icon
التغطية الحية

9 سنوات على اغتيال الصحفية الأميركية ماري كولفين في حمص

2021.02.22 | 20:00 دمشق

15760190_401.jpg
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

اغتال نظام الأسد في مثل هذا اليوم، الـ22 من شباط 2012، الصحفية الأميركية "ماري كاثرين كولفين/ Marie Colvin" أثناء تغطيتها أحداث الثورة السورية داخل حي "بابا عمرو" في قلب مدينة حمص المحاصرة آنذاك من قبل قوات النظام.

وعمِلت كولفين كمُراسلة للشؤون الخارجية في الصحيفة البريطانية صنداي تايمز منذ عام 1985 حتى وفاتها خِلال تغطيتها حصار حمص من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات المرافقة لها.

 

 

وكانت كولفين قد ظهرت قبل اغتيالها في بث مباشر تناقلته شاشات الـ "بي بي سي" والقناة الرابعة البريطانية و"سي إن إن" و"آي تي إن"، عبر خدمة الهاتف الفضائي، تحدثت خلاله عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأهالي في الأحياء المحاصرة داخل المدينة وبثت مشاهد الدمار الحاصل في ذلك الوقت عبر كاميرا زميلها المصوّر الفرنسي "ريمي أوشليك" الذي اغتيل معها في نفس اللحظة.

وصفت كولفين خلال البث شدّة القصف وقساوته، كما تحدثت عن هجمات القناصة الموزعين فوق المباني المدنية واستهدافهم المُتعمّد للمدنيين في شوارع حمص. وقالت آنذاك: "إنّ قصف حمص أسوأ صراع واجهتهُ على الإطلاق".

بعد ذلك البث بأقل من يوم واحد، استهدف القصف المدفعي المكثف المبنى الذي تحصنت كولفن بداخله مع زميلها أوشليك ما أسفر عن مقتلهما، وفقاً لما ذكره زميلهما المصور "بول كونروي" الذي كانَ برفقتهما ونجا من الهجوم بأعجوبة، وأكد أنّ كولفين وأوشليك كانا يحزمان معداتهما عندمَا قصفت قوات النظام المبنى الذي كانوا يتحصنون فيه.

 

 

بعد مرور نحو 4 سنوات ونصف على الحادثة، رفعت "كات كولفين" شقيقةُ ماري، دعوى ضد حكومة نظام الأسد، في تموز 2016، مُتهمةً إياها بالقتل خارج نطاق القانون. كما أكّد محامو الأسرة حصولهم على دليل يدين النظام باعتباره الجهة التي أمرت باغتيال الصحفيّة كولفين.

اقرأ أيضاً: "حربٌ خاصّة": توثيقٌ يؤكّد واقعًا وجُرمًا

وفي عام 2019، أصدرت المحكمة الفيدرالية في مقاطعة كولومبيا الأميركية حكماً في قضية مقتل الصحفية ماري كولفين، قضى بدفع نظام الأسد تعويضات مالية مقدارها 302 مليون دولار.

وأوضحَ نصُ الحكم الصادر عن المحكمة الفيدرالية أن نظام الأسد كان يعلم بوجود صحفيين أجانب في مركز "بابا عمرو" الإعلامي قبل قصفه. كما نقل نص الحكم شهادات تحدثت عن احتفال رئيس فرع الأمن العسكري في حمص، اللواء رفيق شحادة، مع عدد من الضباط وعناصر المخابرات و"تناولهم الخمر" احتفالاً بقصف المركز.

وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، على صفحته في فيس بوك: إن "حكمُ المحكمة المحلية الأميركية ضد نظام المسالخ واتهامه بقتل ماري كولفن يتضمن شقين وليس الشق المالي فحسب: الأول التعويض المالي لأهلها بقيمة 302 مليون دولار، والشق الثاني يتضمن اتهاما لنظام الأسد بتعمد استهداف الصحفيين بهدف إسكات تقاريرهم، نصرٌ لجميع تضحيات الإعلاميين في سوريا ضد نظام الكيماوي".

 

 

وفي عام 2018، أنتجت هوليوود فيلماً حمل عنوان "حرب خاصة" تناول حياة كولفين وتجربتها في سوريا وسلط الضوء على حادثة مقتلها في حمص، وهو من إخراج ماثيو هاينمان وتأليف أراش آمل، وبطولة روزاموند بايك في دورِ كولفين.

ويقول الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة، عن الفيلم إنه "شهادة توثيقية لصحافية غير متردّدة عن محاورة الموت في بقاع جغرافية مختلفة، وغير منافِقةٍ لشدّة التزامها أحوال الناس وخرابهم وموتهم. في فيلم "حرب خاصة" يظهر توتّر ماري كولفن وغضبها بادّعاء تمثيلي (روزاموند بِيْكِي) لن ينفي إطلاقًا ارتباك الشخصية الحقيقية إزاء عيشٍ ذاتي غير مُريح؛ ولن ينفي أبدًا حساسية المواضيع التي تختارها وتكتب عنها".

اقرأ أيضاً: محكمة أميركية تغرّم النظام بسبب قتل الصحافية ماري كولفين