البث المباشر
خرج حسام الشواخ من سوريا حاملاً في جعبته شهادة التعليم الثانوي فقط، متوجهاً بها إلى ألمانيا مع موجات اللاجئين التي عبرت البحر هرباً من الأعمال العسكرية في بلادها، وهناك كان على موعدٍ مع تحقيق واحد من أبرز نجاحات السوريين، حين سجّل اسمه كأحد أفضل المهندسين المعماريين في منطقة أندرناخ.
بعد وصوله إلى ألمانيا، شرع الشواخ المنحدر من مدينة حلب على الفور بتعلم اللغة الألمانية حتى وصل بها إلى مستويات متقدمة، ثم تقدم إلى جامعة كوبلينز لدراسة الهندسة المعمارية، وتمكن من نيل المركز الأول على دفعته، عام 2020، بعد أن أنهى دراسة الاختصاص في 3 سنوات فقط، بحسب مقابلة له مع تلفزيون سوريا.
تابع الشواخ بعدها دراسة الماجستير في "الجامعة التقنية الراينية الفستفالية" في آخن، وهي إحدى أفضل الجامعات الهندسية في العالم، وبانتهاء الفصل الأول فقط حصل ابن مدينة حلب على شهادة تثبت أنه أحد أفضل 5 بالمئة من طلاب الهندسة في الجامعة.
تقدم الشاب السوري في هذه الأثناء للعمل في شركة "زيلبا خوشيفا" للاستشارات الهندسية والعمار، وهي من أكبر شركات الهندسة المعمارية في منطقة أندرناخ، وبعد شهرين فقط من توظيفه، عرض عليه مجلس الإدارة أن يكون أحد المديرين التنفيذيين، وشريكاً مساهماً في الشركة، رغم أنه أصغر الموظفين سناً، ولا يملك من رأس المال سوى الجهد والتميز.
حسام الشواخ.. مهندس نشيط رغم عمره الصغير
يقول عنه غونتر زيلباخ، أحد المديرين التنفيذيين في الشركة، "منذ اللحظة الأولى أدركنا أنه من نبحث عنه في مؤسستنا، مهندس في قمة النشاط رغم عمره الصغير"
مدير تنفيذي آخر يدعى إيغون شيفر، قال إن "وجوده يسهم في تطور مكتبنا، خطط في الفترة الأخيرة مشاريع مثيرة وتابع تنفيذها باهتمام، إنه يتقن ما يقوم به حتى النهاية، وأنا شخصياً أتطلع للعمل معه سنوات أخرى من النجاح".
وينصح الشواخ الذي بات رائد أعمال في مجال التجارة والتسويق، الشباب السوريين بعمر العشرينيات في ألمانيا بالسيطرة على أوقاتهم، والحرص على التركيز في الأهداف والتعليم والعمل.
وكان الشواخ، قد حصل على جائزة "DAAD" من جامعة كوبلينز الألمانية عام 2021، والتي تمنح سنوياً للطلاب الدوليين المتميزين، الذين تفوقوا من خلال الإنجازات الأكاديمية الخاصة، بالإضافة إلى الالتزام الاجتماعي والثقافي.
عدد العاملين السوريين في ألمانيا
وكان موقع تلفزيون سوريا قد حصل على إحصائية من وكالة التوظيف الفيدرالية "Bundesagentur für Arbeit"، أظهرت أن عدد العاملين السوريين في ألمانيا وصل إلى 192 ألف موظف من أصل 800 ألف سوري يعيشون في ألمانيا.
وهذه أرقام "استثنائية" تشير إلى سرعة اندماج الجالية السورية في المجتمع الجديد مقارنة مع جنسيات أخرى، إذ تمكن 24 بالمئة من السوريين في ألمانيا من الحصول على وظيفة في سوق العمل رغم جميع الصعوبات والعقبات، وذلك بحسب الإحصائية نفسها.
