icon
التغطية الحية

نتنياهو يتحدث عن نهج "سلام التفافي" مع الفلسطينيين وعن دعم أوكرانيا وردع إيران

2023.02.01 | 14:21 دمشق

نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (AFP)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة  "CNN" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أنّ لديه نهجاً جديداً للسلام مع الفلسطينيين، عبر الالتفاف حولهم لأنهم يرفضون "وجود إسرائيل"، وبالنسبة لأوكرانيا أبدى استعداده للعب الدور الوسيط، وجدد سياسة بلاده لردع إيران عسكرياً.

وقال نتنياهو، إن الناس ربطوا السلام في المنطقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين، ولكن لدي "نهج مختلف".

وأضاف، لقد درت حولهم (الفلسطينيين) وذهبت مباشرة إلى الدول العربية وصنعت مفهوماً جديداً لـ "السلام من أجل السلام"، وذلك خلافاً لمفهوم "الأرض مقابل السلام" الذي كان قائماً في التسعينيات.

الالتفاف على القضية الفلسطينية

تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه أبرم أربع اتفاقيات "سلام تاريخية"، معروفة باسم الاتفاقيات الإبراهيمية، "وهي ضعف عدد اتفاقيات السلام التي قام بها جميع أسلافي في 70 عاماً مجتمعين"، على حد تعبيره.

وأردف نتنياهو قوله، عندما ينتهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل فعال، أعتقد أننا سنعود إلى الفلسطينيين ونحصل على سلام عملي معهم.

عندما سُئل عن الامتياز الذي ستمنحه إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد نتنياهو "استعداده لأن يكون لديهم كل السلطات التي يحتاجونها لحكم أنفسهم"، ولكنه شدد على أن تكون إسرائيل هي من تتحمل المسؤولية الأمنية.

وكان نتنياهو تعهد بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية رداً على هجمات إطلاق النار في القدس، وهو موقف حذر منه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي زار إسرائيل الإثنين الماضي.

 

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد أسبوع دام في الأراضي الفلسطينية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة.

الخميس الماضي، أسفر اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين عن مقتل 10 فلسطينيين، ما جلب رداً بتنفيذ شاب عملية إطلاق نار، في اليوم التالي، بالقرب من كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" بالقدس الشرقية أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وجرح آخرين.

وبعد ساعات من عملية "النبي يعقوب"، فتح طفل فلسطيني (13 عاماً) النار على مستوطنين في بلدة سلوان جنوبي القدس، صباح السبت، أسفرت عن 3 إصابات من بينهم الطفل المنفذ.

ورداً على سؤال، من مقدم المقابلة جيك تابر، عن مخاوف الإدارة الأميركية من ازدياد الاستيطان في الأراضي المحتلة، اكتفى نتنياهو بالقول "حسنا، أنا أختلف تماما".

يشار إلى أن عملية محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين توقفت في عهد نتنياهو عام 2014، بسبب التعنت الإسرائيلي ورفض تجميد الاستيطان.

في أيلول/سبتمبر 2020 تمكن نتنياهو بمساعدة من حليفه، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من إبرام "اتفاقيات تطبيع" مع الإمارات والبحرين، ولاحقاً مع المغرب والسودان، معلناً عهداً جديداً "السلام من أجل السلام".

ردع إيران عسكرياً

جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي موقف بلاده لردع إيران عبر فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية وتجهيز خيار عسكري "موثوق" على الطاولة، رافضاً الطرق الدبلوماسية.

وقال نتنياهو، خلال المقابلة التلفزيونية، "إذا كانت لديك أنظمة مارقة تعتزم الحصول على أسلحة نووية، يمكنك توقيع 100 اتفاق معها، فهذا لا يفيد".

وأضاف، أن الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها وقف أو منع الحصول على أسلحة نووية هي مزيج من العقوبات الاقتصادية المعوقة، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو تهديد عسكري موثوق به.

 

يذكر أن إسرائيل كانت تقود رأس الحربة لوقف البرنامج النووي الإيراني، إقليمياً ودولياً، في إطار صراع الظل مع طهران على التنافس الإقليمي في المنطقة.

وتقول طهران إن برنامجها لأغراض سلمية، ولكن التقارير الإسرائيلية والغربية تشير إلى أنّ مستويات تخصيب اليورانيوم تجاوزت المسموح به في الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015.

الأسبوع الماضي، حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران جمعت ما يكفي من المواد لصنع "عدة أسلحة نووية".

ونفذت إسرائيل خلال السنوات مئات العمليات العسكرية والاستخبارية العلنية والسرية، معظمهما في سوريا، ضد أهداف إيرانية.

كما أعلن نتنياهو أن إسرائيل "تتخذ إجراءات ضد تطوير أسلحة معينة في إيران.
ولكنه رفض التعليق على استهداف مصنع الأسلحة في مدينة أصفهان الإيرانية، نهاية الأسبوع الماضي، في حين قالت تقارير وسائل إعلام أميركية إنّ إسرائيل هي التي تقف وراء الهجوم.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "أنا لا أتحدث أبداً عن عمليات محددة". مضيفاً أنه "في كل مرة يحدث انفجار في الشرق الأوسط، تُلام إسرائيل أو تُنسب إليها المسؤولية.. أحياناً نتحمل المسؤولية وأحياناً لا".

مستعد للوساطة في أوكرانيا

تطرقت المقابلة إلى الحرب الدائرة في شرق القارة الأوروبية، التي تشنها روسيا ضد جارتها أوكرانيا، منذ عام تقريباً.

وقال نتنياهو إنه يدرس إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، من دون أن يعطي تعهدات جازمة رغم طلبات كييف المتكررة والمصحوبة بتشجيع وطلب من واشنطن، لاسيما منظومة القبة الحديدية.

وفي الوقت نفسه، أعلن عن استعداده للعب دور الوسيط في النزاع، بعد دعوات أميركية لانخراط تل أبيب بشكل واضح ضد موسكو في الحرب الأوكرانية التي خلقت استقطاباً عالمياً "غير مسبوقة".

في حين تحاول إسرائيل الحفاظ على علاقاتها مع روسيا، صاحبة النفوذ المطلق في سوريا، والتي منحت إسرائيل حرية التحرك بالأجواء السورية لاستهداف الوجود الإيراني في سوريا.

وعلى الرغم من إدانة إسرائيل للغزو الروسي رسمياً وإرسالها مساعدات إنسانية ومعدات غير قتالية إلى الأوكرانيين، إلا موقفها "المتردد" يجعلها محط انتقاد من قبل حلفائها وخاصة واشنطن.

وأشار نتنياهو إلى أن الولايات المتحدة نقلت مخزونا من ذخيرة المدفعية المخصصة لإسرائيل إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذه الأسلحة مخصصة لمواجهة إيران.

وقال إن "الولايات المتحدة أخذت جزءا كبيرا من الذخائر المخصصة لإسرائيل ومررتها إلى أوكرانيا. وبصراحة إنّ إسرائيل أيضا تتصرف بطرق لن أوضحها هنا ضد مصانع الأسلحة الإيرانية التي تستخدم ضد أوكرانيا".

وعن لعب دور الوسيط، قال نتنياهو إنه طُلب منه التوسط بشكل غير رسمي في النزاع بعد غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير العام الماضي، لكنه لم يتابع ذلك لأنه كان حينها في صفوف المعارضة.

وأضاف، أنا مستعد للعب دور الوسيط في حال طلب مني الطرفان ذلك إضافة إلى الولايات المتحدة.

ولفت نتنياهو إلى انه يملك الخبرة الكافية لهذه المهمة التي تتطلب ظروفاً مناسبة ومعرفة للوقت المناسب.