icon
التغطية الحية

"هيئة ثائرون للتحرير".. خصوم الأمس حلفاءُ اليوم

2022.01.29 | 18:02 دمشق

12r.png
عناصر من الجيش الوطني السوري - (تويتر)
+A
حجم الخط
-A

شهدت الساحة العسكرية في ريف حلب الشمالي، قبل أيام، تطوراً على مستوى العلاقات الفصائلية تمثّلت باندماج تشكيلي "حركة ثائرون" و"الجبهة السورية للتحرير" ضمن جسم واحد أطلق عليه "هيئة ثائرون للتحرير".

التشكيل الجديد، الذي تزامن الإعلان عنه مع قرب إصدار "اللجنة الثلاثية" نتائج تحقيقها مع فصيل "السلطان سليمان شاه" وارتفاع حدة التوتر والتجاذب بين المكونات العسكرية في المنطقة، خلق عدة تساؤلات حول إمكانية التوافق بين مكوناته، خاصة أن الفصائل المنضوية تحت رايته كانوا في الأمس خصوماً، فكيف تحولوا اليوم إلى حلفاء؟

اندماج بعد خلاف وفراق

عقب الإعلان عن التشكيل الجديد، طرح كثيرون أسئلة عن سرعة الإعلان عنه، وتقاسم الأدوار بين مكوناته، وتوزيع المناصب، معتبرين أن أي اندماج بحاجة للكثير من ترتيب الأوراق، وأن ذلك قد يجعل من الاندماج الجديد "غير متماسك وأشبه بغرفة تنسيق".

كذلك طُرحت أسئلة عن تحالف قطبين عرف عنهما الخصام، وهما قائد "حركة ثائرون" فهيم عيسى، وقائد "فرقة الحمزة" سيف أبو بكر، إذ سبق أن اتسعت رقعة الخلاف بينهما عندما توجّهت قوات عسكرية من غرفة "عزم" بعد تشكيلها، والتي يعد فهيم عيسى عنصراً رئيسياً في تأسيسها وقيادتها، إلى مقار سيف أبو بكر في منطقة "حوار كلس" لضرب فصيل "الحمزة" بعد خروجهم من غرفة عزم مع "سليمان شاه".

وحول كل ما سبق، قال قيادي في "هيئة ثائرون للتحرير" لموقع تلفزيون سوريا، إن طرفي التشكيل لم يتشاورا بعد بالكثير من الأمور المفصلية، "اتفقنا فقط على قيادة التشكيل الجديد التي تولاها فهيم عيسى، وسيكون سيف أبو بكر نائب قائد الجبهة السورية للتحرير (سابقاً) نائباً له في قيادة الهيئة، في حين سيتولى قائد الجبهة السورية للتحرير المهندس معتصم أبو العباس رئاسة أركان التشكيل الجديد".

بالمقابل، لم يعطِ القيادي إجاباتٍ واضحةً حول توزيع باقي الأدوار والمكاتب التي لا تقل أهمية عن مجلس القيادة، كالمكاتب السياسية والإعلامية والإدارية، وحول تأطير علاقة "حركة ثائرون" مع غرفة "عزم"، بعد اندماج الحركة مع "الجبهة السورية"، إذ أن الحركة هي إحدى مكونات "عزم"، في حين أن "الجبهة" خارجها.

وختم بالقول إن الاندماج لا علاقة له بمجرى تحقيق "اللجنة الثلاثية" مع فرقة "السلطان سليمان شاه"، مؤكداً أنهم "ملتزمون التزاماً كاملاً في مخرجات لجنة التحقيق".

"حركة ثائرون" و"الجبهة السورية للتحرير"

وتضم " حركة ثائرون" خمسة فصائل أعلنت اندماجها، مطلع شهر تشرين الأول من العام المنصرم، وهي: "فرقة السلطان مراد، فيلق الشام - قطاع الشمال، ثوّار الشام، فرقة المنتصر بالله، الفرقة الأولى بمكوناتها (لواء الشمال والفرقة التاسعة واللواء 112)".

وتتبع كتلة "حركة ثائرون" إلى القيادة العامة في "غرفة القيادة الموحدة - عزم"، التي قالت عن تشكيل الحركة بأنّها "تأتي ضمن الخطط الرامية إلى توحيد مكوّنات (غرفة عزم) بشكل كامل".

أمّا تشكيل "الجبهة السورية للتحرير" فقد أُعلن عنه مطلع شهر أيلول من العام المنصرم، وذلك باندماج خمسة فصائل، أربعة منها خرجت من "عزم" وهي: "فرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، والفرقة 20، وصقور الشمال"، إضافةً إلى "فرقة المعتصم"، كما أعلنت الجبهة، مؤخّراً، انضمام فصيل "فرقة القوات الخاصة" إلى صفوفها.

يشار إلى أنّ الفصائل المندمجة تسعى - وفق بياناتها - إلى "خلق جسم يجمع فصائل الجيش الوطني للتنسيق فيما بينها - على مستوى عالٍ - بما يخص الملفات العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية في الشمال السوري".