icon
التغطية الحية

 "بحجج واهية".. متقاعدو الوظائف الحكومية في دمشق بلا رواتب

2022.09.29 | 10:46 دمشق

د
العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

بعد انتظاره لساعات بقصد قبض راتبه التقاعدي، غادر أبو عصام، 70 عاماً، تجمعا للمتقاعدين أمام مكتب تابع لمؤسسة البريد في باب مصلى بالعاصمة دمشق، وذلك بعد طلب أحد موظفي مكتب البريد من أبي عصام وغيره من المتقاعدين مراجعة مؤسسة التأمينات الاجتماعية في دمشق لمعرفة مصير رواتبهم التقاعدية.

وهكذا، فشل أبو عصام وهو موظف حكومي متقاعد في الحصول على راتبه لشهر أيلول الجاري حتى بعد مراجعته مؤسسة التأمينات والمعاشات. ويقول لموقع تلفزيون سوريا "طلبوا تعبئة استمارة معلومات عني، وبياناً عائلياً ورقم بطاقتي التأمينية على أمل قبض راتبي".

ويضيف الموظف المتقاعد، بعد تعبئة الاستمارة وتحضير الأوراق الأخرى في الطابق الأرضي، "طلبوا مني الصعود للطابق الثالث حيث غرفة المعاشات، وهناك انتظرت لأكثر من ثلاث ساعات حتى أتى دوري"، مشيراً إلى أنَّ موظف المعاشات طلب منه بعد تقديم أوراقه الصعود إلى الطابق الخامس لتسجيل رقم جواله والتوقيع على بياناته.

وعليه، عانى الرجل السبعيني صعوبة النزول والصعود بين طوابق مؤسسة التأمينات والمعاشات، لكن دون جدوى إذ اضطر للنزول من الطابق الخامس إلى الطابق الأرضي والاستفسار لدى رئيس المركز الذي قال له "لا يوجد قبض رواتب لهذا الشهر، والشهر الجاي بتقبض عن شهرين".

وفي الخامس والعشرين من شهر أيلول الجاري تفاجأ متقاعدو العاصمة دمشق بأن مؤسسة التأمينات الاجتماعية أوقفت صرف رواتبهم التقاعدية دون توضيح للأسباب باستثناء "استكمال بيانات المتقاعدين"، بحسب عدد من المتقاعدين التقاهم تلفزيون سوريا، وبسبب "خلل تقني" كما قال أحد موظفي التأمينات لموقع تلفزيون سوريا.

وفي حين تصرف رواتب متقاعدي الوظائف الحكومية في العاصمة دمشق وغيرها من المدن السورية في الـ 20 من كل شهر  سواء عبر الصرافات الآلية ودفاتر المعاشات ومؤسسات البريد، يعاني اليوم متقاعدو دمشق من تأخير صرف رواتبهم لشهر كامل بحجج واهية.

ويبلغ عدد المتقاعدين في سوريا 750 ألف مستحق للمعاش التقاعدي، من ضمنهم 550 ألف حساب جار، و200 ألف دفتر معاش، بحسب بيانات المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات التابعة للنظام. ويصرف المعاش التقاعدي عبر ثلاث طرق هي "حساب جار، صراف آلي، ودفتر معاش تقاعدي".

وفي الوقت الذي يشكو أغلب السوريين من ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار مقارنة بمتوسط الرواتب والأجور والذي لا يتجاوز الــ 150 ألف ليرة، توقفت معاشات المتقاعدين شهرين، والسبب في ذلك تشغيل تلك المعاشات بفوائد مالية لمدة محددة من قبل موظفين كبار في المؤسسة العامة للتأمينات، بحسب مصدر من داخل المؤسسة تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.

ويقول المصدر لموقع تلفزيون سوريا "هذه ليست المرة الأولى التي يحدث بها إيقاف رواتب المتقاعدين لمدة شهر أو أكثر ولن تكون الأخيرة"، مؤكداً أن المتقاعد لا يمكنه فعل شيء سوى الشكوى في مؤسسة التأمينات والتي هي أصلاً سبب المشكلة.

وبالمقابل يعيش أبو عصام كما غيره من متقاعدي دمشق حالة نفسية سيئة جراء عدم استلام راتبه التقاعدي، ويقول لموقع تلفزيون سوريا "كيف بدي عيش بدون راتبي رغم قلته"، - لا يتجاوز راتبه التقاعدي الـ 100 ألف ليرة - مضيفاً أنه يعيش وزوجته على هذا الراتب التقاعدي الذي لم يعد يوفر لهما حتى أبسط مقومات الحياة، وسط عجزه عن العمل في أية مصلحة أخرى بسبب تقدمه في العمر ووضعه الصحي.