أكّدت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان في تقريرها، أمس الثلاثاء، أن مالا يقل عن 687 حالة اعتقال تعسّفي في سوريا جرت خلال شهر أيلول الفائت، وأن (60 %) مِن الحالات كانت على يد "نظام الأسد" ومعظمهم لـ أجروا "تسويات" معه.
وقالت الشبكة في تقريرها الشهري الخاص بـ"توثيق حالات الاعتقال التَّعسفي مِن قبل أطراف النِّزاع في سوريا"، إنها سجّلت 6109 حالات اعتقال تعسّفي منذ مطلع العام 2018 حتى صدور التقرير، أمس الثلاثاء.
ووثّق التقرير حصيلة حالات الاعتقال التعسّفي خلال شهر أيلول الفائت. حيث سجَّل قرابة (687 حالة) على يد كل الأطراف في سوريا منها 402 حالة على يد قوات "نظام الأسد" بينها (22 طفلاً، و34 سيدة).
كذلك سجّل التقرير، 190 حالة اعتقال تعسّفي على يد "حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD" بينها (أربعة أطفال، وست سيدات)، و22 حالة اعتقال على يد تنظيم "الدولة" بينها (طفلان)، كما وثّق 35 حالة اعتقال على يد "هيئة تحرير الشام" جميعهم من الرجال. و38 بينها (طفل وسيدتان) على يد فصائل عسكرية "معارضة".
ولفتت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان في تقريرها، أنه "لا يمر يوم دون تسجيل حادثة اعتقال تعسفي"، مشيراً إلى توزُّع حالات الاعتقال التعسفي حسب المحافظات، حيث تصدَّرت محافظة الرقة بقية المحافظات بـ 134 حالة اعتقال.
وحسب التقرير، هناك ما لا يقل عن 170 نقطة تفتيش ومداهمة نتج عنها حالات حجز للحرية متوزعة على المحافظات السوريّة، كان أكثرها في محافظة دير الزور، وتصدَّرت قوات "نظام الأسد" الجهات المسؤولة عن المداهمات تليها قوات "PYD".
وأكّدت الشبكة السورية، أن "نظام الأسد" مسؤول عما لا يقل عن 87 % مِن حصيلة الاعتقالات التَّعسفية، وغالباً لا تتمكَّن عائلات الضحايا من تحديد الجهة التي قامت بالاعتقال بدقة، لأنه عدا عن أفرع أمن النظام الأربعة الرئيسة وما يتشعب عنها، تمتلك جميع القوات المتحالفة معه (الميليشيات الإيرانية، "حزب الله" اللبناني، وغيرها) صلاحية الاعتقال والتَّعذيب والإخفاء القسري.
ووثّقت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان، مؤخّراً، وجود أكثر مِن 118 ألف معتقل سوري في معتقلات "نظام الأسد"، في حين كشف "النظام" مؤخراً، عن مصير نحو (ثمانية آلاف معتقل) مِن خلال "قوائم الموت" التي أرسلها إلى السجلات المدنية في معظم المحافظات السوريّة، تؤكّد مقتلهم "تحت التعذيب" في سجونه، إلّا أنه برّر وفاتهم بـ"أزمات قلبية" وأمراض مزمنة.
الجدير بالذكر، أن "نظام الأسد" خدع جميع الشبّان الذين استمالهم لـ إجراء "مصالحات" وتسوية أوضاعهم في مناطق سوريّة عدّة، وخاصة المتخلفين عن الخدمة العسكرية، واعتقل العديد منهم فور مراجعتهم "شعب التجنيد" كما اعتقل آخرين بحملات مداهمات بينهم مهجّرون عائدون إلى مناطق سيطرته.