icon
التغطية الحية

هاجس يستدعي التدخل.. ما أسباب ارتفاع وتيرة الانتحار في شمالي سوريا؟

2024.02.10 | 23:23 دمشق

هاجس يستدعي التدخل.. ما أسباب ارتفاع وتيرة الانتحار في شمالي سوريا؟
هاجس يستدعي التدخل.. ما أسباب ارتفاع وتيرة الانتحار في شمالي سوريا؟ - (صورة تعبيرية - إنترنت)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

سجل فريق "منسقو استجابة سوريا" ثلاث حالات انتحار لنساء وأطفال خلال أقل من 48 ساعة في مناطق مختلفة من شمال غربي سوريا، بزيادة قدرها 120% عن عدد الحالات المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وارتفع عدد حالات الانتحار المسجلة في المنطقة منذ بداية العام الحالي إلى 12 حالة (8 حالات انتحار، 4 محاولات فاشلة) من دون أي تحرك فعلي من الجهات المحلية لإيقاف تلك الظاهرة التي أصبحت هاجساً جديداً يضاف إلى المصاعب الكبيرة التي يتعرض لها المجتمع المحلي في المنطقة، حسب الفريق.

وأشار الفريق، إلى أن نحو 75% من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث تكون معدلات الفقر مرتفعة، كما تؤكد الأدلة وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري.

أسباب زيادة وتيرة الانتحار

وبحسب الفريق، فإن معظم الأسباب التي دعت إلى تزايد أرقام حالات الانتحار، هي الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وانتشار المخدرات والتفكك الأسري بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وأضاف: "نتفهم الوضع الإنساني الذي يمر به مئات الآلاف من المدنيين في الشمال السوري، لكن نؤكد أن اللجوء إلى الانتحار ليس الحل النهائي للقضاء على المشكلات التي يتعرض لها الشخص المقبل على الانتحار، ونؤكد أن الأثر السلبي للانتحار أكبر بكثير لما له تبعات اجتماعية ودينية على الشخص المنتحر".

وطالب كل الجهات بمعالجة هذه الظاهرة في كل جوانبها وإنشاء مراكز للتأهيل النفسي وتشكيل فرق خاصة لمكافحة ظاهرة الانتحار وإطلاق حملات إعلامية لتسليط الضوء على مخاطر هذه الظاهرة وكيفية الحد منها.

قاتل صامت

وسجّل فريق "منسقو استجابة سوريا"، خلال عام 2023، نحو 81 محاولة انتحار في شمال غربي سوريا، 44 منها أدت إلى الوفاة.

وبحسب تصريح سابق لمدير الفريق، محمد حلاج، فإن 37 حالة انتحار موثّقة كانت عبر تناول حبوب الغاز، أي ما يقارب نصف عدد الحالات التي جرى إحصاؤها.

وأضاف أن المنتحرين يلجؤون إلى حبوب الغاز على اعتبارها الطريقة الأسهل، مبيناً أن المشكلة الكبرى تكمن في تداولها بشكل طبيعي من دون ضبط للأمر، وخاصة أنها مادة مستخدمة بكثرة للاستعمال الزراعي أو المنزلي.

وقبل أيام قررت وزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ بإدلب، منع بيع "حبة الغاز" إلا بشروط، وبعد التأكد الفعلي والحقيقي من استخدامها لأغراض التعقيم والمكافحة.

حبة الغاز

وحبة الغاز اسم متداول لأقراص فوسفيد الألمنيوم تستخدم كمبيد للحشرات والقوارض، ويستخدمه التجار في حفظ مخزون الحبوب من الحشرات والقوارض، وكذلك الأهالي لحفظ حبوب المؤونة ومنع التسوس وانتشار الحشرات داخلها.

وبمجرد إخراج قرص الغاز من كبسولته وتفاعله مع الهواء أو البيئة الرطبة، يطلق غاز الفوسفين السام (PH3)، ولذلك يرتدي عمال التخزين في أثناء وضع حبوب الغاز أقنعة لتفادي ضرره الكبير والمباشر على العيون والرئتين.

وأوضح الطبيب النفسي موفق عموري في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن العوامل التي تدفع فئتي الأطفال والمراهقين للانتحار هي الحرب وما يتعلق بها من بطالة وظروف معيشية سيئة ونزوح وخوف من القصف، بالإضافة بما يتعلق بالتعليم، وكذلك الاضطرابات النفسية المتعلقة بالمشكلات والخلافات العائلية.

وقال إن ظاهرة الانتحار أصبحت مقلقة للمجتمع ويتوجب الإقرار بها والبحث عن أسبابها وإيجاد الحلول لمواجهتها، ومن أبرز طرق الانتحار وأكثرها انتشاراً تكون من خلال تناول حبة الغاز على اعتبار أنها الأسهل والأسرع والأرخص ومتوافرة بمعظم المنازل لاستخدامها بتخزين المؤن.

وأضاف: على الرغم من خطورة حبة الغاز إلا أن كثيراً من الأطفال والمراهقين لا يعلمون مدى خطورتها، حيث إن كثيراً منهم يتناولونها بهدف لفت الأنظار أو التهديد دون التفكير بالانتحار بجدية، لكنها تكون مميتة حتماً.

ويوصي الطبيب عموري بضرورة سن قوانين للحد من بيع حبة الغاز، كما يتوجب على الأهالي بأن يكونوا سنداً لأبنائهم وإلى جانبهم وعدم الضغط عليهم، وإنما رعايتهم بشكل متوازن، دون أن تؤثر العوامل الحياتية على ذلك.