icon
التغطية الحية

35 ألف مهاجر سيطويهم النسيان إذا فشلت بريطانيا في تنفيذ خطة رواندا

2023.10.02 | 17:47 دمشق

قارب لمهاجرين غير شرعيين في بحر المانش
قارب لمهاجرين غير شرعيين في بحر المانش
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

لابد أن يطوي النسيان وإلى أجل غير مسمى أكثر من 35 ألف مهاجر يصلون كل عام بقوارب صغيرة إلى المملكة المتحدة وذلك في حال فشل الحكومة في سن سياسة رواندا وتنفيذها، بحسب ما توصلت إليه إحدى الدراسات.

إذ حتى لو أعطيت الحكومة الضوء الأخضر لتبدأ بترحيل المهاجرين إلى تلك الدولة الأفريقية، لابد وأن يبقى 25 ألف مهاجر يعيشون في ضنك في بريطانيا، وذلك بحسب تحليل مجلس اللاجئين للبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية.

يستند هذا التقييم على الشروط المنصوص عليها في قانون الهجرة غير الشرعية، وبيانات وزارة الداخلية حول الأعداد والجنسيات ونتائج طلبات اللجوء التي تقدم بها مهاجرون عبروا بحر المانش بوساطة قوارب صغيرة.

يتوقع التقييم للحكومة أن تتمكن من ترحيل 3.5% فقط من المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى بريطانيا كل عام، وذلك بسبب عدم تفعيل اتفاقيات تنص على إعادتهم.

وحذر التقرير من أن المقياس الذي يتبعه قانون الهجرة غير الشرعية المتمثل بمنع المهاجرين من التقدم بطلب لجوء لا بد أن يخلف أثراً سلبياً كبيراً على بريطانيا لأنه سيحرمها من ترحيل هؤلاء الأشخاص إلى بلدان مثل الهند، بما أن قوانين اللجوء تنص على عدم ترحيل طالبي اللجوء في حال عدم البت بأمر طلبات لجوئهم.

صلاحيات جديدة لم تسن بعد

يتوقع التقرير أيضاً أن يحصل ثلاثة من بين كل أربعة مهاجرين وصلوا إلى المملكة المتحدة بقوارب صغيرة خلال هذا العام على حق اللجوء فيها، وقد حسبت تلك التقديرات عبر مقارنة الجنسيات التي وصلت خلال هذا العام بنسبة من حصلوا على حق اللجوء من كل جنسية منها فتبين بأنه من بين 19441 مهاجراً قطعوا بحر المانش بوساطة قوارب صغيرة حتى شهر آب، هنالك 14648 مهاجراً (أي ما يعادل 74% منهم) من المتوقع حصولهم على حق اللجوء، وهذه النسبة أعلى بكثير من نسبة 65% لمنح حق اللجوء لمن عبروا بحر المانش بقوارب صغيرة خلال العام الفائت.

كما لم تسن بعد تلك السلطات الجديدة التي ورد ذكرها في قانون الهجرة غير الشرعية والتي تحرم الواصلين بطرق غير شرعية إلى بريطانيا من التقدم بطلب لجوء بصورة تلقائية، ولا يرجح أحد أن توضع تلك السلطات موضع التنفيذ إلى أن تصبح الحكومة البريطانية قادرة على احتجاز تلك الفئة من المهاجرين وترحيلها إلى دولة ثالثة كرواندا مثلاً.

يذكر أن أعداد المهاجرين الذين عبروا بحر المانش خلال هذا العام قد انخفض بنحو 23%، مقارنة بأعدادهم خلال العام الماضي، إلا أن تقرير مجلس اللاجئين اكتشف بأن السبب الحقيقي وراء هبوط هذا العدد يعود حصرياً للألبانيين، إذ عندما نستثني هذه الجنسية، سنكتشف بأن أعداد المهاجرين الذين عبروا بحر المانش خلال هذا العام بقوارب صغيرة كان أعلى من أعداد من وصلوا بالطريقة عينها خلال عام 2022، وتعود هذه الزيادة لكثرة الواصلين من تركيا والهند وأريتريا، ثم إن 54% ممن قطعوا هذه الرحلة بقوارب مطاطية خلال هذا العام أتوا من خمس دول فحسب وهي: أفغانستان، إيران، أريتريا، سوريا، السودان، وهذا ما رفع نسب حصولهم على حق اللجوء في المملكة المتحدة لتصل إلى 90%.

كشفت الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية البريطانية عن عبور 537 مهاجراً لبحر المانش على متن تسع قوارب يوم السبت الماضي، أي أن حمولة كل مركب تعادل 60 راكباً، ما يعني أن مجموع الواصلين بالسنة يصل إلى 24830 مهاجراً، أي أن هنالك انخفاضاً بالأعداد مقارنة بأعداد المهاجرين خلال السنة الماضية، بما أن أعدادهم وصلت حتى هذا الشهر من عام 2022 إلى 33001 مهاجر. غير أن هذه الأعداد ماتزال أعلى من أعدادهم في عام 2021 عندما وصل حتى 30 أيلول من ذلك العام 17085 مهاجراً إلى المملكة المتحدة بعدما قطعوا تلك الرحلة الخطرة، كما وصل سبعة آلاف مهاجر حتى الفترة نفسها من عام 2020.

هذا ولقد انطلقت آخر تلك الرحلات عبر طرق الملاحة في بحر المانش على الرغم من غرق امرأة خلال الأسبوع الماضي، إذ عثر على جثتها في شاطئ قريب من كاليه الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي، فما كان من الشرطة الفرنسية إلا أن فتحت تحقيقاً في الحادثة، واتهمت الوكالة الوطنية الفرنسية لمكافحة الجريمة المواطن السوداني هومالو ماومد-دوب، 21 عاماً، بتسهيل عملية الهجرة غير الشرعية إثر تلك الحادثة، وحولها يقول الناطق الرسمي باسم الوكالة: "تواصل الوكالة دعم السلطات الفرنسية في تحقيقها بملابسات حادثة الوفاة".

وفي تحقيق أجرته منظمة News Agents Investigates ونشرته عبر مدونة صوتية تبين بأن أشخاصاً عرضوا على المهاجرين قطع بحر المانش من دنكيرك مقابل مبلغ يعادل 1500 جنيه إسترليني لكل شخص، وزعموا بأنهم سينقلونهم إلى فندق ذي أربع نجوم بمجرد وصولهم وبأن من سيسهل ذلك هي الشرطة البريطانية.

كما زعم مهربو البشر بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سهل عليهم الأمور كثيراً، إذ لم يعد أحد يدقق في بصمات الأصابع، بحسب ما ورد في التدوينة.

ولأغراض التحقيق، تظاهرت مجموعة تضم مراسلين سريين تابعين لتلك المنظمة بأنهم أفراد من عائلة واحدة وبأنهم يريدون أن يأتوا بابن عم لهم إلى المملكة المتحدة بطريقة غير شرعية، وبالسر سجلوا محادثاتهم مع مهربي البشر.

وبالنسبة لمدى أمان رحلة قطع بحر المانش، قال أحد أفراد العصابة: "في حال تعرض القارب لمشكلة، فإن الشرطة البريطانية ستهب لمساعدة القارب، إذ عندما يصل القارب إلى بحر المانش تكون الشرطة بانتظاره لتمد يد العون... ثم يأخذونه إلى فندق ذي أربع نجوم".

المصدر: The Times