البث المباشر
تشهد أميركا اللاتينية، منذ بداية العام الحالي، موجة حر استثنائية لم تشهدها من قبل، حيث سجلت مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية، نهاية الأسبوع الفائت، رقماً قياسياً جديداً في الحرارة المحسوسة بلغ 62.3 درجة مئوية، متجاوزةً جميع الأرقام القياسية المسجلة سابقاً.
وحذّر نظام الإنذار البلدي في ريو دي جانيرو الأهالي عبر منصة "إكس"، من مخاطر التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، وشدد على أهمية ترطيب الجسم بشكل مستمر.
وبشكل خاص يعاني حي غواراتيبا غرب ريو دي جانيرو، والذي يعيش فيه أكثر من 40% من سكان المدينة -يزيد عدد قاطنيها على ستة ملايين نسمة- من هذه الموجة الحارة، حيث وصلت درجات الحرارة المحسوسة إلى مستويات قياسية.
وأدت موجة الحر إلى ارتفاع درجات الحرارة في جميع أرجاء ريو دي جانيرو، حتى في المناطق الخضراء مثل الحديقة النباتية جنوبي المدينة، حيث وصلت الحرارة المحسوسة إلى 57.7 درجة مئوية.
وأعربت "راكيل كوريا" وهي من سكان المدينة، عن قلقها الشديد من تفاقم هذه الظاهرة، قائلة: "نحاول أن نحمي أنفسنا، ونذهب إلى مكان مفتوح أكثر، قرب البحر، لكن علينا أن نفعل شيئا".
وأضافت: "أخاف وأخشى بقوة أن يزداد الأمر سوءاً، لأن عدد السكان يتزايد كثيراً وإزالة الغابات وصلت إلى مستويات مرتفعة جداً بسبب زيادة عدد الوحدات السكنية".
وامتلأ شاطئا إيبانيما وكوباكابانا الشهيران في المدينة بالزوار الأحد، وقد وجد كثر من السكان أيضاً ملاذاً في حديقة تيجوكا، الرئة الخضراء الحقيقية للمدينة.
فيضانات في جنوب البرازيل
في جنوبي البرازيل، على العكس من ذلك تماماً، حيث تواجه بعض المناطق تهديداً مناخياً مصدره الأمطار، وتوقعت السلطات استمرار هطول الأمطار الغزيرة هذا الأسبوع.
وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية "ميتسول" من مخاطر كبيرة لهطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية في وسط البرازيل الجنوبي، مشيرة إلى أن أكثر ما يثير القلق هو جبهة باردة شديدة للغاية ستصل مصحوبة بأمطار غزيرة وعواصف محتملة.
وتعاني بعض المناطق في ولاية ريو غراندي دو سول من كميات "مرتفعة بشكل استثنائي" من الأمطار، وفي أوروغوايانا، المدينة الأكثر تضرراً في الولاية، انتشرت صور لشوارع غمرتها المياه وحافلات غارقة جزئياً.
ما سبب هذه الظواهر المتطرفة؟
يرجع الخبراء هذه الظواهر المتطرفة وعدم استقرار الأرصاد الجوية إلى تغير المناخ وظاهرة الـ"نينيو" التي تؤثر على المناطق الواقعة في جنوب أميركا اللاتينية، في عز موسم الصيف، ما يتسبب بحرائق غابات في تشيلي.
وقد ارتفع معدل الحرارة الحالي بنحو 1.2 درجة مئوية مقارنة بالفترة ما بين العامين 1850 و1900، ما تسبب في زيادة نوبات الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة.
