icon
التغطية الحية

موظفو حكومة النظام السوري.. معاناة مستمرة من تعطل الصرافات وسقف السحب

2022.05.23 | 16:08 دمشق

16152985982106497524.jpg
طوابير الرواتب في دمشق
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

رغم تقاعده من سنوات، يستذكر حاتم النايف أيامَ كان يتقاضى معاشه من محاسب شركته مباشرة دون عناء الانتظار أمام منافذ مصرف التسليف الشعبي، وبينما يترحم على تلك الأيام "صرنا اليوم بدنا ننتظر ساعات ونسحب راتبنا بالتقسيط" وفق ما أخبر موقع "تلفزيون سوريا". 

ويوضح الرجل الستيني أنه يضطر في كل شهر للقدوم من قطنا حيث يسكن إلى دمشق لقبض معاشه التقاعدي البالغ 100 ألف ليرة سورية، (25 دولاراً بحسب سعر الصرف الحالي في السوق السوداء البالغ 3920 ليرة للدولار) مشيراً إلى أن عملية قبض معاشه تحتاج إلى يومين كي يسحب كامل راتبه. 

وفي وقت يوجد في مناطق سيطرة النظام السوري  700 جهاز صراف للبنكين التجاري والعقاري منتشرة في عموم سوريا، يعمل منها اليوم فقط 270 صرافاً آلياً، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولي النظام.

كم متوسط رواتب موظفي القطاع الحكومي في سوريا؟

ويبلغ متوسط رواتب موظفي القطاع الحكومي نحو 92 ألف ليرة (23 دولاراً)، وذلك بعد سنوات من الحرب في سوريا، وما خلفته من تدهور اقتصادي ومعيشي، جعل تلك الرواتب لا تتناسب مع مستوى المعيشية إذ يبلغ متوسط تكاليف معيشة عائلة مكونة من خمسة أفراد، 2.8 مليون ليرة (714 دولاراً)، وفق تقديرات مؤشر قاسيون الاقتصادي. 

ويعاني متقاعدو القطاع الحكومي الموطنَّة رواتبهم لدى مصرف التسليف الشعبي من مشكلة تحديد سقف السحب بـ 10000 ليرة فقط، وهنا يجد النايف نفسه مضطراً "ليومين كي يسحب معاشه التقاعدي على خمس مرات وبالتالي الانتظار في طوابير طويلة لساعات وعلى مدى يومين أيضاً". 

ليس النايف فقط من يعاني من تلك المشكلة. هذا حال أغلب المتقاعدين الموطَّنة رواتبهم التقاعدية مع مصرف التسليف الشعبي وفروعه في مختلف مدن سيطرة النظام. 

وبحسب صحيفة "الوطن" الموالية، أبرم المصرف العقاري ومصرف التسليف الشعبي بتاريخ العاشر من شهر أيار الجاري مذكرة تفاهم تقضي بتزويد المصرف العقاري لمصرف التسليف بـ 250 نقطة بيع لنشرها في فروع ومكاتب التسليف الشعبي لصرف رواتب أجور ومعاشات الموظفين المتقاعدين المودعة لدى مصرف التسليف الشعبي.

حل مشكلة السحب 

وتهدف الاتفاقية بحسب المصرف العقاري إلى حل مشكلة سقف السحب للمتقاعدين المودعة رواتبهم لدى التسليف الشعبي بـ 10 آلاف ليرة سورية للسحبة الواحدة، وجعلها 100 ألف ليرة للسحبة الواحدة.  

وبعكس النايف لا يعاني زهير من مشكلة سقف السحب اليومي، فراتبه التقاعدي يحول إلى مؤسسة البريد وهنا يتقاضى راتبه منها يدوياً، لكنه يضطر للوقوف بينما أنهكه التعب في طابور انتظار طويل لقبض راتبه التقاعدي كما عشرات المتقاعدين المنتظرين في مركز تابع للمؤسسة السورية للبريد في منطقة الحجاز بدمشق. 

طوابير المتقاعدين 

ويقول الرجل الستيني لموقع "تلفزيون سوريا" بينما كان يقف منذ ساعتين في الطابور: "كل شهر على هالحالة زحمة وانتظار لساعات كي نقبض هالراتب الذي يُصرف بأقل من ساعة". 

ولا يختلف واقع حال الموظفين القائمين على رأس عملهم عن المتقاعدين، إذ شهرياً لديهم انتظار لساعات طويلة في طوابير أمام أجهزة أفرع المصارف الحكومية المودعة رواتبهم بها في ظل عجز النظام عن حل تلك المشكلة أو التخفيف من حدتها. 

وتقول شيرين (40 عاماً) وهي موظفة في وزارة الاقتصاد التابعة لحكومة النظام لموقع "تلفزيون سوريا"، "حاولت وزارتنا حل مشكلة قبض الرواتب بتركيب صراف داخل الوزارة لموظفيها لكن المشكلة لم تحل، إذ يتعطل الصراف بعد سحب أكثر من عشرة موظفين رواتبهم ونضطر للانتظار لأيام وأيام حتى يتم إصلاحه، هذا في حال إصلاحه". 

ووسط هذه الظروف وطول ساعات انتظار قبض معاشه، ينتظر النايف تنفيذ اتفاقية المصرف العقاري مع مصرف التسليف الشعبي لرفع سقف السحب من 10 آلاف ليرة إلى 100 ألف ليرة في السحبة الواحدة.