icon
التغطية الحية

هل قرر النظام السوري استخدام الحل الأمني لإخماد مظاهرات السويداء؟

2024.02.29 | 07:42 دمشق

آخر تحديث: 29.02.2024 | 11:33 دمشق

هل قرر النظام السوري استخدام الحل الأمني لإخماد مظاهرات السويداء؟
هل قرر النظام السوري استخدام الحل الأمني لإخماد مظاهرات السويداء؟
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

دخلت الاحتجاجات في محافظة السويداء مرحلة جديدة، يوم أمس الأربعاء، بعد مقتل المتظاهر جواد الباروكي في أثناء تفريق قوات الأمن التابعة للنظام السوري مظاهرة في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء.

وتعتبر هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ أن اندلعت الاحتجاجات الشعبية في السويداء صيف عام 2023، حيث تعاطى النظام السوري بحساسية بالغة مع المتظاهرين في المحافظة الذين ينتمون في غالبهم لطائفة المسلمين الموحدين (الدروز).

تصعيد بعد عودة النشاط الروسي إلى جنوبي سوريا

اللافت أن تصعيد النظام السوري ضد المتظاهرين في السويداء تزامن مع عودة النشاط الروسي الفعال إلى ملف الجنوب السوري، بعد أن قلصت موسكو نشاطها في أعقاب اندلاع الحرب مع أوكرانيا.

وعلم موقع "تلفزيون سوريا" من مصادر خاصة أن روسيا تركز منذ اندلاع الحرب على غزة على استعادة دور الوساطة في الجنوب السوري، حيث بدأت بنشر نقاط مراقبة بريف القنيطرة قرب هضبة الجولان المحتل، ثم شرعت بتنفيذ دوريات جوية، والآن تقوم بالإعداد لتسيير دوريات برية بالتنسيق مع إسرائيل.

وبحسب المصدر، فإن موسكو أخطرت إسرائيل بأنها ستكثف جهودها لإبعاد الميليشيات المدعومة من إيران عن الحدود مع إسرائيل، ولن تعارض التوغل البري المحدود للقوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية عندما يوجد دواعٍ أمنية.

المصدر أفاد بأن هدف روسيا من وساطتها تجديد التنسيق مع إسرائيل، وتحييد سوريا عن أي تصعيد على خلفية الحرب الجارية في غزة، وقد تعمل لاحقاً على جمع ضباط من النظام السوري مع ضباط إسرائيليين لمناقشة هواجس تل أبيب.

ويعتقد النظام السوري وروسيا معاً أن إسرائيل تمتلك التأثير على الحراك في السويداء لو أرادت ذلك، بحكم امتلاكها علاقات مؤثرة مع رجال دين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لهم وزن في الشارع السوري، مثل الشيخ موفق طريف.

التعويل على الدور الأردني

يعول النظام السوري منذ انطلاق الاحتجاجات في السويداء على دور أردني لضبط الشارع المنتفض في السويداء، بحكم علاقات مسؤولين أردنيين مع وجهاء وشخصيات دينية في السويداء.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "تلفزيون سوريا"، فإن النظام السوري أوفد عدة مرات رئيس الاستخبارات العامة اللواء حسام لوقا إلى الأردن لمطالبته بالتدخل والتوسط لضبط الاحتجاجات في السويداء، مقابل التجاوب بشكل أكبر مع مطالب الأردن المتعلقة بمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة.

وأبدى لوقا خلال اجتماعاته مع الأردنيين استعداد النظام السوري لمناقشة فكرة افتتاح معبر لمحافظة السويداء مع الأردن، من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية، وتسهيل التبادل التجاري لتنشيط الوضع الاقتصادي في المحافظة.

ويبدو أن النظام السوري يختبر مدى تقبل الدول المجاورة للجنوب السوري لموجة جديدة من التصعيد، وتغاضيها عن استخدام الحل الأمني في السويداء، بعد أن عاد لفتح قنوات الاتصال مع هذه الدول، مستفيداً من أحداث غزة وما تبعها من وساطة إماراتية وروسية بينه وبين إسرائيل، بالإضافة إلى الرغبة باستغلال حاجة الأردن لضبط عمليات التهريب عبر الحدود.