icon
التغطية الحية

"أزمة" اللاجئين والتطبيع مع الأسد.. تحديات ستواجه أردوغان خلال ولايته الثالثة

2023.05.30 | 07:15 دمشق

آخر تحديث: 30.05.2023 | 10:03 دمشق

"أزمة" اللاجئين والتطبيع مع الأسد.. تحديات ستواجه أردوغان خلال ولايته الثالثة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - رويترز
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً، أمس الإثنين، تطرّق فيه إلى أبرز التحديات التي ستواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال السنوات الخمس القادمة بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة.

وقال التقرير إن الرئيس التركي سيواجه "تحديات كبيرة"، في مقدمتها معالجة الأزمة الاقتصادية وإيجاد حلول لـ "أزمة اللاجئين"، والمصالحة مع النظام السوري، إضافة لتأمين الفوز في الانتخابات البلدية المقبلة.

خيارات اقتصادية صعبة  

أعلن البنك المركزي التركي، الأسبوع الماضي، عن صافي احتياطات النقد الأجنبي والتي ظهرت سلبية للمرة الأولى منذ عام 2002.

واعتبر التقرير أن أردوغان نجح في تمويل سياسته النقدية غير التقليدية المتمثلة في الحفاظ على معدلات فائدة منخفضة من خلال الحصول على مقايضات العملات وضخ مليارات الدولارات من حلفاء الخليج وروسيا، ومع ذلك، فقد تم استنفاد هذه الموارد.

وأضاف أن فريق أردوغان الاقتصادي يستخدم أساليب الباب الخلفي، في المقام الأول من خلال البنوك العامة، لتحقيق الاستقرار في الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي.

وعلى الرغم من التضخم المتفشي، حافظت الليرة على سعر صرف ثابت مقابل الدولار، مما يجعل من الصعب على المصدرين الأتراك مواجهة منافسيهم الدوليين، إذ يطالبون بتخفيض قيمة الليرة بنسبة 25 في المئة مقابل الدولار لتعزيز قدرتهم التنافسية، لأن المنتجات التركية الآن مبالغ فيها وأغلى نسبياً من تلك الموجودة في أماكن أخرى.

ورأى التقرير أن هذه الديناميكية أدت لاتساع العجز التجاري التركي بنسبة 44 في المئة في نيسان ليصل إلى 8.85 مليارات دولار مقارنة بـ 6.15 مليارات دولار في العام السابق.

وتابع: "يسود شعور بالذعر في البلاد، حيث يقوم العديد من سكان المدن بسحب عملاتهم الأجنبية من البنوك وتخزينها في الخزائن. في غضون ذلك، تكافح البنوك لتلبية الطلب".

ويأتي ذلك في وقت يتوقع فيه "جيه.بي مورجان" انخفاضاً بنسبة 29 في المئة لليرة التركية في الأشهر المقبلة إذا لم يغير الرئيس مساره.

"أزمة اللاجئين"

وأشار إلى أن "أزمة اللاجئين" باتت تحديا رئيسيا لأردوغان مع وجود 3.7 ملايين سوري على الأراضي التركية، "إذ يتزايد العداء تجاه السوريين منذ عام 2020"، وخاصة بعد أن شعر الأتراك بالصعوبات الاقتصادية التي اعتبر التقرير أنها كانت أولى مسببات "الانقلاب على اللاجئين".

وذكر التقرير أن أردوغان، رغم تصريحاته المكررة خلال الأسبوعين الماضيين والتي أكّدت أن ترحيل السوريين بشكل جماعي هو فعل "غير إنساني" و"غير إسلامي"، إلّا أنه أجبر فيما بعد على التحالف مع "القومي المتطرف" سنان أوغان، وذلك بعد أن اكتسبت السياسات المناهضة للاجئين دعماً كبيراً.

وجدد أردوغان في خطابه مساء الأحد التزامه بسياسة تقوم على إعادة السوريين "طوعياً"، كما أشار إلى أن 600 ألف سوري قد عادوا بالفعل إلى مناطق شمالي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وأضاف أنه من خلال التعاون مع قطر ومشروع جديد لإعادة التوطين، تهدف تركيا إلى تسهيل عودة مليون سوري إضافي في السنوات المقبلة.

وأفاد تقرير "ميدل إيست آي" بأنه إذا استمر الوضع الاقتصادي في التدهور، فقد تتصاعد التوترات أكثر، إذ جزء كبير من المجتمع التركي يعتقد أن السوريين يسرقون الوظائف ويساهمون في المشكلات الثقافية، وهو ما يعزز من العنصرية وكراهية الأجانب.

التطبيع مع النظام السوري

وذكر التقرير أن أردوغان بذل جهوداً لإصلاح العلاقات مع رئيس النظام السوري  بشار الأسد بمساعدة روسيا.

وأضاف أن أنقرة تعتقد أن إقامة علاقات مع النظام السوري أمر بالغ الأهمية، بالنظر إلى الوجود العسكري التركي في شمالي سوريا وحاجة الأسد إلى اعتراف دولي وطريق تجاري.

وتابع: "يسعى أردوغان إلى إقناع الأسد باتخاذ إجراءات ضد التنظيمات المسلحة الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة جماعات إرهابية. في نهاية المطاف، يهدف إلى الوصول إلى اتفاق مع الأسد من شأنه تسهيل عودة اللاجئين ويؤدي إلى تغيير دستوري يسمح بدمج المعارضة السورية في الدولة".

وأشار إلى أنه "يُنظر إلى المصالحة (مع النظام السوري) على أنها ضرورية للسياسة الداخلية التركية، لأن ذلك من شأنه أن يساعد في تخفيف المشاعر المعادية للسوريين في المجتمع وخلق ظروف مفيدة لتعايش أفضل".

الانتخابات البلدية التركية

واعتبر التقرير أن الاختبار الانتخابي المهم الأخير لأردوغان سيكون الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في آذار 2024، إذ يعتبر الرئيس التركي أن هذه الانتخابات حاسمة، إذ دعا أنصاره للعمل على استعادة المدن الكبرى إسطنبول وأنقرة وأنطاليا التي خسرها أمام المعارضة في انتخابات 2019، ووصفها بأنها ستكون معركة شاقة.

ومع ذلك، فقد يكون لأردوغان بعض المزايا إذا فشلت المعارضة في الحفاظ على وحدتها ودعم الناخبين الأكراد في المراكز الحضرية، بحسب التقرير.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي حكم محكمة معلق على رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، أحد الشخصيات البارزة في "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، إلى إبعاده عن السياسة لبضع سنوات، وهو قرار قد يؤيده أردوغان.

وبحسب التقرير فإن الانتخابات قد تحمل مفاجآت، إذ ذكّر بخسارة حزب "العدالة والتنمية" للمدن الكبرى خلال الانتخابات البلدية الماضية، على الرغم من فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية قبلها بـ 10 أشهر وبنسبة 52 في المئة: "في السياسة التركية كل شيء ممكن".

عضوية السويد في حلف الناتو

خلال مقابلة هذا الشهر، أعرب أردوغان عن عدم رغبته في التصديق على عضوية السويد في الناتو، وشكا من أن الدولة الاسكندنافية "لا تفعل ما يكفي لمكافحة الإرهاب"، وكان يقصد بذلك إيواءها لشخصيات كردية مطلوبة.

وبحسب "ميدل إيست آي"، فإن الرئيس التركي غالباً ما يتبنى موقفاً متشدداً عندما تكون هناك فرصة لعقد صفقة.

كاشتراطه لانضمام السويد إلى التحالف، موافقة الكونغرس الأميركي على بيع طائرات مقاتلة من طراز F-16  إلى تركيا.

"لم تكن إدارة أردوغان مولعة بهذا الاقتراح، حيث كان المسؤولون غير متأكدين مما إذا كان أعضاء مجلس الشيوخ مثل الديموقراطي بوب مينينديز سيحافظون على كلمتهم، أو إذا كان أعضاء الكونغرس الآخرون سيؤيدون هذا الشرط".

ووفق التقرير: "يشكل هذا الوضع منحدراً زلقاً، لأن الكونغرس لن يصوت بالضرورة على شيء وعد به أردوغان (..) ومع ذلك، قال المسؤولون الأتراك إنهم ما زالوا يدعمون عضوية السويد، لكنهم يرغبون في رؤية ستوكهولم تتخذ إجراءات ضد وجود أعضاء مشتبه بهم في جماعة حزب العمال الكردستاني المسلحة".