icon
التغطية الحية

يعترضها تراجع "الوعي المجتمعي".. كيف تنتشر بنوك الدم في إدلب؟

2023.06.14 | 04:50 دمشق

بنك الدم في إدلب
يبذل القائمون على القطاع الصحي في محافظة إدلب، مديرية ومنظمات، جهوداً في سبيل تعميم ثقافة التبرّع بالدم - تلفزيون سوريا
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

على الرغم من بدء تعافي مشاريع "بنوك الدم" في محافظة إدلب، بعد ضغط كبير عانت منه خلال أزمة الزلزال، فإنّ عملية رفد المنشآت الصحية بالدم ومشتقّاته، ما زال يعترضها تراجع الوعي الشعبي بين السكان المحليين.

ويبذل القيّمون على القطاع الصحي في المحافظة، مديريةً ومنظمات، جهوداً في سبيل تعميم ثقافة التبرّع بالدم، التي يصادف اليوم الأربعاء 14 حزيران، يومها العالمي.

كيف يتعاطى السكان مع قضية التبرّع؟

يجد حيدر بدلة (23 عاماً)، الذي تبرّع لمرة واحدة في عمره، أنّ "غياب حملات التوعية والحثّ على التبرّع بالدم، من الأسباب الرئيسية التي جعلتني لا أولي أهمية لعملية التبرّع بالدمّ".

ويضيف لموقع "تلفزيون سوريا": "في الحقيقة، أنسى هذا الموضوع تماماً، علماً أنه لا مشكلة لديّ في عملية التبرّع، على العكس أرحّب، لكن أعتقد أنه لو انتشرت حملات التوعية والتذكير، لكنت مداوماً بشكل أفضل على عملية التبرّع".

من جهته، يقول معاوية الآغا (37 عاماً)، إنّ "مداومتي على عملية التبرّع بالدم، جعلتني أتخلّص من بعض المشكلات الصحية، أبرزها الصداع".

ويضيف لموقع "تلفزيون سوريا": "في البداية كان تبرعي بالدم بدافع إنساني ـ وما زال ـ وخاصةً خلال العمليات العسكرية والقصف، لكن اكتشفت أنّ التبرّع له فوائد صحية كبيرة".

خريطة الانتشار

تنتشر بنوك الدم الستة في محافظة إدلب، على خمس مناطق، وهي مدينة إدلب (بنكان اثنان)، ومنطقة "باب الهوى" ومدينة حارم وبلدة كللي ومنطقة "جبل الزاوية"، وهذا بحسب توزيع "المناطق الإشرافية الصحيّة" لـ"مديرية صحة إدلب".

ويقول في هذا السياق، مدير صحة إدلب الطبيب زهير القراط، إنّ "توزع البنوك، يراعي أمرين رئيسيين، الأول: الكثافة السكانية، والثاني: عدد منشآت الرعاية الثانوية، وهو ما يفسّر غياب بنك دم في منطقة جسر الشغور ـ على الرغم من كونها منطقة احتياج ـ وذلك لقلة عدد منشآت الرعاية الثانوية وانخفاض الكثافة السكانية، لذلك تتم تغطية احتياجاتها من منطقتي حارم وإدلب".

"تحسّن بعد عجز"

خلال كارثة الزلزال، عانى القطاع الطبي من عجز في تأمين الدم ومشتقاته، بحسب مدير الصحة، وهذا العجز يظهر جلياً عقب الطلب الإسعافي في الحوادث الكبرى.

ويضيف "القراط" لموقع تلفزيون سوريا: "الآن الوضع أفضل مما عليه سابقاً مع انطلاق مشروع بنوك الدم من قبل منظمة "وطن"، بالتعاون مع مديرية الصحة في إدلب، إذ قدّم كلفاً تشغيلية لاثنين من بنوك الدم، كانت تعمل بشكل شبه تطوعي ودعم بقية المراكز بكلف تشغيلية وتجهيزات ومواد ذات صلة، كما ربط البنوك مع المستشفيات وفق آلية منظومة متطورة".

"الوعي المجتمعي"

واعتبر "القراط" في تتمة حديثه أنّ "أبرز الصعوبات التي تواجه عملية تأمين الدمّ، هو الوعي المجتمعي بأهمية التبرّع بالدم، وكذلك تأمين المتبرّعين".

في هذا الصدد، يقول الطبيب عبد القادر حربا، وهو مدير بنك الدم في مستشفى "الأمومة" (سامز) في مدينة إدلب، إنّ "التبرع مفتوح بشكل يومي، على مدار الساعة، على اعتبار أنّ المستشفى إسعافي، وممكن بأية لحظة أن يطلب منا الدمّ، وبذلك نكون جاهزين لتلبية الاحتياج".

ويعتبر "حربا" في حديثٍ لموقع "تلفزيون سوريا"، أنّ "تأمين الزمر السلبية، على اعتبارها قليلة ونادرة، إلى جانب تأمين بديل للدم المقدّم، حفاظاً على هدفنا في تحقيق توازن ثابت للدم المتوفر في البنك، من أبرز الصعوبات التي تواجهنا".

ويسعى البنك، بحسب محدّثنا، إلى البحث الدائم عن بدائل، من خلال حثّ مرافقي المريض على التبرّع، لتحقيق التوازن المطلوب للكميات.

البحث عن الدم

يضع المجتمع المحلي، بصماته بشكل ملحوظ في عملية تأمين الدم من المتبرّعين، عبر التكاتف في حملات التبرّع التي يشارك فيها مساجد المنطقة والمراصد المحلية ذات الانتشار الواسع إلى جانب غرف التواصل الاجتماعي من "واتساب" وغيرها.

ويجد "حربا" أنّ "هذا النوع من التكاتف والجهود ساهمت بشكل كبير في تأمين كميات من الدم على مدار السنوات الطويلة الماضية في المنطقة، ويعتبر مرتكزاً أساسياً يتمّ الاعتماد عليه خلال رحلة البحث عن الدم".

ويصل عدد المتبرعين في البنك الذي يديره، مياومةً ما يتراوح بين 20 و 30 متبرعاً، وهي نسبة متفاوتة تلعب الحاجة فيها دوراً كبيراً، إذ إنّ أيام الحوادث أو الطوارئ، مثل أيام القصف أو الزلزال، يتطلب الأمر أعداداً أكبر من المتبرّعين، بحسب محدّثنا.

"الكشف عن أمراض"

يكشف "حربا" أنّ عمليات التبرّع في الدم ساهمت بشكل كبير في كشف بعض الأمراض والمشكلات الصحية التي يعاني منها بعض المتبرّعين، وذلك من خلال اعتماد "إجراءات اختبارات السلامة" وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالميّة.

ويضيف: "حين يتبرّع شخص بالدم، نحصل على معلوماته الشخصية، ومنها رقم التواصل، وبعد إجراء اختبارات السلامة، واكتشاف وجود مشكلة صحية لديه، نسارع للتواصل معه، ونبلغه بالإصابة أو المشكلة، للإسراع بعملية العلاج، وخاصةً ممن يكون لديهم المرض كامناً وغير واضح، وأيضاً لحماية المحيط من حوله".

بالإضافة إلى الكشف عن الأمراض، يقول إنّ "التبرّع بالدم يساعد في معرفة الأشخاص لزمرتهم الدموية، التي يجهلها كثير منهم، حتى يتبرع بالدم، وكذلك يساهم في خفض خضاب الدمّ".