً لمساعدة اللاجئين الذي تعمل فيه آمال، بأنها لم تعلم شيئاً عن ماضيها، وأنها ستأخذ هذه المعلومات على محمل الجد وسيجري التحقيق بها.

تخوف من تسريب معلومات اللاجئين للنظام السوري

متحدثة باسم وزارة الداخلية في مدينة شفيرين، قالت إن السلطات الأمنية تدرس ملفات اللاجئين القادمين إلى ألمانيا للتأكد من عدم ارتباطهم بالإرهاب فقط، ولا يتم الاستعلام عن أنشطة أخرى مثل ارتباطهم بالنظام السوري.

ورفضت المتحدثة التعليق على مصير بيانات اللاجئين السوريين الموجودة بيد آمال، أو كيفية تقييم الوزارة لحقيقة أن مسؤولاً سابقاً في النظام يلتقي الآن بسوريين فروا من النظام نفسه.

وكتبت "آمال" العديد من الرسائل الطويلة لـ "NDR"، تصور نفسها على أنها ضحية لسوريين آخرين حاقدين. ووصفت التعامل مع الاتهامات بشأن نشاطاتها في سوريا -بما في ذلك أسئلة الصحفيين- بأنها مؤلمة للغاية ومرهقة بالنسبة لها ولم تبدي ندمها أو تنأى بنفسها عن النظام السوري.