icon
التغطية الحية

أطفال سوريون وأتراك يؤلفون كتاباً باللغتين العربية والتركية

2023.04.02 | 09:06 دمشق

تركيا
أطفال سوريون وأتراك يؤلفون كتاباً (أراب نيوز)
إسطنبول- متابعات
+A
حجم الخط
-A

تمكّن 40 طفلًا سوريًا وتركيًا في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، من تأليف كتاب مصوّر ثنائي اللغة، حمل عنوان "Gokce" (السماء بالتركية)، في إشارة إلى حقيقة أن الناس من جميع الأجناس والثقافات والمعتقدات يعيشون معًا تحت نفس السماء.

والكتاب المذكور، يعدّ جزءاً من مشروع مشترك بين معهد "جوته" الفرنسي، والسفارة الهولندية، والقنصلية السويدية، والمركز الثقافي الفرنسي، ومؤسسة إسطنبول للثقافة والفنون، بالإضافة إلى مؤسسة أناضول كولتور.

 وتعدّ غازي عنتاب التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، موطن قرابة نصف مليون لاجئ سوري. وتعد المدينة الثانية من حيث ارتفاع عدد اللاجئين السوريين بعد إسطنبول. وعلى مستوى تركيا، يوجد حاليًا 3.6 ملايين لاجئ سوري موزّعين على مختلف الولايات، بما في ذلك 1.6 مليون طفل.

أطفال
من صفحات الكتاب

وبحسب تقرير أورده موقع (Arab news)، يتم توزيع الكتاب -الذي تم نشره باللغتين التركية والعربية- حاليًا على المكتبات والمدارس والمتاحف في المدينة، بما في ذلك المكتبات المتنقلة للأطفال التي تم إنشاؤها في أعقاب الزلزال في الـ6 من شباط الماضي، والذي خلف أكثر من 50 ألف قتيل في تركيا وسوريا.

ويحمل غلاف الكتاب المنجز بصمات جميع الأطفال الذين شاركوا في تأليفه. ويشكّل هؤلاء الأطفال "أبطال القصة المشتركة"، وفق تعبير منسّقة المشروع أسلي غوكوز.

فحوى الكتاب ورسالته

ونقل المصدر عن غوكوز قولها إن الأطفال "نشؤوا مع قصص مختلفة، لكنهم أظهروا أنه بإمكانهم أن يجتمعوا لإنتاج سرد مشترك يرمز إلى التباين الثقافي والعرقي واللغوي لولاية غازي عنتاب".

يبدأ الكتاب بالعبارة المعهودة: "ذات مرة". وعلى ضوء ذلك، طوّر الأطفال قصة الكتاب بشكل مشترك. وتدور أحداث القصة حول مغامرات فتاة تُدعى Gokce، تعيش مع خرافها وعائلتها في مرتفعات خضراء مليئة بالزهور الملونة.

تدريب الأطفال على الكتابة الأدبية

الأطفال المشاركون، تلقّوا تدريبًا على الكتابة الإبداعية وحضروا ورش عمل تفاعلية على القراءة والرسم لتمكينهم من التعبير عن مشاعرهم بشكل أفضل من خلال الكلمات والرسومات.

وتقول غوكوز: "ساعدتهم ورش العمل هذه في الاستماع إلى أصواتهم مع الانتباه في نفس الوقت إلى ما يقوله أقرانهم. لقد حاولنا المساهمة في رحلتهم الخاصة لاكتشاف الذات والمساعدة في استعادة ثقتهم بأنفسهم".

وتضيف: "إنهم على دراية باختلافاتهم ولكنهم يعرفون أيضًا أنهم يتمتعون بنفس حقوق الطفل. لقد ساعدهم مثل هذا المشروع في تكوين قصة مشتركة من خلال جهد جماعي لدمج هذه التباينات حول حلم مشترك".

الأطفال السوريون بين التهجير والزلزال

جاء العديد من الأطفال السوريين الذين شاركوا في المشروع إلى غازي عنتاب هربًا من الحرب الوحشية في بلادهم، ولا يزالون يكافحون لإعادة بناء حياتهم، خاصة بعد زلزال شباط.

وتقول الطفلة السورية "مريم ناصر" (14 عامًا) للمصدر: "على الرغم من الاختلافات في الأعمار والخلفيات الثقافية، يمكننا دمج جهودنا لتحقيق نتائج قيّمة. التماسك الاجتماعي عامل مهم للمجتمعات الصحية".

وتضيف ناصر، التي ولدت في سوريا وجاءت إلى غازي عنتاب كلاجئة منذ عدة سنوات، إن ورش العمل الخاصة بالمشروع ساعدتها على تطوير خيالها وقدراتها على الكتابة.

غازي
من صفحات الكتاب

"أحببت التعرف إلى الأطفال الأتراك واللعب معهم. حتى إنني شعرت بأن ثقتي بنفسي تزداد. كما ساعد مشروعنا المشترك عائلاتنا، لأن العائلات التركية والسورية أقامت أيضًا جسوراً فيما بينها وتركت وراءها العديد من الأحكام المسبقة.

ونقل التقرير عن "إيج ماي" (10 أعوام) وهو طفل تركي من أبناء غازي عنتاب مشارك في العمل، أن "هذا الكتاب هو علامة واضحة على أن الأطفال يمكنهم تحقيق أي شيء عندما يجتمعون معًا في نفس السماء".

وتابع: "بعد هذا المشروع، تعلمت كيف نعيش معًا تحت نفس السماء. لقد فهمت أن الناس يمكن أن يكونوا مختلفين عن بعضهم بعضاً، لكننا جميعًا متماثلون في الأساس".