"وصفات طبية" تستبدل بأخرى مختلفة التركيب في صيدليات دمشق

تعبيرية

2022.08.10 | 15:20 دمشق

نوع المصدر
دمشق ـ جوان القاضي

يقع مرضى في العاصمة دمشق ضحية استبدال صيادلة للأدوية الموصوفة لهم من قِبل أطبائهم بأدوية أخرى ذات تركيب مختلف سواء كانت وطنية أو مهربة، وذلك بحجة عدم توفر الدواء المحدد في الوصفة الطبية.

وقال رامي العمر، 48 عاماً، وهو موظف حكومي لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ صيدلياً في دمشق أعطاه أدوية مختلفة عن تلك التي وصفها له طبيبه، بحجة أنها نفس التركيبة ولكن من شركة أخرى". لكنه وبعد حوالي ثلاثة أيام بدأ ضغطه بالارتفاع رغم تأكيد طبيبه بأنَّ الأدوية التي وصفها له ليس لها تأثيرات جانبية على الضغط.

ويوضح العمر أنه اضطر لمراجعة طبيبه مرة ثانية مصطحباً معه أدويته، مضيفاً أن طبيبه أكد عليه أخذ الدواء من نفس الشركة وليس من شركة أخرى، وطالبه بأنَّ يؤكد على الصيدلي عدم تبديل الدواء من شركة أخرى.

ويواجه عديد من المرضى في دمشق وريفها مصيراً مشابهاً لرامي في ظل عدم التزام الصيادلة بالوصفات الطبية وتبديل دواء بآخر دون سؤال المرضى عن وضعهم الصحي، وإن كانوا يعانون من مرض مزمن.

اقرأ أيضا: الصحة تاج على رؤوس الأغنياء في سوريا ومشافي الدولة تعود إلى الواجهة

 

ويقوم صيادلة في دمشق وريفها بتبديل أدوية الوصفات الطبية بما يتوفر لديهم من أدوية ومن مختلف الشركات بغض النظر عن اختلاف تركيبة الدواء وتداخلاته مع أمراض معينة، خصوصاً في ظل دخول شركات جديدة في عملية صناعة الدواء أو اقتصار بعض الشركات على تبديل أسماء منتجاتها فقط بسبب العقوبات وعدم تجديد تراخيصها من شركات عالمية.

انتشار الأدوية المهربة في دمشق

ويقول معين إبراهيم، 51 عاماً، وهو صيدلي مقيم في دمشق في حديث لموقع تلفزيون سوريا إنَّ "انتشار الأدوية المهربة في صيدليات دمشق، والتي تتجاوز نسبتها الـ 25 في المئة من حجم الأدوية دفع بأطباء ليس فقط إلى تبديل الدواء بآخر من شركة أخرى، إنما إلى وصف دواء أجنبي بالاتفاق مع بعض الصيادلة".

بدورها قالت نقيب الصيادلة وفاء كيشي في تصريحات لصحيفة تشرين الرسمية إنَّ "ما يحفز على وجود الأدوية المهربة بالسوق المحلية هم بعض الأطباء الذين يصفون الأدوية الأجنبية والمهربة"، مدعيةً أنه يتم العمل على تشريع لمحاسبة الطبيب الذي يصف أدوية مهربة.

ويشرح الصيدلي خطورة تبديل الدواء بآخر في حال عدم معرفة الصيدلي بتركيبة الدواء الكيميائية وعناصره الدوائية المختلفة. ويقول "هناك أدوية معينة لا يمكن وصفها لمرضى القلب والضغط والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة كونها تتفاعل مع أدوية أخرى يأخذها هؤلاء المرضى".

ويضيف الصيدلي، أن الطبيب المعالج يصف الدواء للمريض بعد فحصِه سريرياً وكشف إن كان يعاني من أمراض مزمنة أو لا، كي لا يعرضه لمضاعفات دوائية. وبينما تنحصر مهمة الصيدلي بصرف الوصفة الطبية كما هي، يلجأ صيادلة إلى تبديل الدواء بآخر دون سؤال المريض إن كان يعاني من أمراض معينة، وبحجة مساعدته، لكنهم يسببون له الأذى كما يؤكد الصيدلي إبراهيم.

وفي نهاية شهر تموز الفائت، أفادت صحيفة (الوطن) المقربة من النظام عن مصدر في "المديرية العامة للجمارك" بضبط كميات كبيرة من الأدوية المهربة في مستودع بريف دمشق، مضيفةً أن التحقيقات مازالت جارية لمعرفة صلاحية هذه الأدوية ومصدرها.