icon
التغطية الحية

وسط إقبال من المصريين.. "البوظة الدمشقية" تنتشر في شوارع القاهرة

2023.09.23 | 07:18 دمشق

آخر تحديث: 25.09.2023 | 10:59 دمشق

وسط إقبال من المصريين.. "البوظة الدمشقية" تنتشر في شوارع القاهرة
محل سوري في القاهرة لبيع "البوظة العربية"، مصر، أيلول/سبتمبر 2023 (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

نقل السوريون الكثير من عاداتهم والمهن والمنتجات خلال سنوات وجودهم الطويلة في مصر إلى السوق المصري، وسط إقبال من المصريين على معظم ما يحمل بصمة سورية.

من هذه المنتجات "البوظة الدمشقية"، المعروفة في سوريا "البوظة العربية" المغطاة بالفستق الحلبي وتصنع بطريق "الدق" (الضرب) لعجن وتماسك الحليب، وتمتلك شهرة مثلها مثل المنتجات التي تصنع باليد والمطعمة بالمكسرات.

 أدخل السوريون “البوظة الدمشقية" كصنف جديد في محال الحلويات الخاصة بهم في مصر، وتتميز بطعمها المختلف عن طعم "الآيس كريم المصري"، فجذبت المصريين، وأعادت للسوريين نكهة توصلهم مع وطنهم.

 انتشار السوريون في مصر وتنوع تجارتهم ودخولهم السوق المصري من كل أبوابه، جعل المنتج السوري مرغوبا ومحببا، وتميز المنتج السوري بالإتقان والدقة في العمل جعله مصدر ثقة للتجربة من قبل المصريين.

تراث قديم يتجدد

على بعد بضع خطوات من ميدان طلعت حرب في العاصمة المصرية القاهرة، تسمع أصوات دقة البوظة ممزوجة بأصوات الشارع، مما يجذب المارة حتى القادمين من بعيد.

بلباس تقليدي سوري  يقف البائعون في المحل السوري، ويبدأ البائع بدق البوظة أمام الزبون من ثم يخرجها طازجة ويغمسها بالفستق الحلبي.

عمر الدمشقي (30 عاما) سوري وصاحب محل حلويات في وسط البلد في القاهرة يفتخر بما حققه من نجاح بإدخال صنف "البوظة العربية" إلى محله.

ويقول عمر، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، لا نستخدم أي مواد حافظة أو الحليب المعلب، وإنما الحليب الطازج.

يضيف عمر، أن الحليب ليس وحده المكون الأساسي، بل نضيف السحلب والمستكة، وهما من أهم المواد التي تدخل في صناعة البوظة العربية.

وحول طريقة التحضير، يقول صانع البوظة، يتم غلي جميع المكونات على درجة حرارة عالية حتى يتبخر الماء الموجود فيها، من ثم نصب الخليط في مكنة البوظة التي تكون مجمدة مسبقا بدرجات حرارة منخفضة "تحت الصفر".

ويكمل عمر، نضع الخليط في المكنة وبعدها تبدأ مرحلة الدق، حيث إن الدق هو ما يظهر نكهة المستكة والسحلب في البوظة، وكلما ازداد الضربات ازدادت النكهة تميزاً.

وبعد مرحلة الدق توضع البوظة في العلب ثم غمسها بالفستق الحلبي، الذي يميز البوظة السورية عن المصرية.

بحسب صانع البوظة السوري، فإن المصريين في البداية كانوا يستغربون نكهة المستكة، لأنها لم تكن موجودة في أكلاتهم، لكن مع مرور الوقت تقبلوها وأحبوها.

يتراوح سعر كيلو البوظة الدمشقية من 200 إلى 300 جنيه (أي نحو 10 دولارات أميركية) أما سعر الكأس صغير الحجم يتراوح سعره ما بين 35 إلى 50 جنيه (1.5 دولار).

محل سوري في القاهرة يبيع "البوظة العربية" السورية، مصر، أيلول/سبتمبر 2023 (تلفزيون سوريا)

تقبل الشارع المصري

أثبت السوريون جدارة في مجال الطعام والحلويات السورية، وأصبح المطبخ السوري المفضل عند الشعب المصري، ودائما ما تجد المحال السورية ممتلئة بالمصريين والعرب من كل الجنسيات.

زينة سعيد، امرأة مصرية تقول، أحب كل ما يصنعه السوريون، أتيت مع صديقتي السورية لتناول الحلويات فاقترحت علي تجربة البوظة.

تضيف زينة، في حديثها لموقع “تلفزيون سوريا"، في البداية شعرت أن الطعم غريب ولكنه محبب، وبعد فترة لم أفوت الفرصة لتناولتها حتى ولو كنت بمفردي.

كذلك، أحمد علاء، أعجبته البوظة التي يصنعها السوريون، ويقول إن الطعم يختلف عن الآيس كريم المصري، لأن طعم الحليب هنا ظاهر أكثر، أما المستكة تناولتها أول مرة في البوظة الدمشقية، وعلى الرغم من الاختلاف أنا أحب تجربة أشياء جديدة.

لم يقتصر الأمر على المصريين، هناك زبائن من جنسيات عربية مختلفة يرتادون محال الحلويات السورية لأنهم أحبوا تجربة مذاق "البوظة العربية" وعبروا عن إعجابهم بها.

عبد الله عمر، رجل من اليمن يقيم في القاهرة، يقول إن الطعم أعادني إلى دمشق حين كنت أزورها منذ أكثر من 14 عاما.

ويذكر الرجل اليمني أنه زار سوق الحميدية بدمشق وذهب إلى محل بكداش المشهور في بيع "البوظة العربية"، ويقول عبد الله لم يغب طعم بوظة بكداش عن بالي إلى أن تذوقتها هنا في مصر مرة أخرى.

يشيد الرجل اليمني بقوله، "كل شيء سوري يعلق في الذاكرة".

"طعامنا والحلويات جزء منا"

يحاول السوريون اللاجئون في كل البلدان، أن يستعيدوا ذكرياتهم في وطنهم عن طريق أشياء عالقة في ذاكرتهم كانوا يفعلونها هناك، فيحافظون على عاداتهم وطقوسهم، وأهمها أصناف الطعام السورية التي تعيد لهم جزءا من ماضيهم.

ويفضل السوريون نقل ما اعتادوا عليه إلى كل محطات اللجوء التي حلوا بها، لذلك تجد انتشار مطاعم الشاورما السورية في العديد من المدن في أنحاء العالم.

وتعد "البوظة الدمشقية" تراثا قديما عاشه السوريون منذ الجد إلى الولد، وطعم عالق في ذاكرتهم يتعلق بالعائلة ومشاوير السوق والمناسبات والأعياد، حيث كانت البوظة العربية تقدم في حفلات الخطوبة والأعراس التي تقام في الصيف، وحفلات قدوم المولود الجديد.

يصطحب عبد الهادي جبور زوجته وولديه إلى محل البوظة، ويعرفهم على نكهة سورية أصيلة ويقول، لا أريدهم أن ينسوا عاداتنا، فالاندماج سيف ذو حدين، مهما تطبعوا بطباع المجتمع الجديد أريدهم أن يكونوا على صلة بوطنهم الذين خرجوا منه صغارا.

يضيف عبد الهادي، والدي كان يأخذنا إلى "بكداش" كل خميس أنا وإخوتي، وكان الأمر أشبه بطقس أسري، وأحاول على قدر ما أستطيع أن أورث هذه العادة لأولادي، كي تبقى الصلة بينهم وبين الماضي.

بدورها، سمية شعلان سورية مقيمة في السويد جاءت زيارة إلى مصر تقول، في مصر تجد كل شيء سوري بدون مجهود في البحث عنه وهو الأمر جميل جدا.

وتضيف، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، أتينا لنأكل البوظة التي لم أتناولها منذ أن غادرت دمشق منذ أكثر من عشر سنوات.