icon
التغطية الحية

"موضوعات كردية سورية" لعبد الباسط سيدا: الحل الكردي بمشروع وطني

2020.11.30 | 19:37 دمشق

lblaaa.jpg
إسطنبول ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب "موضوعات كردية سورية" لعبد الباسط سيدا، يجمع بين دفتيه أوراقاً بحثية قدّمها في مؤتمرات وفعاليات تناولت الموضوع السوري عموماً، والمسألة الكردية السورية خصوصاً، بين عامي 2003 و2019.

يشدد الكتاب (عشرة فصول في 272 صفحة بالقطع الوسط، موثقاً ومفهرساً) على ضرورة معالجة الموضوع الكردي السوري ضمن مشروع وطني سوري يشترك في صوغه جميع السوريين، على قاعدة احترام الخصوصيات والحقوق، والتشارك العادل في الإدارة والموارد، والقطع مع المشاريع العابرة للحدود الوطنية، خصوصاً المتطرفة منها، ونبذ أي تعصب ديني أو مذهبي أو قومي أو أيديولوجي.

اقرأ أيضاً: مؤلف "أكراد سورية": ثمّة مغالطات تتعارض مع المشروع الوطني الجامع

الحوار العربي - الكردي

يتوقف سيدا في الفصل الأول الذي عنونه بـ "الحوار العربي - الكردي: الحالة السورية أنموذجاً"، عند مسألة مهمة، فيقول "أرى ضرورة تناولها بنفَس بحثي هادئ، وأعني بها مسألة العلاقة بين المثقفين العرب والكرد السوريين على وجه التحديد؛ فهذه العلاقة إذا بُنيت على أسس سليمة من شأنها أن تؤثر بصورة إيجابية في الموقفين: السياسي الحزبي، والشعبي العام لدى العرب والكرد على السواء".

واقع المسألة الكردية في سورية وآفاقها

ثم يسرد سيدا في الفصل الثاني، "واقع المسألة الكردية في سورية وآفاقها"، وقائع الاضطهاد التي يتعرض لها الأكراد السوريون على يد نظام الأسد ومنها الحد من نسبة الوجود العددي الكردي بسبل شتّى، والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي في المناطق الكردية، والتضييق الاقتصادي المستمر، وغيرها من الأساليب.

موقع المسألة الكردية

وفي الفصل الثالث المعنون بـ "موقع المسألة الكردية في خارطة التفاعلات التي تشهدها سوريا راهناً وآفاقها المستقبلية"، فيقول سيدا: "إننا محكومون بالتعايش في سوريا، والانتماء القومي المتعدد لا يمثّل ضعفاً؛ بل على النقيض من ذلك، في مقدورنا الاستفادة من العلاقات العربية والكردية، ووضعها في خدمة نهضة سورية وتقدّمها، الأمر الذي سيكون لصالح المنطقة بأسرها".

الكرد في الثورة السورية

يخصص سيدا الفصل الرابع للثورة السورية والكرد بعنوان "موقع الكرد في الثورة السورية وتفاعلهم معها"، فيعرض فيه وقائع من مشاركة الكرد في الثورة السورية التي اندلعت في عام 2011، ليؤكد بعدها أن الكرد في سوريا لا يطالبون بكيان منفصل، ولا توجد إمكانية ضمن حدود سوريا الحالية لكيان من هذا القبيل، كل ما ينشده الكرد هو الإقرار بخصوصيتهم وحقوقهم.

 مستقبل كرد سورية

ينتقل سيدا في الفصل الخامس وعنوانه "مستقبل كرد سوريا"، فيرى أن حل القضية الكردية في سوريا ضمن إطار وطني، وحلّها في تركيا وفق المبدأ نفسه، سيؤديان إلى تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، وستتحول تركيا بالنسبة إلى المناطق الكردية في سوريا إلى رافعة اقتصادية نهضوية. كما أنه سيكون كرد سوريا بالنسبة إلى تركيا بوابة مد جسور التواصل مع الداخل السوري، ومع الدول العربية.

الكرد وفصائل المعارضة السورية

ويعود في الفصل السادس إلى الثورة السورية مجدداً وعنوانه "الكرد والثورة السورية: التصور، الواقع، العلاقة بفصائل المعارضة السورية"، فيقول إن القضية الكردية في سوريا هي في جوهرها قضية تخص أكثر من ثلاثة ملايين مواطن كردي، عانوا - وما زالوا يعانون - اضطهاداً مزدوجاً، تمثّل في حرمانهم من حقوقهم القومية الديمقراطية من جهة، وتعرّضهم من جهة أخرى لجملة من السياسات والمشروعات التمييزية.

الوجود الكردي في سورية

وفي الفصل السابع، "الوجود الكردي في سوريا تاريخياً واجتماعياً"، يتوقف سيدا عند الخلفية التاريخية لمسألة الوجود الكردي في سوريا، بالعودة إلى المباحثات والاتفاقيات التي عُقدت بعد الحرب العالمية الأولى بين الحلفاء من جهة، وفرنسا وتركيا من جهة أخرى.

ماذا جرى للمجلس الوطني الكردي؟

وعودة مرة ثالثة إلى الثورة في الفصل الثامن، "كرد سوريا والثورة: ماذا جرى للمجلس الوطني الكردي؟"، يعتقد سيدا أنه على الرغم من ضعف المجلس الوطني الكردي، فإنه سيكون له دور مستقبلي فاعل على المستويين الكردي والسوري الوطني العام. أمّا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، فسيكون على الأغلب أمام خيارين: التحوّل إلى حزب كردي سوري يعترف بالقوى السياسية الأخرى الموجودة في مناطق سيطرته الحالية، ويقر بحقها في ممارسة نشاطها السياسي بكل حرية، وهي قوى كردية وعربية وتركمانية وسريانية - آشورية، ويلتزم قواعد الاستقرار الإقليمي، أو أنه سيستمر في توجّهه الحالي والتزامه الأيديولوجي مع حزب العمال الكردستاني PKK، الأمر الذي لن يخدم عملية الاستقرار على المستوى الكردي والسوري والإقليمي بصورة عامة؛ فالقضية الكردية في سوريا تظل رغم طابعها الداخلي الوطني جزءاً من قضية إقليمية كبرى، تشغل بال دول الجوار وتثير اهتمامها، ونخص بالذكر تركيا المعنية أكثر من سواها من الدول لأنها الأكثر تأثراً بها.

مقاربة جديدة لحل المسألة الكردية

أما الفصل التاسع، "نحو مقاربة جديدة لحل المسألة الكردية"، فيقول فيه سيدا إن المسألة الكردية هي واحدة من أكثر المسائل تعقيداً في منطقتنا، ولن يكون من السهل الوصول إلى توافقات بشأنها عبر المجاملات الخاوية من مضمون واقعي؛ فما نحتاج إليه قبل كل شيء هو متابعة اللقاءات والحوارات، حتى نصل إلى توافقات حول إجراءات ملموسة تبدّد المخاوف، وتفتح الطريق أمام مقاربة جديدة للمسألة؛ مقاربة تقطع مع المنظومات الأيديولوجية التي كانت فاعلة حتى الآن، وهي منظومات قومية أو مذهبية متشددة، واعتماد منظومة وطنية قادرة على طمأنة الجميع وإشراكهم الفاعل في عملية إعادة بناء النسيج المجتمعي الوطني والصروح العمرانية في دولنا ومجتمعاتنا المنكوبة.

جذور القضية الكردية

ويختم سيدا في الفصل العاشر، "جذور القضية الكردية في سوريا وآفاقها"، برأيه أن الأمر الغريب واللافت من جانب القوى السياسية الكردية يتمثل في غياب استراتيجية متكاملة على المستوى الكردي السوري، تقوم على دراسة الأوضاع والإمكانات، وتحديد المطلوب، وبلورة معالم البدائل المطروحة عبر استشفاف ملامح الآتي المتوقَّع، أو بتعبير أدق استناداً إلى القراءة المتأنية في الواقع السوري الراهن، وتطوراته المقبلة، وإمكان تعددية احتمالاته؛ فالقوى السياسية الكردية السورية، سواء الموجودة ضمن المجلس الوطني الكردي أو تلك التي تركته، أو التي لم تنضم إليه لأسباب مختلفة، ما زالت في مرحلة ردات الأفعال، والانشغال بالخلافات البينية الشللية، التي غالباً ما تتمركز حول الأدوار والامتيازات، ومسائل ثانوية تتسبب في تشتيت الطاقات وبثّ روحية اليأس.