icon
التغطية الحية

من الاستهلاك إلى الإنتاج.. معهد "عطاء" بريف إدلب يدرب الشباب على مهن متنوعة |صور

2024.05.20 | 20:33 دمشق

آخر تحديث: 21.05.2024 | 10:57 دمشق

معهد "عطاء" للتدريب المهني في ريف إدلب
معهد "عطاء" للتدريب المهني في ريف إدلب
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

تتوجه منظمات في شمالي غربي سوريا إلى تنشيط المشاريع الإنتاجية لدعم الأسر والشباب في مواجهة البطالة والفقر والعوز، في محاولةٍ للتخلص من "ثقافة الاعتماد على السلة الإنسانية" بمختلف أنواعها، والتي باتت تتقلص كمياتها بشكل واسع مؤخراً، بعد توقف "برنامج الغذاء العالمي" وانخفاض كميات الدعم المقدّمة للمنطقة، والبدء في مرحلة إنتاجية توفر دخلاً يتسم بالديمومة والاستقرار.

وفي هذا السياق، أطلقت منظمة "عطاء" العاملة في شمالي غربي سوريا، مشروعاً قبل سنوات يُعنى بتدريب الشباب ضمن شروط، على مهن مختلفة تحاكي سوق العمل، وتعبّد الطريق أمامهم لتأمين فرصة عمل تؤمن دخلاً مستداماً، وعاودت لإطلاق المشروع من جديد بـ 4 ورشات تدريبية، تستهدف نحو 120 متدرباً.

وكان المعهد مع بداية انطلاقته في العامين 2020 ـ 2021، قد خرج نحو 450 متدرباً ضمن 12 ورشة تدريبية امتدت لـ سنة ونصف.

ما هي التدريبات؟

يقول محمود قدور وهو مدير معهد "عطاء" للتدريب المهني، إن "التدريبات تشمل أربع مهن، وهي الحلاقة الرجالية والتمديدات الكهربائية وصيانة الجوالات وصيانة الطاقة الشمسية، ويمتد المشروع على دفعتين، في كل دفعة 60 متدرباً، يتلقون تدريباتهم خلال 3 أشهر".

وحول الشروط التي يجب توفرها لدى المتدربين، يتحدث "قدور" عن "عمر يتراوح بين 18 إلى 30 عاماً، وحالة بدنية صحيحة كي تمكنه من أداء مهامه المطلوبة، إضافةً إلى القدرة على المتابعة والمشاركة في الدورات بنشاط والالتزام بالحضور، وكذلك أن يكون المتدرّب حاصلاً على الشهادة الإعدادية وما دون بالنسبة لدورة الحلاقة، أما باقي الدورات على شهادة ثانوية وما فوق بسبب وجود مصطلحات إنكليزية ورموز ومعادلات رياضية".

ويشير إلى وجود "بدل نقدي للمتدرب كي يتمكن من حضور الدورة والتزامه بالأوقات والأيام بشكل كامل".

الانتقال من ثقافة السلة إلى الإنتاج والبناء

يوضح مدير المعهد أن "فكرة المشروع انطلقت من الدراسات البحثية والمتابعة المستمرة لحاجات الناس في الداخل السوري، بحيث ننتقل من ثقافة السلة الاستهلاكية ذات الفائدة المؤقتة وهي ثقافة منتشرة جداً ـ للأسف الشديد ـ إلى ثقافة الإنتاج والبناء المجتمعي وهذا المشروع هو من المشاريع المستدامة التي تبني الدول وتحافظ على الإنسان".

ويضيف أن "أغلب الشباب في منطقة شمالي غربي سوريا، يواجهون نقصاً في الموارد لإكمال تعليمهم المهني أو الأكاديمي.. وخلال مقابلات واستبيانات أجريناها مع فئة الشباب شاركونا بآرائهم ومقترحاتهم، وبعد الدراسة العميقة أدركنا ضرورة استدامة البرامج المهنية لتطوير الشباب وتقديم المهارات التي يحتاجونها لدخولهم سوق العمل المناسب لواقعنا، ونقلهم من شاب مستهلك لا يعرف كيف يبدأ مسيرة حياته إلى شاب منتج طموح وفعال في مجتمعه".

ما هي رسالة المركز؟

ويركّز "قدور" على "الأثر الاجتماعي والاقتصادي المتوقع لمشروع معهد عطاء المهني على المجتمع في الشمال السوري، في محاولة الإسهام في عملية التطوير الهادف إلى مواكبة التقدم في المجالات المهنية وفتح الأفق لفئة الشباب الطموحة في المجالات المهنية".

وينشد المركز رسالةً، وفقاً لـ"قدور" تتضمن:

ـ التمكين الاقتصادي للمجتمع السوري

ـ توفير بيئة معززة لمشاركة الشباب طموحهم

ـ تحسين الوضع المعيشي

ـ تعزيز التعلم والتدرب القائم على المجتمع

ـ إعداد الشباب لسوق العمل

ـ توفير مستوى جيد من الحياة لفئة مهمة من المجتمع

ـ تحسين استراتيجيات تدريبية مناسبة للتعامل

ـ تطوير الكفاءات المهنية للمتدربين

متدربون يطمحون للمنح

محمد الرحيم، متدرب في تخصص "الحلاقة الرجالية"، وهو مهجر من مدينة حمص، يقول: "انضممت إلى التدريب بهدف تأمين فرصة عمل، بعد معاناة مع البطالة، وشح في فرص العمل، إضافةً إلى الحاجة للحصول على مهنة تؤمّن لقمة العيش".

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "خضعت لمقابلة أولية وبعدها بدأت الدوام في المعهد، وأتطلع بعد الدورة إلى افتتاح محل حلاقة في مكان تهجيري".

بينما حسين الأحمد، مهجر من جبل الزاوية ومقيم في مخيمات أطمة، انضم إلى تدريب "صيانة الجوالات"، بناءً على عمل سابق له في محل لبيع الجوالات، فيما يطمح الآن إلى إتقان مهنة الصيانة تمهيداً لافتتاح محل يكسب منه دخلا ثابتا.

يقول "الأحمد" لموقع تلفزيون سوريا: "المكان والمادة التدريبية وبدل المواصلات، كان مشجعاً لخوض هذه التجربة، والأهم بالنسبة لي تعلّم هذه المهنة بحرفية حتى أنطلق نحو سوق العمل".

وفي وقتٍ يتلقى فيه المتدربون الحصص التدريبية بأيام محددة ضمن الأسبوع، تحضر هواجس لدى بعضهم في إمكانية تقديم منح مالية تمكنهم من افتتاح مشاريعهم الخاصة، وفقاً لتخصصهم، وهو ما أشار إليه عبد المجيد اليوسف.

محدثنا "اليوسف" وهو يملك محلاً لبيع الأجهزة، ينوي توسعة مشروعه الخاص بافتتاح قسم للصيانة، وهو ما دفعه للبدء في التدريب.

ويشير لموقع "تلفزيون سوريا إلى أن "أبرز العقبات التي تواجهني تتخلص في تأمين منحة لتأمين معدات الصيانة في مشروعي والتي تتراوح قيمتها من 700 إلى 1000 دولار"، ويطمح أن يؤمن التدريب منحة تسد هذه التكاليف لتوسعة مشروعه ودخول سوق العمل.