icon
التغطية الحية

آخر المستجدات في القدس.. هجومان خلال ساعات رداً على اقتحام مخيم جنين

2023.01.28 | 15:46 دمشق

القدس
عمليتا إطلاق نار فلسطينيتان ضد المستوطنين في القدس الشرقية (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تتصاعد حدة التوتر في مدينة القدس الشرقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، الذي أسفر عن مقتل 10 فلسطينيين وإصابة العشرات قبل يومين، في حين شهدت المدينة خلال الساعات الأخيرة تنفيذ عمليتي إطلاق نار أودت بحياة 7 مستوطنين وجرح آخرين.

صباح اليوم السبت، أصيب مستوطن إسرائيلي وابنه بجروح خطيرة، في عملية إطلاق نار في بلدة سلوان جنوبي القدس الشرقية، بعد ساعات من هجوم مماثل نفذه فلسطيني أمام كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" شمالي المدينة.

هجوم ثانٍ في القدس

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أصيب رجل يبلغ من العمر 59 عاماً وابنه 22 عاماً، اليوم السبت، بجروح خطيرة صباح اليوم في هجوم بالقرب من مدخل "حديقة مدينة داوود الوطنية".

وأضافت أن منفذ الهجوم طفل من بلدة سلوان يبلغ من العمر 13، تم القبض عليه من قبل اثنين من المارة الإسرائيليين.

وقع الهجوم الثاني بالقرب من بؤرة استيطانية، حيث تنتشر تجمعات يهودية وسط منازل المقدسيين، في تمام الساعة 10:42.

في حين، ارتفعت حصيلة القتلى في عملية إطلاق النار أمام كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" شمالي مدينة القدس، الليلة الماضية، إلى 7 مستوطنين إضافة إلى المنفذ و6 مصابين على الأقل.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون، في عملية نفذها فلسطيني في مستوطنة النبي يعقوب شمالي مدينة القدس.

وأضاف جندلمان، عبر حسابه الرسمي على تويتر،  أن الشرطة قتلت المنفذ، وضبطت المسدس الذي نفذ به العملية.

ونقلت قناة "كان 11" الرسمية عن منظمة "نجمة داوود الحمراء" أن هناك 14 شخصاً أصيبوا في عملية إطلاق النار، توفي 8 منهم، بينهم المنفذ، وأشارت إلى أن هناك مصابين في "حالة خطرة جدا".

وتبنت "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منفذ العملية وقالت إنه خيري علقم ويبلغ 21 عاما.

وتأتي العملية رداً على مقتل 10 فلسطينيين وإصابة العشرات في مخيم جنين خلال عملية اقتحام واسعة النطاق نفذها جنود الاحتلال في المخيم، صباح الخميس، والتي تعد وفق مراقبين، الأكبر من نوعها منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.

وقالت "كتائب شهداء الأقصى" في بيان نشرته عبر حسابها على موقع "تويتر"، إن "العملية تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم العدو الصهيوني، بحق أبناء شعبنا والتي كان آخرها جريمة مخيم جنين (الخميس)، وجاءت لتؤكد صوابية خيار المقاومة المسلحة".

آخر التطورات في الهجوم الذي وقع أمام معبد يهودي بالقدس

أعلنت شرطة وقوات حرس الحدود التابعة للاحتلال في أعقاب العملية اعتقال 42 فلسطينياً من أفراد أسرة منفذ العملية وأقاربه منهم والده ووالدته في حي الطور بالقدس.

وصباح اليوم، كشفت الشرطة الإسرائيلية قبل أن تقتل المنفذ خيري علقم حدث تبادل لإطلاق النار معه في أعقاب العملية، حيث شوهد وهو يجري سيراً على الأقدام وبعدما ترك سيارته.

وذكر تحقيق الشرطة أنه بعد إطلاق خيري النار على 10 أشخاص، ركب سيارته وهرب باتجاه مفترق مخرج حي "النبي يعقوب" ومدخل حي بيت حنينا، وهناك تواجه مع الشرطة التي وصلت إلى المكان.

بعدها جرى تبادل لإطلاق النار بينه وبين الشرطة، ومن ثم نزل من السيارة وقتل خلال المطاردة، وفق التحقيق الإسرائيلي.

وأشار التحقيق إلى أن المنفذ كان مسلحاً بمسدس وأطلق النار على الأشخاص من مسافة قريبة، بعد وصوله إلى مدخل مستوطنة "النبي يعقوب" بسيارة بيضاء من نوع تويوتا كورولا، خرج منها على بعد نحو 100 متر من الكنيس اليهودي.

وتقع مستوطنة "النبي يعقوب" قرب بلدة بيت حنينا، وهي مقامة على أراضيها، شمالي المدينة.

وقالت "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني، إن منفذ إطلاق النار أمام الكنيس اليهودي بالقدس ليست لديه أي سوابق أمنية لدى الأجهزة الإسرائيلية، وهو غير معروف لديها.

خيري علقم
خيري علقم (21 عاماً)، منفذ عملية إطلاق النار بالقرب من كنيس يهودي في القدس الشرقية (الإنترنت)

استنفار إسرائيلي.. نتنياهو وبن غفير يصلان موقع الحادثة

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مكان تنفيذ العملية، مساء الجمعة، برفقة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وعدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الموجودين في الموقع.

وذكرت قناة "12" الإسرائيلية، أن حضور نتنياهو يعد "من المرات القليلة التي يزور فيها رئيس الوزراء في إسرائيل مكان وقوع عملية ينفذها فلسطينيون".

وأعلن نتنياهو أنه سيعقد اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، اليوم السبت.

ودعا نتنياهو الإسرائيليين إلى عدم تنفيذ أعمال انتقامية وترك المهمة لقوات الجيش والشرطة.

نتنياهو بن غفير
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يصلان موقع عملية إطلاق النار في مستوطنة "النبي يعقوب" شمالي القدس الشرقية، 27 كانون الثاني/يناير 2023 (الأناضول)

 

بدوره، وجه رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي تعليماته بعد ساعة من العملية بإرسال تعزيزات عسكرية إلى "لواء يهودا والسامرة"، والاستعداد لـ "سيناريوهات التصعيد" في المنطقة.

وصباح اليوم، أمر المفوض العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، برفع مستوى التأهب في جميع أنحاء إسرائيل إلى أعلى مستوى، وطلب من الإسرائيليين بالاتصال على "الرقم الساخن" للإبلاغ عن أي شخص مشبوه.

يشار إلى أنه وسط إجراءات التأهب هذه، وقع الهجوم الثاني من قبل طفل فلسطيني على مستوطنين في بلدة سلوان، أسفر عن إصابة رجل وابنه.

وفي أعقاب الهجوم الثاني، أمر المفوض العام لشرطة الاحتلال نشر وحدة "يمام"، التابعة لشرطة الاحتلال، بشكل دائم في القدس لتقدم الاستجابة العاجلة في حالة وقوع أي عملية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية "قناة كان 11" الرسمية.

احتفال فلسطيني بالعملية

في غضون ذلك، خرج مئات الفلسطينيين، مساء الجمعة، في مسيرات عفوية جابت شوارع وطرقات محافظات قطاع غزة والضفة الغربية، "احتفالا" بعملية القدس، وسط مباركة من قبل حركتي "الجهاد الإسلامي" و “حماس".

وقالت "وكالة الأناضول"، أطلق مسلحون في غزة يتبعون لفصائل فلسطينية مختلفة النار في الهواء ابتهاجاً، في حين ردّدت المساجد التكبيرات بعد الإعلان عن العملية.

وفي الضفة الغربية، أطلق المواطنون الألعاب النارية بعد أن خرجوا ليحتفلوا بعملية القدس.

وجابت مسيرات للسيارات والدراجات النارية التي تحمل الأعلام الفلسطينية، في شوارع وطرقات الضفة الغربية وقطاع غزة.

الأردن وتركيا والإمارات ومصر.. إدانة العملية

في حين دانت كل من الأردن وتركيا والإمارات عملية إطلاق النار بالقرب من الكنيس اليهودي بالقدس.

وقالت وزارة الخارجية في عمان بعد الهجوم إن "الأردن يؤكد على أهمية اتخاذ خطوات عملية وفورية لوقف التصعيد الخطير الذي ندينه، والذي أودى بحياة مواطنين فلسطينيين وإسرائيليين، ويهدد بإشعال موجات من العنف".

وأكد البيان الأردني على أهمية احترام الأماكن الدينية وحرمتها، داعياً إلى اتخاذ إجراءات فورية للحيلولة دون تصعيد الموقف إلى مزيد من العنف.

بدورها، دانت وزارة الخارجية التركية الهجوم على الكنيس اليهودي في القدس الشرقية.

وقالت في بيان لها، "نشعر بالقلق من تحول الهجمات التي ارتفعت وتيرتها في المنطقة مؤخرا إلى دوامة عنف جديدة، وندعو كل الأطراف إلى ضبط النفس واتخاذ التدابير اللازمة لوقف مثل هذه الأحداث".

كذلك، أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية بياناً دانت فيه الهجوم وقدمت التعازي لإسرائيل.

وجاء في البيان الإمارتي، أن دولة الإمارات تعرب عن إدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار بما يتعارض مع القيم والمبادئ الإنسانية.

أما القاهرة، فقد أعربت وزارة الخارجية المصرية عن "رفضها التام واستنكارها الشديد للهجوم الذي شهدته القدس الشرقية"، مؤكدة "إدانتها لكل العمليات التي تستهدف المدنيين".

وحذرت مصر في بيان من "المخاطر الشديدة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي"، مطالبةً بـ"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".