تواظب الثمانينية السورية عيدة الهفل، منذ أكثر من خمسين عاماً، على صناعة الكحل العربي بالطريقة التي ورثتها عن جدتها، لاستخدامه في زينة العيون وعلاجها.
تجلس عيدة ساعات طويلة أمام الموقد لتحضر الكحل العربي بطريقة يدوية بحتة، مستخدمة مكونات معينة، تطبخها في وعاء خاص وتخلطها جيداً لتمتزج، ثم تطحنها عبر الدقّ.
تقول عيدة لتلفزيون سوريا: "متل ما كانوا يسووا نحن نسوي.. من دور العجايز الأولي؛ أمي، حبابتي (جدتي) ومرت أبوي.. وأنا صغيرة (أتابع) شلون يسوون الكحل شلون يطحننه ويتكلحن به".
تبيع الثمانينية السورية ما تنتجه للشابات "من هذاك اليوم لليوم أسوي الكحل وأبيع منه"، مشيرة إلى أنها تمنحه بالمجان للواتي لا يملكن ثمنه.
من بين المكونات التي تستخدمها عيدة في تحضير الكحل حجر الإثمد كمادة أساسية لصناعة الكحل، مع نوى التمر، وحب الشعير والبيض.
ولم يمنعها تطور أدوات التجميل من الاستمرار بهذه الهواية، إذ تعتقد أن لها، إضافة إلى فوائد التزيين، خواصَّ تساعد على الحماية من بعض الأمراض.
ويستخدم هذا النوع من الكحل لتزيين العيون عند النساء، كما لا يزال بعض النسوة يضعن منه في عيون المواليد الحديثة، إيماناً بمعتقدات شعبية تقول بأن الكحل "يقوي البصر ويحمي من العين".