icon
التغطية الحية

أسعار الملابس تلتهب و"البالة" الخيار الوحيد لفقراء دمشق

2020.11.08 | 08:19 دمشق

balt_2.jpg
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

ابتعد خيار شراء الملابس الجديدة هذا الشتاء من حسابات الشريحة الأوسع من الأسر السورية بعد ارتفاع الأسعار أكثر من 3 أضعاف عن العام الماضي، في حين بات اللجوء إلى البالة لشراء الألبسة المستعملة المستوردة، يعتبراً خياراً لا يحقق الوفر المعتاد كما جرت العادة في الأعوام السابقة.

وارتفعت أسعار الملابس في البالة إلى ما نسبته 150% عن العام الماضي، وفي جولة على منطقة الإطفائية بدمشق، بدأت أسعار الجواكيت الرجالي أو النسائي من 35 - 50 ألف ليرة وترتفع أكثر تبعاً لنوع البالة (كريمة)، وسعر الحذاء 20 – 25 ألف وقد يصل إلى 50 ألف ليرة، وسعر الكنزة الجيدة 7 آلاف ليرة حتى 10 آلاف، والبنطال 15 ألف ليرة إلى 20 ألف.

وبلغ سعر الجواكيت الولادي 15 ألف ليرة سورية، والبناطيل الولادي 7 - 8 آلاف ليرة، والكنزات الولادي بين 4 – 5 آلاف ليرة سورية، في حين تنخفض تلك الأسعار المذكورة للرجالي والنسائي والولادي على بسطات البالة خارج المحال للنوعيات الأقل جودة لتتراوح أسعار القطع ما بين ألفي ليرة سورية و15 ألف ليرة لكن القطع غالباً تكون معابة.

اقرأ أيضا: أفران مغلقة وطحين قليل.. أزمة الخبز في دمشق تشتد

وتفتقر البالة هذا العام إلى التنوع وكثرة البضائع، نتيجة صعوبة التهريب بحسب أكثر من تاجر، خاصة بعد أحداث لبنان والتشديد على الحدود، وأكدوا بأن تاجرين أو ثلاثة فقط استطاعوا هذا العام الحصول على بضائع وبكميات قليلة نتيجة الحصار وظروف كورونا التي جعلت توريد الألبسة الأوروبية يعاني من صعوبات عدة منها حجم البضاعة القليل إضافة إلى عقبات الشحن.

ورغم ارتفاع أسعار الملابس الشتوية في البالة، فإنها أقل 75% تقريباً من أسعار الملابس المصنعة محلياً في سورية بجودة عالية، حيث وصلت أسعار المعاطف إلى 150 ألف ليرة سورية وأكثر في المولات، بينما بدأت الأسعار من 40 – 50 ألف ليرة في الأسواق وتدرجت صعوداً تبعاً للسوق والمنطقة والنوع.

اقرأ أيضا: عصابات المخدرات في دمشق ترفع سعر دواء "زولام" في الأسواق

وفي جولة على الأسواق العادية وسط دمشق، تقاربت أسعار البالة مع أسعار الملابس محلية الصنع الجديدة، حيث بدأت أسعار البناطيل من 22 ألف ليرة سورية، والكنزات والقمصان 25 ألف ليرة، والأحذية تبدأ من 30 ألف ليرة، والبجامات من 40 ألف ليرة، والبناطيل والكنزات الولادي تبدأ من 15 ألف، والأحذية الولادي من 20 ألف ليرة، والجواكيت الولادي من 25 ألف ليرة.

بالة.jpg
بسطة بالة في أحد شوارع دمشق (تلفزيون سوريا)

كنزة وبنطال براتب موظف سوري

ويساوي سعر الكنزة مع البنطال راتب موظف حكومي، بينما يصل متوسط رواتب القطاع الخاص إلى 150 ألف ليرة أي أنها لا تكاد تشتري بدلاً شتوياً لشخص واحد فقط.

والأسعار أعلاه تتدرج صعوداً أكثر تبعاً للسوق والنوعية، وقد تكون أقل أيضاً في الأسواق الشعبية مثل الحميدية والحريقة وسوق الشيخ محيي الدين والبسطات الموجودة في شارع الثورة، والتي تبيع الملابس بنوعيات ستوك لكن بأسعار نوعاً ما تعتبر أقرب لواقع السوريين حيث يمكن الحصول على كنزة بـ7 آلاف وبنطال بـ12 ألف وبيجامة بـ16 ألف.

وكان رئيس القطاع النسيجي في "غرفة صناعة دمشق وريفها" مهند دعدوش، قد أكّد مؤخراً أنّ "النتائج السلبية لارتفاع أسعار المحروقات والصرف ستنعكس على أسعار الملابس هذا الشتاء عبر ارتفاعها 3 أضعاف".

اقرأ أيضا: تقرير دنماركي يكشف مدى سوء الأوضاع المعيشية في دمشق

وأضاف دعدوش أن قطاع النسيج الأكثر تضرراً من رفع سعر المازوت الصناعي، لأن 70% من كلف إنتاج المصابغ النسيجية تعتمد على المازوت والفيول، ما سيؤدي لرفع كلفته.

وصدرت في الأيام القليلة الماضية عدة قرارات متعلقة بتعديل أسعار حوامل الطاقة، بدأت برفع سعر ليتر المازوت التجاري والصناعي الحر من 296 ليرة إلى 650 ليرة سورية.

وانتقد عدد من الصناعيين قرار رفع سعر المازوت الصناعي، ووصفوه بـ"الكارثي"، وعبروا عن قلقهم من تسببه بارتفاع تكاليف الإنتاج وتوقف بعض المصانع وخسارة الخزينة.

اقرأ أيضا: "أفران ابن العميد".. ما حقيقة أقفاص دور الخبز في دمشق؟