icon
التغطية الحية

نازحو تل رفعت معاناة وأمل بالعودة

2018.02.02 | 13:54 دمشق

مخيم للنازحين في ريف إدلب قرب مدينة دركوش
 تلفزيون سوريا-وائل عادل- ريف حلب الشمالي
+A
حجم الخط
-A

على دراجة نارية صغيرة يتنقل محمد من مخيم يازي باغ العشوائي إلى مخيم المقاومة بالقرب من مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، يعمل محمد في إدارة مخيم يازي باغ الذي يؤوي نازحين من بلدات عدة.

تتوزع مخيمات النزوح الرئيسية في الشمال السوري في محيط مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، على مساحات شاسعة ويقطنها  قرابة 100 ألف نازح.

ترك محمد منزله في مدينة تل رفعت في موجة نزوح جماعي منتصف شباط/ فبراير2016، إثر اقتحامها من قبل قوات سورية الديمقراطية(قسد) وسيطرتهم عليها.

يقول محمد لـ"تلفزيون سوريا": كان لي بيت في تل رفعت قبل سيطرة قسد على المدينة، واليوم أعيش مع أطفالي الصغار في خيمة لاتحمي من البرد أو الحر، ويتابع" البارحة اقترح شباب يقطنون في الخيم المحيطة بناء ساتر ترابي صغير ترتفع منه شباك معدنية لئلّا تجتمع مياه الأمطار في الخيمة، و لمنع الحيوانات البرية من مهاجمة من أطفالي".

 

مخيمات عشوائية

تتوزع المخيمات العشوائية بكثرة قرب معبر باب السلامة، و في القرى الحدودية القريبة منه و على جبل برصايا و منطقة يازي باغ، منتشرة بين الأراضي الزراعية.

4آلاف عائلة نازحة من تل رفعت تقطن مخيم يازي باغ الذي يفقتر إلى أبسط مقومات الحياة، ومع ذلك يعتبر واحداً من أفضل خمسة مخيمات في المنطقة.

توزع إدارة المخيم المياه و الخبز للقاطنين فيه، ويحصل النازحون كل ثلاثة أشهر على حصة غذائية، ويعانون من وعورة الطريق صيفاً و وحولته شتاءً، ما يصعب دخول صهاريج المياه إلى المخيم.

4آلاف عائلة نازحة من تل رفعت تقطن مخيم يازي باغ الذي يفقتر إلى أبسط مقومات الحياة

يبلغ عدد نازحي تل رفعت 70 ألف نسمة  يتوزعون في مخيمات باب السلامة الجديد ومخيم الإيمان والريان و مخيم سجو والعرموطة و المقاومة ومخيم شمارخ.

يقدم وقف الديانة التركي الخبز والطحين مجاناً للنازحين في هذه المخيمات، ويؤمن المحروقات للأفران، ويوزع المتطوعون الخبز على المخيمات إضافة للطعام الجاهز.

 

ازدحام في النقاط الطبية

تزدحم النقاط الطبية بالنازحين حيث تكثر الأمراض في مخيمات غير مهيئة للعيش وفي ظروف جوية متقلبة، توجد في كل مخيم نقاط طبية لبعض المنظمات الطبية، إلا أن نازحي مخيم الإيمان يتعالجون في مشفى شمارين البعيد عن خيمهم، "بعض النقاط الطبية لاتستوعب معظم المرضى والوصول إليها صعب والطريق طويلة" يقول أحد المرضى من داخل خيمته.

في الخامس من الشهر الماضي توفيت الطفلة "حليمة" دون أن تبلغ عامها الثاني، نتيجة البرد القارس وسوء التغذية، هجّرالنظام السوري" حليمة " وأهلها من حي البياضة في مدينة حمص وسط سوريا لتلاقي حتفها مع نازحين آخرين هجرتهم (قسد) من منازلهم.

تعرض المخيم الذي يقطن فيه نحو 4050 نسمة موزعين لقصف أكثر من مرة من مدفعية قوات سورية الديمقراطية.

كما تعرض هذا المخيم الذي يقطن فيه نحو 4050 نسمة موزعين على 700 خيمة لقصف أكثر من مرة من مدفعية قوات سورية الديمقراطية.

يدير مجمع تل رفعت التربوي17 مدرسة في المخيمات، كما افتتح معهداً لإعداد المعلمين في منطقة "تلال الشام" شرق مدينة  اعزاز.

 

اعتقالات وأمل بالعودة

 نزح أهالي تل رفعت بشكل جماعي بعد سيطرة (قسد) عليها خوفاً من أي انتهاكات بحقهم، و لدى محاولات العودة اعتقلت قسد مدنيين  بتهمة انضمامهم أو أحد أقربائهم إلى الجيش الحر حسب ما روى نازحون لمراسلنا، و حتى الآن لم تشمل عمليات المبادلات معتقلي تل رفعت.
عبد الحميد الصن يبلغ 16 عاماً أرسله والده للاطمئنان على منزلهم في تل رفعت، فألقى عناصر( قسد) القبض عليه و جندوه في صفوفهم بعد دورات دامت لشهرين، إلا أنه استطاع الإنشقاق عنهم، يقول أحد الناشطين الإعلاميين.

في مخيم سجو العشوائي تقطن ام منذ ثلاث سنين بعد أن دمر قضف الطائرات الروسية منزلها في تل رفعت كما تقول، وتروي ام حسن قصتها بلهجتها الريفية "نحنا تهجرنا من مدينتنا وأنا بيتي وبيت ولادي الاتنين تتضرروا بالقصف الروسي ، ونحنا إجينا ع اعزاز ومنها ع سجو وأنا رفضت اطلع ع تركيا ع أمل الرجعة لتلرفعت بأقرب فرصة وصار إنو انوعدنا كتير بالرجعة وان شاء الله بمعركة غصن الزيتون نرجع ".

تبدي أم حسن تعاطفها مع أهالي عفرين، فهي تعرف مأساة النزوح و ويلات الحرب، وتضيف أنها  في حال عودتها ستنصب خيمتها قرب منزلها المدمر في مدينة تل رفعت.