icon
التغطية الحية

هآرتس: ثلاثة أسباب تمنع النظام من استخدام إس-300 ضد إسرائيل

2020.05.15 | 18:53 دمشق

photo_2020-05-15_18-15-59.jpg
هآرتس - ترجمة وتحرير تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن قوات النظام أطلقت منذ نيسان 2013 ما لا يقل عن 700 صاروخ تقريباً على طائرات تعود لسلاح الجو الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشر اليوم الجمعة، إن النظام استخدم ما يقارب من 100 صاروخ وسطياً في السنة الواحدة ضد الطائرات الإسرائيلية، مشيرة أن كثافة الصواريخ التي يطلقها النظام سمحت لسلاح الجو الإسرائيلي بجمع كم كبير من المعلومات والخبرات في هذا المجال.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من مرور حوالي سنة وثمانية أشهر على تزويد روسيا للنظام بصواريخ إس 300، فإنه لم يتم إطلاق أي صاروخ حتى الآن من المنظومة ضد أي طائرة تعود لسلاح الجو الإسرائيلي.

وردت الصحيفة الأمر لثلاثة أسباب، أولها: أن تلك الصواريخ تقع تحت سيطرة المستشارين والمتنفذين الروس بشكل كامل، فهم المسؤولون عن كبس أي زر فيها.

والثاني هو أن هؤلاء المستشارين لا يسمحون لجيش الأسد بإطلاق الصواريخ، وهذا دليل آخر على وجود لعبة ذات حبلين يلعبها الكرملين منذ عام 2015.

فبحسب الصحيفة تغض روسيا الطرف عن الهجمات التي تشنها إسرائيل، وهي بذلك تشجع بشكل تكتيكي وفعلي الهجمات التي تستهدف إيران. كما ترغب روسيا برحيل القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية وقوات حزب الله عن سوريا، شأنها في ذلك شأن إسرائيل.

أما السبب الثالث لعدم إطلاق صواريخ إس-300 حتى اليوم فهو خشية روسيا من أنها في حال قامت بتفعيل تلك المنظومة ولم تتمكن بعدها من إصابة الأهداف، فإن ذلك سيظهر مدى التفوق الإسرائيلي والغربي من الناحية التقنية وعلى مستوى العمليات العسكرية، وهذا لا بد أن يجرح كبرياء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويطول التقنيات الدفاعية التي يتم تصنيعها في بلاده.

خلاف سليماني ومصطفى بدر الدين

وتعرج الصحيفة على المواجهة الإسرائيلية الإيرانية في سوريا، وتذكر الخلاف الذي حصل بين زعيم ميليشيا فيلق القدس سابقا قاسم سليماني والقيادي في ميليشيا حزب الله مصطفى بدر الدين الذي قتل عام 2016 في سوريا بظروف غامضة.

فنتيجة لارتفاع نسبة الإصابات بين صفوف مقاتليه (أكثر من ألفي قتيل والآلاف من الجرحى منذ اندلاع الحرب السورية) طلب بدر الدين بسحب "هآرتس" تقليص وجود حزب الله في سوريا.

بيد أن سليماني أمره بمواصلة إرسال المقاتلين إلى المعركة، وقد تصاعد التوتر بين الرجلين في مطلع شهر أيار من العام 2016، وذلك عندما استدعى سليماني بدر الدين لحضور اجتماع في مكتب لفيلق القدس بمطار دمشق الدولي، وهناك شربا الشاي وتناولا وجبة خفيفة وحاولا تبديد الخلاف بينهما، إلا أن الأوان كان قد فات على ذلك. ففي مشهد يذكر بعمليات المافيا، غادر سليماني القاعة، ليدخل الحرس الشخصي التابع له وليطلقوا النار على بدر الدين من مسافة قريبة بواسطة مسدساتهم.

رؤية لم تتحقق

عملت الهجمات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي بمساعدة الاستخبارات التي زودتهم بمعلومات دقيقة على منع الجهود التي بذلها سليماني لنشر قواته في سوريا، وكذلك منعته من البدء بتطوير دقة صواريخه في لبنان، أو بناء بنية تحتية أو تأسيس منصة ونقطة انطلاق لحزب الله ليقوم بفتح جبهة ثانية في مرتفعات الجولان، وهكذا اضطر سليماني لخفض عدد قواته في سوريا في مطلع عام 2019.

بيد أن اغتياله في بغداد في مطلع عام 2020 عبر عملية أميركية جريئة وجه ضربة قوية لهيبة طهران وسمعتها، وكذلك فعلت العقوبات الأميركية التي تدهور بسببها الاقتصاد في إيران، كما أن الانخفاض الشديد الذي طال أسعار النفط فضلاً عن أزمة فيروس كورنا كلها مجتمعة أصابت البلاد في مقتل.

 وبحسب الصحيفة ثمة ما يقارب من 20 ألف مقاتل من الميليشيات الإيرانية في سوريا حالياً، إلى جانب بضع مئات من القادة والمستشارين الإيرانيين، وحوالي ألفي مقاتل من حزب الله.

وتختم "هآرتس" بأن إسرائيل ترى الآن الفرصة سانحة لقطع دابر إيران وإخراجها من سوريا. وفي الوقت ذاته تقوم إيران بنقل بعض قواعدها العسكرية من دمشق إلى المنطقة الشرقية بالقرب من الحدود العراقية، وذلك لتنأى بهم عن إسرائيل وغاراتها. كما أن غياب سليماني وعدم قدرة خليفته إسماعيل قاآني على أن يحل محله بشكل تام بات أمراً واضحاً وملموساً.