icon
التغطية الحية

500 شابٍ من السويداء قرباناً لنظام الأسد

2018.12.18 | 19:12 دمشق

عناصر ميليشيا تابعة لنظام الأسد(إنترنت)
نورس عزيز - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

يحاول النظام السوري بكل طرقِ التهديد والوعيد إخضاع محافظة السويداء وإعادتها لبيت طاعة الأسد، مدفوعاً من القوى المتحكمة بمصيره. وفي الفترة الأخيرة تزايد الاهتمام بملف التجنيد إضافة للسلاح المنتشر مع الجماعات المحلية المتمثلة بحركة رجال الكرامة وقوات شيخ الكرامة والمجموعات العائلية، التي كان سبب ظهورها ضعف أجهزة النظام وفقدانه السيطرة على الوضع الداخلي في المحافظة إضافة لتورطه في ملفات الخطف وكذلك ظروف الثورة السورية ككل.

ووصل الأمر باللجنة الأمنية للنظام برئاسة علي مملوك لتوصيف الجماعات الأهلية في المحافظة الجنوبية بأنها ميليشيات طائفية، ومن المعروف بأن الأغلبية العظمى من سكان السويداء هم من الموحدين الدروز وهذه تركيبة سكانية قديمة.

وعقدت اللجنة الأمنية عددا من الاجتماعات مع مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز المتمثلة بالشيخ الحناوي والشيخ جربوع إضافة لعدد من وجهاء الجبل، ولوحت اللجنة مرة باللّين ومرة بالقسوة بحل ملف السلاح والتجنيد في المحافظة ومن الجدير ذكره بأن أكثر من 60 ألف مطلوب لجيش النظام من أبناء المحافظة لم يلتحقوا اعتبارا من العام 2012 والتخلف عن الالتحاق بجيشه مستمر حتى اللحظة باستثناء مئات من الأشخاص التحقوا مؤخرا حسب ما يقال شعبيا ( بالمونة وبوسة دقن).

ويُعتبر علي مملوك رئيس اللجنة الأمنية التابعة للنظام بالنسبة لأغلبية أهالي السويداء صاحب الأمر باغتيال الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس قائد حركة رجال الكرامة وكان الشيخ البلعوس قد صرح عدة مرات بأنه تلقى تهديدات من اللواء علي مملوك بتصفيته وبالفعل تم في العام 2015 تنفيذ عملية التفجير وكان مهندس العملية حينها العميد وفيق ناصر بحسب مصدر مقرب من رجال الكرامة.

شباب السويداء لا يرفضون الخدمة في الجيش لأي اعتبار سوى كون هذا الجيش يفتقد للوطنية وللمبادئ المقدسة في الحفاظ على أراضي سوريا

اللجنة الأمنية وفي اجتماعها الثاني مع وجهاء الجبل الذين تم استقدامهم للعاصمة دمشق أكدت بأن بشار الأسد يحب أهل السويداء ولا يريد إراقة دمائهم وهو ما يعتبر تهديدا واضحا وفاضحا لأقلية لطالما تفاخر رأس النظام بأنه حاميها.

ومن مفارقات هذا الاجتماع بأن عبدالله الأطرش عضو مجلس الشعب السابق قال بحسب مصدر مقرب منه: بأن السويداء قدمت في العام 2000 حوالي 22 شاب ولم تطالب بدمائهم واليوم تستعد السويداء لتقديم 500 شاب من المحافظة للقضاء على الزعران بحسب وصفه، ويقصد الأطرش بالعام 2000 قيام النظام بزرع الخلاف بين الدروز والبدو من أهل المحافظة، حينها أطلق جيش النظام النار على شباب السويداء أمام المشفى الوطني وأوقع العشرات بين قتيل وجريح.

وكان من يسمى الأمير جهاد الأطرش قد توجه لمعارضي الشيخ الهجري في السويداء بوصفهم بأنهم أولاد "زنى"، فالكثير من أبناء المحافظة على موقع الفيس بوك قد هاجموا الشيخ حكمت الهجري بعد إصداره بيان بإدانة قمع 30 ألف متظاهر في فرنسا بحسب بيانه، ويُذكر أن الهجري وبقية مشيخة العقل لم يشاركوا أبدا في الاعتصام المفتوح الذي نظمه عدد من الأهالي والناشطين للمطالبة بالإفراج عن المختطفين لدى تنظيم داعش.

الكثير من شباب المحافظة المسلحين يرفضون رفضاً قاطعاً التخلي عن سلاحهم ووجهت بعض القوات المحلية بياناتٍ  تحذر النظام من محاولة المساس بمحافظة السويداء أو سوق أي شاب لخدمة العلم في جيش النظام رغماً عنه.

يبقى التنويه بأن شباب السويداء لا يرفضون الخدمة في الجيش لأي اعتبار سوى كون هذا الجيش يفتقد للوطنية وللمبادئ المقدسة في الحفاظ على أراضي سوريا كاملةً والدفاع عن حدودها وليس بتوجيهه لقمع المتظاهرين وقتل الصالح والطالح على امتداد الجغرافيا السورية.