icon
التغطية الحية

هلال الهلال في خان شيخون.. لماذا يركز النظام في حملته الانتخابية على إدلب؟

2021.05.25 | 11:40 دمشق

hlal_hlal_amam_hshd_dam_lbshar_alasd_fy_alantkhabat_fy_khan_shykhwn-_nasr_almlyshyat_akthr_mn_almdnyyn.jpg
هلال هلال أمام حشد داعم لبشار الأسد في الانتخابات في خان شيخون
إدلب - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

في وقت مبكر من شهر أيار/مايو، بدأت فعاليات دعم الحملة الانتخابية لبشار الأسد في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الموالية لها في ريف إدلب، وفي مدينة خان شيخون التي نقل إليها النظام مقر مجلس المحافظة أقيمت معظم الفعاليات (خيمة وطن) التي حضر واحدة منها الأمين العام المساعد في "حزب البعث" هلال الهلال، وشهدت بلدتا الحمدانية والحسينية في ريف إدلب فعاليات محدودة رعاها اتحاد الفلاحين التابع للنظام،  ونقلت "كتائب البعث" و "قوات النمر" عدداً كبيراً من أهالي القرى والبلدات المأهولة نسبياً شرقي سكة الحديد في منطقتي أبو الظهور وسنجار شرق وجنوب شرق إدلب للمشاركة بالفعاليات في الخان وفي مدينة حماة التي أقيمت فيها خيمة ثانية أمام مقر فرع إدلب لحزب البعث في حماة.

رئيس اتحاد الفلاحين في ريف ادلب - ريف خان شيخون جولة استطلاعية.jpg
رئيس اتحاد الفلاحين في ريف إدلب

الفلاح الأول

افتتح أحمد صالح إبراهيم رئيس "اتحاد الفلاحين العام" التابع للنظام بداية أيار/مايو فعاليات دعم حملة الأسد الانتخابية في ريف إدلب، وكانت البداية من قرية الحمدانية التابعة لناحية التمانعة شرقي خان شيخون، حيث أقيم فيها "خيمة" وتضمنت الفعالية المؤتمر السنوي (مؤتمر رمزي) للرابطة الفلاحية في منطقتي جسر الشغور وأريحا، مع العلم أن المنطقتين تقعان تحت سيطرة المعارضة السورية.

قال أحمد صالح رئيس الاتحاد في كلمته خلال الاحتفالية "إننا مقبلون على استحقاق رئاسي وعلينا كفلاحين أن نبرهن لقائدنا الرمز السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد عن حبنا وولائنا من خلال زراعة كل شبر قابل للزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، فنحن بحاجة لكل منتج زراعي كما هو احتياجنا لرغيف الخبز". وتجول رئيس الاتحاد في الأراضي الزراعية التي استولت عليها قوات النظام والمليشيات في قرى أبو دالة وسكيك والخوين الكبير وأراضي أم حارتين.

مصادر محلية متطابقة في ريف منطقة معرة النعمان الجنوبي الشرقي قالت لموقع "تلفزيون سوريا" إن "القرى المحيطة بقرية الحمدانية التي احتضنت الفعالية والتي تقع إلى الشرق من الطريق الدولي إم5 جنوب شرقي المعرة وتتبع لناحية التمانعة تسكنها عائلات قليلة من سكانها، في حين ما يزال القسم الأكبر منهم يعيشون في مخيمات النزوح شمالي إدلب، وقد نقلت قوات النظام وفرع البعث عدداً كبيراً من الأهالي في قرى منطقة سنجار وحوا شرقي سكة الحديد للمشاركة في الفعالية في قرية الحمدانية بهدف الترويج لعودة الحياة إلى المنطقة وأن الأراضي الزراعية في يد أصحابها".

وأضافت المصادر أن "خالد الضاهر رئيس اتحاد فلاحي إدلب الأكثر شعبية في الأوساط الموالية للنظام في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في ريف إدلب، ويتفوق بسلطته على المحافظ محمد نتوف، وأسامة قدور فضل أمين فرع البعث في إدلب بسبب علاقته المتينة بقوات النظام والميليشيات في المنطقة، والضاهر هو الذي نسق لمعظم فعاليات دعم انتخاب بشار الأسد في خان شيخون وباقي القرى، وتولى جمع الأموال من شيوخ العشائر والوجهاء في المنطقة لدفع تكاليف الحملة التي تضمنت فعاليات احتفالية وتعليق صور لبشار الأسد ".

وأوضحت المصادر أن "الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها للمهجرين من عشرات القرى في مناطق معرة النعمان وخان شيخون يستثمرها الضاهر بالشراكة مع قوات النمر التي تسيطر على كامل مناطق شرقي الطريق إم5 وصولا إلى سكة الحديد شرقاً، ويستفيد الضاهر من مخصصات الأسمدة والبذار والآليات وغيرها من نواحي الدعم الحكومي المقدم للقطاع الزراعي في عمليات استثمار أراضي المهجرين".

بداية أيار/مايو نظم الضاهر في قرية الحسينية (تل كلبة) في ريف أبو الظهور شرقي إدلب مؤتمراً لرابطة فلاحي إدلب، حضره المحافظ نتوف وأمين فرع "البعث" أسامة فضل، وعدد من قادة أفواج "قوات النمر" (الفرقة 25 مهام خاصة). وفي الخيمة التي أنشأها فرع إدلب لحزب البعث في حماة شهدت برعاية رئيس اتحاد فلاحي إدلب خالد الضاهر احتفالية بعنوان "بشار الأسد قائد تاريخي"، حضرها عدد من شيوخ العشائر الموالية للنظام في ريف إدلب، وقال الضاهر  " الفلاحون يؤكدون تأييدهم للقائد بشار الأسد في الاستحقاق الانتخابي الذي يعتبر نصرا جديدا لسوريا على من أراد لهذا البلد الدمار، واتحاد فلاحي إدلب سيكون على العهد لصون وحدة سوريا وكرامتها".

هلال الهلال في خان شيخون 33.jpg
هلال الهلال في خان شيخون

هلال الهلال في الخان

في 19 أيار/مايو قام هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب "البعث" بزيارة مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، ورافقه في الزيارة عمار سباعي وياسر الشوفي عضوا القيادة المركزية للحزب وأمينا فرعي حماة وإدلب للحزب، واجتمع هلال في مقر المحافظة في الخان بالمسؤولين عن دعم الحملة الانتخابية للأسد، وطلب هلال "الإسراع بنقل المقار الحكومية إلى مدينة خان شيخون لأن لذلك دلالات على عودة الحياة إلى مدينة خان شيخون وباقي المناطق".

ونزل هلال إلى شوارع خان شيخون وألقى كلمة وسط حشد من الموالين وعناصر الميليشيات المتمركزة في المدينة، قال "أنقل لكم تحيات ومحبة الرفيق الأسد لكافة أهالي محافظة إدلب، القائد حريص على تطهير أرض هذه المحافظة الخضراء ليعود أهلها الطيبون إلى منازلهم وأراضيهم". وأضاف إن "أهالي إدلب تواقون للعودة إلى المناطق المحررة من محافظتهم، وملتفون حول جيشهم العقائدي وقائدهم الرمز، أهالي إدلب أكثر إصراراً على تطهير مدينتهم وإعادة إعمارها" ووعد هلال بأن "تكون الاحتفالات القادمة في كل ساحات مدينة إدلب".

المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور قال لموقع "تلفزيون سوريا" إن "الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منذ أن تسلم الأسد الأب السلطة كانت وما زالت مسرحية هزلية تمثل بإدارة وإشراف أجهزة الأمن والحزب الأوحد ومعروفة النتائج قبل أن تبدأ". وأضاف بكور "للمناطق التي تحتلها قوات النظام في طوق إدلب رمزية خاصة بالنسبة لنظام الأسد الذي يحاول استغلال أي مناسبة للترويج لمزاعمه المستمرة بأن الحياة تعود تدريجياً إلى المنطقة، لذا يتم تسليط الضوء على الحملة الانتخابية فيها بشكل واضح، ويجري منذ الأول من أيار التجهيز للفعاليات وحشد الموجودين من السكان على قلتهم في المناطق النائية للمشاركة في الفعاليات ومن يتخلف سيعرض نفسه للمساءلة وربما الانتقام لأن المنطقة تحوي على الانتشار العسكري الأكبر في سوريا وتتمركز فيها معظم مجاميع الميليشيات المجرمة التي تهدد حياة السكان المحليين في حال لم يستجيبوا لمطالبها".

وحول تركيز النظام في حملته الدعائية للانتخابات قال بكور إن " النظام يعتبر خان شيخون مركز محافظة إدلب وهي ذات رمزية خاصة بالنسبة له وكانت يوما ما بؤرة مقاومة كبيرة ضد وجوده والتركيز عليها في نشاطاته وزيارة هلال الذي يمثل بشار الأسد للمدينة فيها رسالة للثوار السوريين بأن النظام قادم إلى إدلب وسيسيطر عليها كما سيطر على خان شيخون".

عضو نقابة المحامين الأحرار في إدلب محمد سلامة، قال لموقع تلفزيون سوريا " لاحظنا بأن النظام قد ركز بشكل كبير على الحملة في المناطق التي يسيطر عليها في ريف إدلب، في خان شيخون وحوا وسنجار وغيرها، ويبدو أن النظام يريد إرسال رسائل والقول بأن إدلب ليست خارج السيطرة وأن أهالي إدلب يشاركون في الانتخابات، وهذه المزاعم غير صحيحة، المشاركون هم شبيحة البعث وعناصر الميليشيات التي تزيد أعدادها على أعداد ما تبقى من السكان في الريف الذي يسيطر عليه في مناطق معرة النعمان وسراقب وأبو الظهور وسنجار". وأضاف سلامة أن "التجمع الأكبر لأهالي إدلب موجود في المناطق المحررة، وموقفهم واضح من انتخابات الأسد المثيرة للسخرية".

اتحاد فلاحي ادلب - حملة دعم الاسد.jpg

 

عباءة الشيخة

نصب عضو مجلس الشعب التابع لنظام الأسد، أحمد جميل عقرين، شيخاً على عشيرة النعيم في إدلب وذلك خلال الاحتفالية التي أقامها عقرين لدعم بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية في مدينة حماة، وتم تلبيس عباءة المشيخة لعقرين من قبل شيخ قبيلة النعيم رضوان طحان وبحضور المحافظ نتوف وقيادات "البعث" في إدلب، وعدد من قادة الميليشيات والفروع الأمنية.

يعتبر الشيخ عقرين من أكثر الشخصيات العشائرية في إدلب دعماً لنظام الأسد، وتقول مصادر إن عقرين دفع معظم تكاليف حملة دعم الأسد في الانتخابات، كما يغطي تكاليف نقل مسؤولي المحافظة والبعث بين المحافظات التي يوجد فيها نازحون من إدلب، في حلب واللاذقية والسويداء ودمشق وغيرها، والتي شهدت أيضاَ فعاليات احتفالية دعماً للأسد خلال الأيام القليلة الماضية، وحضرها الشيخ عقرين إلى جانب المحافظ نتوف". وسبق أن استعان الشيخ عقرين عندما كان مرشحاً عن محافظة إدلب لعضوية مجلس الشعب، استعان بعلي الديك ليغني بالحفل الذي كان جزءا من حملته الانتخابية منتصف العام 2020.