icon
التغطية الحية

أسماء الأسد تتصل بالطفلة شام.. استغلال سياسي آخر لكوارث السوريين

2023.03.12 | 01:01 دمشق

اتصال أسماء الأسد مع الطفلة شام الشيخ محمد
أسماء الأسد تتصل بالطفلة شام الشيخ (تويتر)
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أجرت عقيلة رئيس النظام السوري أسماء الأسد اتصالاً بتقنية الفيديو مع الطفلة شام الشيخ محمد التي تتلقى العلاج حالياً في أحد مستشفيات الإمارات العربية المتحدة، بعد أن أثارت قصتها تعاطفاً واسعاً بعدما علقت تحت الأنقاض لنحو 40 ساعة في ريف إدلب من جراء زلزال الـ6 من شباط المدمّر.

ونشرت صفحة "رئاسة الجمهورية" في فيس بوك مقطع فيديو أظهرت فيه تفاصيل اتصال أسماء الأسد مع الطفلة شام (9 سنوات) الموجودة حالياً في مشفى "برجيل" بأبو ظبي، مضيفة أن أسماء اتصلت أيضاً بالطفل علي تفوح (9 سنوات) الذي فقد والدته في الزلزال، وأيضاً مع والد الطفل علي يوسف (12 سنة) الموجودَين في مشفى "الشيخ خليفة" بأبو ظبي.

وكان الأطفال الثلاثة قد نقلوا مع أطفال آخرين من حلب وإدلب واللاذقية إلى أبو ظبي منذ أكثر من أسبوعين لتلقي العلاج الطبي على إثر إصابتهم بما يُعرَف بـ "متلازمة هرس الأطراف" نتيجة تعرّض أطرافهم لإصابات خطيرة تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال في الشهر الماضي.

وجاء اتصال أسماء الأسد، وهو الأول من نوعه، بالأطفال المصابين عقب إجراء عملية بتر لساقي الطفلة شام على خلفية الإصابة وبقائها تحت الأنقاض لفترة طويلة قبل إخراجها من قبل فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء). وأفادت وسائل إعلام إماراتية في وقت سابق من الأسبوع الماضي بأن عملية البتر تمت بعد معاينة الطفلة من قبل كادر طبي.

وبعد إنقاذ شام من تحت الأنقاض وانتشار قصتها، نشرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري قصصاً زعمت فيها أن عملية الإنقاذ جرت على يد فرق تابعة للنظام، وبأن حكومة الأخير هي التي تدخّلت لنقل الطفلة من إدلب وإدخالها إلى تركيا لتلقي العلاج.

أسماء الأسد تستغل الاتصال وترسّخ مزاعم النظام

وحاولت أسماء الأسد عبر اتصالها، ترسيخ ادعاء إعلام النظام ذاته، إذ أوحت بأنها كانت على اطلاع بجميع مجريات نقل الطفلة ووصولها إلى الإمارات، وكذلك حين وجهت رسالة للطفلة بقولها: "بدك ترجعي لعندي". وحين أشارت شام في حديثها إلى أنها ستركّب "أرجل اصطناعية" لتعود بها إلى سوريا، ردّت "الأسد" بالقول لها: "إنتي قوية، ورجعتك رح تكون أكبر هدية إلنا".

وعندما قدّمت الطفلة شام شكرها لـ "الشيخة فاطمة بنت مبارك" رئيسة الاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ورئيسة مؤسسة التنمية الأسرية، والرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، نظراً لجهودها في إحضارها إلى الإمارات، زعمت أسماء أنها اتصلت بها وشكرتها أيضاً "فلولا تدخلها ما كنا قدرنا نطلعك"، على حد تعبيرها.

ردود فعل غاضبة

وأثار اتصال أسماء الأسد بالطفلة شام الشيخ محمد استنكار طيف واسع من السوريين على منصات التواصل الاجتماعي، واصفين ما حصل بأنه "استغلال سياسي" من قبل الإمارات ويصبّ في مصلحة نظام الأسد.

وكتب حسن الدغيم تغريدة قال فيها: "عالجت تركيا في مشافيها عشرات الآلاف من السوريين المصابين، ولم تجبرهم على تصوير فيديو واحد يشكر أردوغان أو زوجته أو حكومته. الإمارات بحجة معالجة الطفلة شام بترت قدمها وأجبرتها على شكر كل شيخات وسموات الإمارات وفوقهم المجرمة أسماء الأسد بنت سارق قمح السوريين".

وقال الناشط عمر مدنية في تغريدته: "الطفلة شام هجرها المجرم بشار الأسد وأنقذها أبطال الخوذ البيضاء من تحت ردم الزلزال، تم نقلها إلى تركيا للعلاج، ومن ثم الإمارات قاتلت لتأخذها ولتعالجها لكن تبين أن هدف الإمارات إعطاء الأسد فرصة لاستغلالها سياسياً...".

وغرّد الإعلامي السوري قتيبة ياسين قائلاً: "إلى الأشقاء في الإمارات، لم يحدث يوماً أن استغلت العرب صاحب حاجة، فكيف إذا كان صاحب الحاجة طفلاً ومنكوباً بالزلزال؟ الطفلة شام التي نقلتموها من إدلب للعلاج في دولتكم أجبرتموها على شكر شيخات ومشايخ لم تسمع باسمهم يوماً؛ ولكن أن تجبروها على شكر أسماء الأسد فهذا والله يدخل في باب الانحطاط".

أما "المرصد أبو أمين" فكتب يقول: "المجرمة أسماء الأسد تحاول إظهار إنسانيتها باتصال مع الطفلة شام المهجرة من منزلها بفعل إجرام عصابات الأسد... هناك آلاف الأطفال الذين كانت براميل وقذائف بشار الأسد سبباً في بتر أطرافهم وأكبر من أي زلزال".

قصة الطفلة شام

وانتشرت قصة الطفلة شام على نطاق واسع عقب تصدر مقطع فيديو يوثق إنقاذها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت فيه ممددة تحت الأنقاض وهي تتحدث مع عناصر الإنقاذ، لتطلب منهم عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها، بالإضافة إلى ترديدها مع فريق الإنقاذ أغنية تحمل اسمها.

وعقب إخراجها مع والدها واثنين من إخوتها من تحت أنقاض منزلهم في "أرمناز" بريف إدلب، أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حملة لإنقاذها مع أخيها حملت اسم "أنقذوا شام وعمر"، ما دفع السلطات التركية إلى السماح بإدخالهما إلى أراضيها.

وبعد دخولهما، نقلت السلطات التركية شام وأخاها إلى أحد المستشفيات، حيث قرر الفريق الطبي بتر الأطراف المتضررة بعد الاطلاع على حالتهما، ما دفع والدهما بطلب نقلهما إلى الإمارات العربية المتحدة، في محاولة منه لمعالجة الأطراف دون بترها.