icon
التغطية الحية

مؤرخ.. جرائم الكراهية مكانها الشرق الأوسط لا أميركا!

2018.10.30 | 14:10 دمشق

شرطة يحرسون كنيس "شجرة الحياة" اليهودي بعد حادثة إطلاق في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة (رويترز)
عمر الخطيب- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

وفرت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة مفتوحة لإبداء الرأي والتعليق على الأحداث بالإضافة لتأمينها مساحة إعلانية هائلة لنقل التجارب الشخصية والأخبار المحلية التي لا نراها عادة في نشرات الأخبار، بالرغم من كون بعضها يحمل دلالات وإشارات مهمة على أحداث قادمة أو أحداث فقدت اهتمام وسائل الإعلام.

وكانت قضية الطرود المشبوهة فجّرت نقاشات محمومة على موقع تويتر، وفي حين كانت في معظمها منقسمة سياسياً بين مؤيدي ترمب ومناهضيه جاء الهجوم الطائفي على كنيس يهودي في أمريكا ليفجرَ غضباً من نوع آخر، فكيف لجريمة طائفية بهذا الحجم أن تقع في أمريكا، أو ليست هي بلد الحرية والتسامح الديني؟.

وبعيداً عن المتفاجئين والباحثين عن تبرير لا يخدش صورة أمريكا ولا يحمّل اليمين المسؤولية إبان الانتخابات النصفية كان هناك فيديو انتشر على تويتر يحمل كثيراً من الدلالات لا سيما أنه ليس الأول من نوعه، وبعيداً عن أمريكا وفي القطب المقابل ما زالت التوترات بين الشيشان وإنغوشيا في روسيا تتفاعل ببطء ولكن باستمرار وكان الرئيس الشيشاني "رمضان قاديروف" المعيّن من قبل الكرملين بطلاً لحدث غريب كشفه المغردون على تويتر.

 

هذا يحصل في الشرق الأوسط ودول البلقان وليس في أمريكا!

"عدم اعترافك بالمشكلة لا يعني عدم وجودها" لطالما كان عدم الاعتراف بالمشكلة أحد طرق الدفاع والتهرب من تحمل المسؤولية سواء بالنسبة للأشخاص أو للدول وبالرغم من عقمها وعدم قدرتها في النهاية على إنهاء المشكلة فإنَّ الإنكار يبقى أحد الأساليب الأكثر استخداماً، ومع وقوع الهجوم الأخير على كنيس يهودي في مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، حيث قام أحد المواطنين الأمريكيين من اليمين المتطرف بفتح النار من بندقيته، مما أدى إلى مقتل 11 شخصاً من المصلين وقام بترديد عبارات الكره تجاه اليهود، حيث كان يصرخ "الموت لكل اليهود"، ومع ردود الفعل التقليدية من إدانة لما حدث في بيتسبرج لا سيما أن المنفذ أمريكي هذه المرة وليس من الشرق الأوسط بحيث لا يمكن استعمال عبارة جورج بوش الأشهر "لماذا يكرهوننا!".

وكان بارزاً تعليق المؤرخ والكاتب الأمريكي "ماكس بوت" على تويتر حيث كتب "فظائع الإرهاب السياسي وإراقة الدماء لدوافع طائفية تحدث في مناطق البلقان والشرق الأوسط وليس هنا، ليس في أرض الحرية.. نحن أفضل من هذا، نحن أمريكيون… لقد وصل الرعب إلى شواطئنا".

تغريدة بوت فجرت نقاشاً، ربما لم يقصده، حيث تصدى له الصحفي الأمريكي "جمال بوي" وكتب معلقاً "يحتاج الناس إلى قراءة كتب التاريخ قبل أن ينشروا بيانات كهذه" مشيراً إلى تغريدة بوت مذكراً إياه بتاريخ أمريكا في العنف الطائفي والعنصري، وشهدت التغريدة نقاشاً كبيراً بسبب مكانة صاحبها الأكاديمية ولأنها تمثل ادّعاءات كثير ممن استنكر الحادثة بوصفها غريبة على أمريكا ولا تنتمي لإرثها وكأنها حادثة معزولة لا تستوجب دراسة أو بحثاً، بالإضافة إلى أنه رأي عنصري يأتي في إطار إدانة جريمة عنصرية.

عنصرية!

ونبقى في أمريكا ولكن مع مشهد مفزع أثار الأمريكيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ سجَّلت إحدى الأمهات الأمريكيات، من أصل لاتيني على ما يبدو، فيديو لرجل أبيض يخاطبها من سيارته على الطريق العام ويقول لها إنها بشعة ولئيمة وعاهرة ويطالبها بالعودة من حيث أتت ويقول إن ترمب بدأ بإرسال أمثالها إلى بلدانهم الأصلية، وما أثار حفيظة رواد تويتر أن طفلة السيدة الأمريكية كانت معها في السيارة وسمعت كل ما قيل ونعتذر مسبقا عن الألفاظ الواردة في الفيديو.

 

قاديروف طالبه بالاعتذار!

وبالانتقال إلى روسيا مع الباحث المتخصص بالشأن الروسي والسوري "نائل هواير" عن قصة غريبة حدثت في إنغوشيا حيث قال في تغريدة يوم الجمعة إن أكثر من ثلاثين سيارة وصلت إلى إنغوشيا قادمة من الشيشان ومتوجهة إلى بيت وزير الداخلية السابق في إنغوشيا "أحمد بوجوروف" وذلك بعد قيام رمضان قاديروف رئيس الشيشان المعيَّن من قبل الكرملين بالحديث عن بوجوروف مطالباً إياه بالاعتذار "تقارير عن وصول قافلة من ثلاثين سيارة ومركبة قادمة من الشيشان إلى "كارابولاك" في إنغوشيا للعثور على أحمد بوجوروف وزير الداخلية السابق لإنغوشيا، ويأتي هذا بعد أيام من قيام قاديروف بطلب اعتذار من بورجوروف"

وتشهد إنغوشيا احتجاجات شعبية منذ حوالي الشهر بسبب توقيع اتفاق ترسيم حدود مع الشيشان تتخلى فيها إنغوشيا عن مساحة من الأرض لصالح الشيشان وهو ما اعتبره المواطنون تعدياً على حقوقهم ويطالبون باستفتاء قبل إقرار الاتفاقية.

وعاد هواير في تغريدة ثانية ليتحدث عن احتشاد مئات المواطنين من إنغوشيا أمام بيت بروجوف لحمايته مما ظهر وكأنه غزوة قبائلية على بيت الرجل.

ليتم الكشف أخيرا عن أن قاديروف كان ضمن القافلة واجتمع مع بروجوف ليغادر منزل الرجل بعد اللقاء معه، ولكن وبسبب احتشاد المئات من الإنغوشيين قام قاديروف بركوب سيارته المدرعة من أمام الباب خوف الحشود المتجمعة.