icon
التغطية الحية

ثلاثة ملفات على جدول أعمال القمة الأميركية الإسرائيلية.. ما هي؟

2021.08.26 | 15:40 دمشق

rwytrzz.jpg
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت (يمين)، الرئيس الأميركي جو بايدن (يسار)، (رويترز، EPA)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

يحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، الذي وصل إلى واشنطن صباح أمس، في أول زيارة رسمية له، ثلاثة ملفات لمناقشتها خلال اجتماعه اليوم مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وهي الملف النووي الإيراني وتحسين العلاقات مع الأميركيين إضافة إلى القضية الفلسطينية.

من المقرر أن يستقبل بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، في الساعة 18:30 (بتوقيت دمشق) في البيت الأبيض، وهو الاجتماع الأول بينهما منذ توليهما منصبيهما.

يهيمن الملف الإيراني على جدول أعمال الاجتماع على خلفية تعثر مباحثات "فيينا" لإعادة إحياء الاتفاق النووي، وتزايد التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب في الشرق الأوسط المتمثل باستهداف متبادل للسفن التجارية وناقلات النفط.

أعلن بينت خلال مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة، بأنه يحمل "استراتيجية جديدة" سيقدمها للأميركيين تدعو لضرورة إقامة تحالف إقليمي مع واشنطن ضد إيران.

النووي الإيراني

وبحسب "يديعوت أحرونوت" يحاول بينت أن يحصل من مضيفه على التزام بمنع وصول إيران إلى السلاح النووي "إلى الأبد" وليس كما وعد بايدن في الماضي "لن تصبح إيران نووية خلال ولايتي".

وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي تأكيد حكومته على أن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني ستكون خطأ. ولا ترى تل أبيب جدوى من استمرار مباحثات "فيينا" لإحياء الاتفاق النووي لأنها لن تكون حتى بمستوى الاتفاق القديم، في ظل التقدم الكبير الذي أحرزه الإيرانيون في مجال تخصيب اليورانيوم.

ويسعى الوفد الإسرائيلي الذي يزور واشنطن بقيادة بينت لتنسيق الجهود المشتركة مع الأميركيين لمواجهة التحديات الإيرانية في الشرق الأوسط، بناءً على التزام واشنطن بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري والاستراتيجي في المنطقة.

وبحسب التقرير السنوي "الاستثنائي" لمعهد دراسات الأمن القومي (INSS)، التابع لجامعة تل أبيب، يشكل البرنامج النووي الإيراني ونشاطات طهران التوسعية في المنطقة أبرز التحديات الاستراتيجية لإسرائيل، لا سيما بعد وصول الإيرانيين إلى مستوى متقدم في تخصيب اليورانيوم، وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وشروعهم في إنتاج اليورانيوم المعدني.

وأوصى التقرير، وهو نسخة محدثة عن التقرير السنوي بناء على التطورات الجديدة في الملف الإيراني، بضرورة تجهيز إسرائيل خطة عسكرية فعالة بالتنسيق مع الولايات المتحدة لضرب المنشآت الإيرانية في حال فشل مفاوضات عودة الإيرانيين إلى الاتفاق النووي.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران يبقى احتمالاً ضعيفاً، إلا أنه الخيار الأخير، ولن يحدث من دون التنسيق مع واشنطن.

مع وصول إبراهيم رئيسي، الذي تصفه تل أبيب بالمتشدد، إلى كرسي الرئاسة في إيران، يستبعد الإسرائيليون عودة طهران إلى الاتفاق، محاولين استثمار هذه النقطة لحشد واشنطن ضد الإيرانيين.

ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، أن هدف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للتأكد من عدم تقييد واشنطن للعمليات العسكرية السرية التي تقوم بها تل أبيب ضد طهران، حتى لو تم توقيع اتفاق مع إيران.

في المقابل، تعطي الإدارة الأميركية الأولوية للمقاربة الدبلوماسية تجاه الملف الإيراني، والاستمرار في مساعي العودة إلى الاتفاق النووي عبر مباحثات "فيينا"، التي من المتوقع أن تستأنف جولة سابعة منها الشهر المقبل.

وتحاول إسرائيل قيادةَ رأي عامّ دولي للتحريض على إيران وبرنامجها النووي ونشاطاتها في المنطقة على خلفية "حرب ناقلات النفط"، كان من أبرزها الهجوم المنسوب لإيران على السفينة "ميرسر ستريت" قبالة سواحل عمان في نهاية الشهر الماضي.

العلاقات الإسرائيلية الأميركية

بينت الذي حطّت طائرته صباح أمس، الأربعاء، في قاعدة أندروز الجوية في ماريلاند شمالي العاصمة واشنطن، قال قبل صعوده الطائرة مخاطباً الأميركيين، "إننا نجلب روحاً جديدة من التعاون بيننا".

ويهدف بينت من اجتماعه المرتقب مع بايدن اليوم إلى ترميم العلاقات التي تعكرت بفعل سياسة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مع الديمقراطيين، وبناء علاقات ثقة مع الرئيس بايدن.

ومن المتوقع أن يوضح بينت أهمية إسرائيل الاستراتيجية للولايات المتحدة في رسالة يريد إيصالها إلى مضيفه مفادها، "إسرائيل هي الحل وليست مشكلة عدم الاستقرار الإقليمي"، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم أمس، اجتماعات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، تمهيداً للقمة الأميركية الإسرائيلية في ظل الحكومتين الجديدتين.

واتفق بينت وبلينكن خلال اجتماعها على أهمية العمل من أجل إدراج إسرائيل في برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول الأميركية (الفيزا).

وفي البنتاغون ناقش بينت مع وزير الدفاع أوستن مسائل تتعلق ببناء قوة الجيش الإسرائيلي.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تطلب من الأميركيين مساعدة كبيرة في الإمدادات والمشتريات الدفاعية.

وأضافت، يأمل الوفد الإسرائيلي الحصولَ على وعد بمليار دولار كمساعدة لشراء صواريخ وبطاريات إضافية لنظام "القبة الحديدية".

وقال وزير الدفاع أوستن في الاجتماع: "الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل، وهذا ينعكس على المساعدة الأمنية، وإدارتنا ملتزمة بضمان استمرار القبة الحديدية لحماية إسرائيل".

رويترز.jpg
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، واشنطن، 25 آب/أغسطس 2021 (رويترز)

القضية الفلسطينية

تركز مباحثات بايدن بينت في القضية الفلسطينية، على ضوء إعادة الإدارة الأميركية الجديدة فتح العلاقات مع الفلسطينيين إثر انقطاعها منذ 2018 في أعقاب اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأميركية إليها.

وفي أثناء التخطيط للزيارة، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي، الأسبوع الماضي، إن الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي سيناقشان الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين.

وخلافاً للتوقعات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مقابلته مع "نيويورك تايمز"، قبل يومين، أن حكومته ستوسع مستوطنات الضفة الغربية، وأنه يرفض المخطط الأميركي لإعادة فتح قنصلية للفلسطينيين في القدس المحتلة.

واستبعد بينت التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين تحت إشرافه، مؤكداً  رفضه إنشاء دولة فلسطينية، رغم التوجهات المعلنة لإدارة بايدن بأنها تتبنى مبدأ "حل الدولتين".

كما ستتضمن نقاشات بايدن بينت، موضوعاً "متفجراً"، هو إعادة افتتاح القنصلية الأميركية العامة في القدس لخدمة الفلسطينيين، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في إسرائيل بين المعارضة والحكومة التي تضم أحزاباً تؤيد هذه الخطوة وأخرى تعارضها بشدة.

وكانت إدارة بايدن أعلنت في أيار/مايو الماضي، في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، عن إعادة فتح قنصليتها العامة بالقدس الشرقية المحتلة، بعد ثلاثة أعوام على إغلاقها من قبل الإدارة السابقة.

بينت يريد تعزيز صورته

تأتي القمة المرتقبة بين بايدن وبينت في ظل أجواء إقليمية متوترة، على خلفية الانسحاب الأميركي من أفغانستان وما أعقبه من صعود "طالبان" إلى الحكم، وفي ظل زيادة التوتر بين طهران وتل أبيب في المنطقة، إضافة إلى التحديات الأمنية التي تواجهها تل أبيب في جبهتيها الشمالية والجنوبية.

وتكسب القمة بعداً شخصياً مهماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، "حديث العهد"، لتعزيز صورته داخل إسرائيل، حيث تظهر استطلاعات الرأي التي أجريت في إسرائيل نهاية الأسبوع أن بينت تراجعت شعبيته، وأنه متأخر ليس فقط عن سلفه نتنياهو، وإنما عن شركائه في الحكومة (الوزيرين لابيد وغانتس).

وبينت الذي تسلم منصبه قبل شهرين ونصف الشهر، تصوّره وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه فاشل وضعيف، ولم يستطع سد مكان سلفه المخضرم بنيامين نتنياهو.

ويقول الكاتب الإسرائيلي، يوسي احيمائير، متندراً على زيارة بينت لواشنطن، "اعلم سيدي الرئيس بايدن أن ضيفك سيثير أمامك القضية الإيرانية، لكن طموحه الأكبر هو أن يتم تصويره في مكتبك البيضاوي، جالساً أمامك بجوار المدفأة المشتعلة، لتلتقط وسائل الإعلام صوره على السجادة الحمراء وتحت الأضواء".