icon
التغطية الحية

نيويورك تايمز: "دبلوماسية الكوارث" تعيد بشار الأسد إلى الساحة

2023.02.17 | 17:40 دمشق

زلزال
"دبلوماسية الكوارث" تعيد بشار الأسد إلى الساحة (فيس بوك)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أعاد الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا رئيس النظام السوري إلى الواجهة مجدداً بالتوازي مع ارتفاع عدد قتلى السوريين من جراء الزلزال الأكثر تدميرا في المنطقة منذ قرن.

ووفق تقرير لـ "نيويورك تايمز"، فقد وضع الزلزال الأخير بشار الأسد في دائرة الضوء العالمية، ومنحه فرصة للعودة إلى الساحة الدولية من خلال ما وصفته الصحيفة بـ "دبلوماسية الكوارث". ليتلقى رئيس النظام المنبوذ منذ فترة طويلة لقصفه وتعذيب شعبه خلال الحرب السورية، التعاطف والمساعدة والاهتمام من بعض الدول.

وبعد أن تجنّبه قادة عرب لأكثر من 10 سنوات بسبب الحرب، عادوا ليتصلوا به. بينما احتشد كبار مسؤولي الأمم المتحدة في مكتبه والتقطوا الصور معه. كما هبطت طائرات محملة بالمساعدات من أكثر من 12 دولة بينهم حلفاء لسوريا مثل إيران والصين وروسيا، بالإضافة إلى دول أخرى مثل السعودية التي كانت تدعم الثوار المطالبين بإسقاط النظام في السابق، بحسب التقرير.

فرصة المساعدات والإغاثات الضخمة

ونقل التقرير عن محلل شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إميل حكيم قوله: "لا شك أن هذه لحظة جيدة للأسد"، مضيفاً أن "مأساة السوريين نعمة للأسد؛ لأنه لا أحد يريد إدارة هذه الفوضى".

كارثة الزلزال عززت جهوداً بطيئة من قبل حفنة من الدول العربية لإعادة الأسد إلى المسرح الدولي. وأرسلت الإمارات التي تقود الحملة، الإثنين الفائت، وزير خارجيتها إلى العاصمة السورية دمشق للقاء الأسد للمرة الثانية هذا العام. وأول أمس الأربعاء، زادت الإمارات تبرعها بواقع 100 مليون دولار - ربع إجمالي نداء الأمم المتحدة الطارئ لسوريا.

ورداً على هذا التواصل، قدم الأسد "تنازلاً نادراً" يسمح لقوافل مساعدات الأمم المتحدة باستخدام معبرين حدوديين إضافيين من تركيا للمساعدات بالمرور مباشرة إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة لأول مرة.

ويرى التقرير أنه بالنسبة لدولة الإمارات، فإن التحركات تجاه الأسد هي جزء من سياسة خارجية متناقضة في بعض الأحيان في المنطقة تضمنت أيضا تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ومن المؤيدين البارزين الآخرين للأسد الجزائر، التي دفعت لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية. إلا أن المشهد اللافت كثيراً للنظر هذا الأسبوع هو أول طائرة إسعافات من السعودية هبطت في مدينة حلب، وهي الأولى منذ أكثر من عقد من الحرب.

وقال حكيم إن دبلوماسية الزلزال تجعل من "الأسهل والأقل تكلفة وأكثر تبريراً لعدد من الدول التحدث إليه".

مثل هذه التحركات تثير استياء السوريين الذين يريدون أن يواجه الأسد العدالة على الجرائم المزعومة التي ارتكبها.، يصف التقرير

"اندماج" الأسد بدل الإطاحة به

وينقل التقرير عن الخبير في الشؤون السورية بمؤسسة القرن آرون لوند قوله إنه "لم يعد هناك من يحاول بجدية الإطاحة بالأسد". وتابع: "إنهم يبحثون فقط عن شروط اندماجه وبقائه".

ومع ذلك، لا توجد مؤشرات تذكر بأن الولايات المتحدة أو أوروبا تخفف العقوبات التي تستهدف الأسد ودائرته الداخلية، على الرغم من أن واشنطن قد خففت مؤقتاً بعض القيود بهدف السماح بتدفق الأموال المخصصة للإغاثة من الزلزال بسهولة أكبر.

من جهتها، قالت الخبيرة في الشؤون السورية بمجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة "إن وضع سوريا كدولة منبوذة لن يتغير بشكل كبير"، وفق ما نقل تقرير نيويورك تايمز.