icon
التغطية الحية

ملف الحج السوري.. حلول إسعافية ونسب غير عادلة

2024.04.01 | 16:55 دمشق

جاء بيان "اللجنة العليا للحج" مع توارد أنباء بأن وزارة الأوقاف التابعة للنظام ستستعيد ملف الحج من المعارضة السورية هذا الموسم
رؤية ضبابية لملف الحج بعد إعلان النظام السوري فتح باب التسجيل للعام 2024
+A
حجم الخط
-A

حسمت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الجدل الدائر حول ملف الحج في سوريا، وأعلنت نيتها في توقيع عقد الحج مع النظام السوري والمعارضة السوريّة بنسب مختلفة.

وقال مصدر في لجنة الحج العليا التابعة للمعارضة السوريّة لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ السعوديّة وقّعت عقد الحج مع النظام السوري على حصّة 80% تقريباً من عدد الحجاج المخصص لسوريا والبالغ (22 ألفاً و500 حاج).

وأضاف المصدر، أنّ المعارضة السوريّة تحاول التفاوض على رفع عدد الحجّاج المخصّص لهم من خارج الحصّة المحدّدة لسوريا، بعد أن تقلّصت حصّتها إلى (5000 حاج) فقط أي بنسبة 20%، في حين بلغت حصّة النظام (17500 حاج)، مشيراً إلى أنّ "تلك النسبة غير عادلة" للمعارضة، التي كانت تدير الحصّة كاملة.

ضمانات غير كافية

كانت المملكة العربية السعودية قد طلبت من النظام السوري إعطاء الضمانات الكافية لتنفيذ ملف الحج من دون عوائق قانونية، وشملت مجموعة المطالب كلّ القضايا القانونية والمالية والأمنية المتعلقة بالملف، وعلى رأسها ضمان عودة الحجّاج وعدم استغلال أي منهم لموسم الحج من أجل البقاء في المملكة.

يقول المصدر (فضّل عدم ذكر اسمه على اعتبار أنّ المعارضة السوريّة لم توقّع العقد بعد)، إنّ النظام السوري لم يقدّم أي ضمانات للسعودية على ذلك، باستثناء الحجاج الذين سيغادرون إلى المملكة من الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرته، قبل أن يضيف كلّ السوريين في أي دولة أو منطقة، باستثناء تركيا والشمال السوري.

وأضاف المصدر أنّ السعوديّة تجاوزت جميع العقبات في تسليم الملف للنظام السوري، بما فيها التعاملات المالية المشمولة بقانون قيصر، إلا أنّها لم تستطع تجاوز عدم ضمان بقاء أي حاج على أراضيهم بعد انتهاء الفترة الممنوحة لموسم الحج.

ملف سياسي

كان ملف الحج -أحد أهم الملفات التي تعمل عليها المعارضة السوريّة- حاضراً على الدوام في جميع اللقاءات، التي تجمع سياسيين من المملكة مع المعارضة السوريّة.

وأفاد المصدر بأنّه على الرغم من أنّ السعودية أعطت وعوداً لإيران بعدم عقد لقاءات رسميّة مع المعارضة السوريّة، إلّا أنّ اللقاءات غير الرسمية مستمرّة على الدوام، ولا تخلوا تلك اللقاءات من مطالبات متكرّرة بإبقاء ملف الحج لدى المعارضة السوريّة، خارج أي حسابات سياسيّة.

وأشار إلى أنّ ملف الحج كان حاضراً في آخر زيارة لرئيس هيئة التفاوض السوريّة إلى العاصمة الرياض، الأسبوع الفائت، وأنّ الجهود التي بذلت لإقناع الجانب السعودي قد يكون لها دور في التأثير على قرار السعوديين بعد إعطاء الضمانات الكافية لعودة جميع الحجاج من المملكة.

وكشف المصدر أنّ عدد الحجّاج من الشمال السوري وتركيا كان يصل إلى 10500 في كل عام، وإن أصرّت السعوديّة على حصّة (5000 حاج) فهذا يعني أنّ العدد سيتقلّص إلى النصف وسيُحرم عدد كبير من السوريين من تأدية تلك الفريضة، فضلا عن احتمالية ارتفاع التكاليف للحجّاج نظرا لتقليص النسبة.

وسبق أن أعلنت وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري، في 24 أيار 2023، أنّها "ستبدأ بتنظيم حج السوريين بالتنسيق مع الجانب السعودي اعتباراً من العام المقبل"، وذلك عقب إعلان النظام عن اتفاقه مع الرياض على إعادة فتح سفارتيهما، بعد مرور أكثر من عقد.

وكان المتحدث باسم ما يسمى "المصالحة السورية" في النظام السوري، عمر رحمون، قد قال سابقاً إنّ "مدير الحج التابع للنظام حسان نصر الله وقّع مع مسؤول وزارة الحج السعودية على عودة ملف الحج إلى وزارة أوقاف النظام"، بعد 10 سنوات من تنظيم المعارضة السورية للملف.

يذكر أنّ مدير لجنة الحج العليا في المعارضة السورية سامر بيرقدار، أجرى العديد من الزيارات إلى السعودية لإقناعهم في إبقاء الملف بيد المعارضة وعدم تسييس الحج لصالح النظام السوري، لكن يبدو أن تلك الجهود باءت بالفشل، وهذا ما تؤكّده دعوة الرياض لوزير "أوقاف النظام" عبد الستار السيد، لحضور موتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة للعام 2024.