icon
التغطية الحية

هل بدأت تتشكل سيناريوهات ما قبل الهجوم الروسي على إدلب؟

2020.07.15 | 16:28 دمشق

thumbs_b2_1199f5beade966d747edc90a2d33376a.jpg
تلفزيون سوريا - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

على مدار السنوات الماضية وتحديداً منذ تدخلها في أيلول 2015 عسكرياً في سوريا، تتذرع روسيا حليفة نظام الأسد بعدة أحداث ميدانية، توظفها للبدء بعمل عسكري ضد مناطق سيطرة فصائل المعارضة على امتداد الجغرافيا السورية، التي تقلصت خلال السنوات الماضية بفعل آلة موسكو العسكرية.

وبات السيناريو العسكري الذي تتخذه روسيا والنظام معروفاً للمتابع للشأن الميداني في سوريا، وإذا ما نظرنا إلى إدلب التي تخضع لاتفاق تهدئة بين موسكو وأنقرة منذ الخامس من آذار الماضي، فإن حجج موسكو بدأت تطفو على السطح، يرافقها تصعيد عسكري للنظام، يتمثل بحملة قصف مكثفة على إدلب، وخاصة على ريفه الجنوبي.

من يصب الزيت على النار

لعل من أبرز ملامح السيناريو الحالي، هو تعرض الجنود الروس لهجمات من قبل "مجهولين"، عن طريق البر والجو، حمّلت موسكو مسؤوليتها لكل من يعيش في مناطق المعارضة، وتجسدت في قصف متصاعد للنظام، يلازمه تحشيد سياسي روسي يحمل في طياته ضغطاً على تركيا في كونها لم تف بالتزامتها بإخراج من تعتبرهم موسكو "إرهابيين" من إدلب.

وشكلت إصابة عدد من الجنود الروس بجروح، من جراء انفجار سيارة ملغمة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية  (M4)، مقدمة لتصعيد عسكري تنفذه قوات النظام على مناطق متعددة من إدلب.

وقال مراسل تلفزيون سوريا، اليوم الأربعاء، إن القصف يتركز على المنطقة الجنوبية من إدلب، وبحسب "الدفاع المدني" في إدلب، فإن رجلاً مدنياً وطفله قُتلا، وأصيب ثلاثة أطفال وامرأة، من جراء قصف قوات النظام والطائرات الحربية الروسية مدينة أريحا وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وانفجرت، أمس الثلاثاء، سيارة ملغمة بالقرب من أوتوستراد أريحا أثناء تسيير دورية مشتركة تركية- روسية، وتزامن الانفجار مع لحظة وصول العربة الروسية إلى مقابل السيارة المركونة جانب الطريق.

وتبنى العملية فصيل مجهول يظهر لأول مرة في إدلب ويطلق على نفسه "كتائب خطاب الشيشاني"، ونشر الفصيل على صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمكان التفجير، مرفقاً إياها بشعاره.

هل ينتهي هدوء إدلب؟

سأل موقع تلفزيون سوريا الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب ناجي مصطفى، عما إذا كانت هناك أياد خفية تحاول صب الزيت على النار لتأجيج الوضع في محافظة إدلب وإخراجها من مرحلة الهدوء، خاصة وأن فصيل "كتائب خطاب الشيشاني" غير معروف، ولفت مصطفى إلى أنهم يعملون على دراسة التطورات الأخيرة في إدلب بعناية، معتبراً أن المستفيد من هذا التفجير هي روسيا وإيران، لأنهما تسعيان إلى إفشال الاتفاق الساري في إدلب، وفق قوله.

واتهم مصطفى خلايا تابعة لروسيا موجودة في إدلب تعمل على تنفيذ أجندات موسكو في مناطق المعارضة، وأكد أنهم على استعداد تام لأي هجوم قد يشنه النظام.

وقال إنهم نفذوا كثيرا من معسكرات التدريب المهمة استعداداً لأي هجوم، إلى جانب التحصينات الهندسية والدفاعية.

وأكدت روسيا إصابة ثلاثة جنود بجروح طفيفة، وصعّدت من قصفها على بلدات وقرى جبل الزاوية في ريف إدلب، عبر استهدافها بالطيران الحربي والمدفعي لأول مرة منذ الاتفاق مع تركيا في آذار الماضي، في حين صرحت وزارة الدفاع التركية أن "الإرهابيين" استهدفوا الدورية المشتركة بسيارة ملغمة، بهدف عرقلة الجهود المبذولة لضمان السلام في إدلب.

المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، استبعد في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن تكون الأحداث الأخيرة في إدلب مؤشرات على انتهاء الهدوء في المنطقة.

واعتبر رضوان أوغلو أن تركيا لن تسمح بإنهاء اتفاق إدلب، مشيراً  إلى أنها تمتلك قوات عسكرية كبيرة في شمال غربي سوريا، وأن هذه القوات ستلعب دوراً في الحفاظ على تطبيق اتفاق آذار، الذي أوقف تدفق ملايين اللاجئين السوريين من إدلب إلى تركيا.

ولفت إلى أن أميركا والاتحاد الأوروبي يدعمان الموقف التركي في إدلب، ما يعزز وجهة النظر التي تقول إن موسكو لن تستطيع إعادة الأعمال العسكرية في إدلب.

حجج روسية

يأتي تعرض الجنود الروس لجروح في إدلب، بعد يوم من إعلان موسكو إحباطها هجوماً بالطائرات المسيّرة على قاعدة "حميميم" في ريف اللاذقية، بحسب ما أعلنه رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، ألكسندر شيربيتسكي.

وقال شيربيتسكي، إن "وسائل الدفاع الجوي الروسية رصدت طائرات مسيّرة كانت تقترب من منطقة القاعدة الجوية الروسية من الاتجاه الشمالي الشرقي، وتم بنيران وسائل الدفاع الجوي الروسية تدمير طائرتين مسيّرتين للمسلحين مزوّدتين بذخائر قتالية على بعد خمسة كيلومترات من القاعدة الجوية".

ومن المعروف أنه مع كل هجوم بري على مناطق المعارضة، تطلق روسيا عبر وسائل إعلامها خبرًا يتحدث عن تعرض قاعدة حميميم التي تسيطر عليها بريف اللاذقية، لهجوم جوي عبر طائرات مسيّرة مجهولة المصدر.

ومنذ توقيع اتفاق إدلب خرجت عدة تطمينات تركية- روسية تؤكد على المضي حتى النهاية في تطبيقه، تجلى أبرزها نهاية شهر نيسان الماضي، عندما هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للنظام، بالقول "إذا واصل النظام انتهاكه للهدنة والشروط الأخرى للاتفاق، فإنه سيدفع ثمن ذلك خسائر فادحة جداً".

ويعكس كلام الرئيس التركي، استعداد الجيش التركي لمواصلة العمليات العسكرية ضد قوات النظام في إدلب، التي أطلقت عليها تركيا "درع الربيع".

وتزامن تصريح أردوغان حينها مع بيان للمتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أكدت فيه أن العسكريين الروس والأتراك يتخذون إجراءات ضمان تطبيق الاتفاق لإعلان ممر آمن على طول الطريق، وتسيير دوريات مشتركة هناك.

كلمات مفتاحية