شنّ تنظيم "الدولة"، اليوم الخميس، هجوماً واسعاً على مواقع لـ قوات "نظام الأسد" وميليشيات أجنبية مساندة لها قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.
وقال ناشطون، إن عدداً مِن عناصر قوات "نظام الأسد" وميليشيا "لواء فاطميون" (ميليشيا أفغانية يدعمها "الحرس الثوري الإيراني") سقطوا بين قتيل وجريح، بهجوم لـ تنظيم "الدولة" على مواقعهم قرب بلدة الحمدان غربي البوكمال.
وأضاف الناشطون، أن الاشتباكات ما تزال مستمرة بين الطرفين، دون معلومات حول خسائر تنظيم "الدولة" الذي كثّف مؤخراً، هجماته على مواقع قوات النظام وميليشياتها مِن جهة، وعلى مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مِن جهة أخرى.
وحسب تصريحات سابقة لـ قيادي في "لواء فاطميون"، فإن 2000 عنصر أفغاني (مِن الطائفة الشيعية) قتلوا في سوريا، وجرح نحو ثمانية آلاف آخرين، خلال خمس سنوات مِن مشاركتهم في المعارك إلى جانب قوات "نظام الأسد" والميليشيات الإيرانية.
ويأتي هجوم تنظيم "الدولة" بعد يوم مِن مقتل عنصر من ميليشيا "الحشد الشعبي" (العراقي) باشتباكات مع ميليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لـ قوات "نظام الأسد" في مدينة البوكمال التي فرض فيها "النظام" حظراً لـ التجول، على خلفية تلك المواجهات.
ويشن تنظيم "الدولة" بين الحين والآخر، هجمات واسعة ضد قوات "نظام الأسد" والميليشيات المساندة لها في عموم البادية السورية شرق دير الزور، وتتركز أغلب الهجمات في محيط مدينتي البوكمال والميادين، إضافةً لـ هجمات أخرى على مواقع لـ"قسد" في المنطقة.
مِن جهة أخرى، ما تزال طائرات "التحالف الدولي" ترتكب مجازر في مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" بريف دير الزور، حيث استهدفت أمس الأربعاء، مستوصف "البو بدران" الطبي في بلدة السوسة قرب مدينة البوكمال، ما أسفر عن مقتل وجرح عددِ مِن المدنيين.
وتعرّضت بلدة "السوسة" لـ أكثر مِن مرة لـ غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي وأسفرت عن مجازر عدّة آخرها، أواخر ومنتصف شهر تموز الفائت، كما سبق ذلك مجزرة أخرى راح ضحيتها 23 مدنياً، إضافة لـ دمار كبير طال الأبنية السكنية والنقاط الطبية في البلدة.
واعترف "التحالف" في وقت سابق، أن الغارات التي شنتها طائراته ضد مواقع تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق أسفرت عن وقوع 892 مِن الضحايا المدنيين - على الأقل - منذ عام 2014، في حين تشير المصادر المحلية إلى أن الرقم أكبر مِن ذلك بكثير.
يشار إلى أن تنظيم "الدولة" يتمركز في مساحات ضيقة ومحاصرة بمنطقة حوض الفرات، بدءاً مِن أطراف هجين شرق دير الزور، وصولاً إلى الحدود السورية – العراقية قرب البوكمال، إضافة لـ المنطقة الحدودية المحاصرة أيضاً جنوب شرق الحسكة وشرق دير الزور، وذلك عقب خسارته لأبرز معاقله هناك لصالح قوات النظام و"قسد" من الجانب السوري، ولصالح القوات العراقية و"الحشد الشعبي" من الجانب العراقي.