icon
التغطية الحية

مقابل 3000 دولار.. تهريب البشر من إقليم كردستان إلى تركيا

2021.08.11 | 06:43 دمشق

zeteborder.jpg
إربيل - رودي محمد
+A
حجم الخط
-A

لعل الهروب من الفقر والظروف الصعبة يدفع بكثير من اللاجئين السوريين المقيمين في إقليم كوردستان بالتفكير بالهجرة إلى أوروبا بعدما كان إقليم كوردستان يعتبر الخيار الأفضل أمام العشرات من العوائل واللاجئين السوريين، والكرد منهم بشكل خاص على حدّ قول بعضهم.

لكن مع تردي الأوضاع الاقتصادية لأغلبهم إما نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها حكومة الإقليم والتي أثرت عليهم بشكل كبير أو بسبب فيروس كورونا الذي دمر اقتصاد أقوى البلدان فكيف لم يدمر أحلام بعضِ اللاجئين أصحاب الدخل المحدود؟!

هذه الأمور كلها دفع بكثير من هؤلاء بالبحث عن طرق تهريب للتوجه إلى أوروبا عبر تركيا والتي يعتبر اجتياز حدودها مغامرة قد تكون مدماة، ويدفع حياته ثمنها في ظلّ ما يشهده الشريط الحدودي بين إقليم كردستان وتركيا من معارك وحروب وقصف مستمر لمواقع حزب العمال الكردستاني من قبل المقاتلات التركية والجيش التركي المنتشر على الحدود منذ بدء الحملة العسكرية التركية ضد حزب العمال الكردستاني.

طرق عديدة

تختلف طرق التهريب إلى تركيا سواء كانت برية عبر اجتياز الحدود أو بجوازات سفر مزورة عبر الجو أو من المعابر الحدودية بالشاحنات أو ضمن رحلات سياحية.

حيث يقوم المهربون باستغلال الراغبين بالتوجه إليها وطلب مبالغ مالية كبيرة تصل إلى (3000 دولار) وذلك بإقناع اللاجئين ورسم خطة الخروج بطريقة بسيطة وأشبه بتجاوز سور مدرسة أو منزل وكأن حرس الحدود والأمن غير موجودين دون ذكر المخاطر وما قدّ يتعرضون له في حال اعتقلوا أو تعرضوا لحادث في تلك الأماكن الخطيرة.

(ك.ق) وهو لاجئ سوري متزوج ولديه أطفال دفعت به الظروف الصعبة بالبحث عن مهرب يقوم بإيصاله إلى تركيا.

يسرد لنا (ك) المخاطر التي واجهها على الحدود مع تركيا بعدما توجه براً إلى نقطة قريبة بين المثلث الحدودي بين إيران وتركيا وإقليم كردستان إذ بقي هناك قرابة (15 يوماً) مع القليل من الطعام والمياه والنوم في الكهوف والوديان وبعد عشر محاولات كاد أن يعتقل في إحداها ويصاب بالثانية بطلقٍ نازي من حرس الحدود الإيراني، ضحك له الحظ واستطاع تجاوز الحدود ويعبر إلى تركيا بعدما عاش خوفاً كاد أن يودي بحياته ويخسر المبلغ الذي دفعه للمهرب والذي قدر بـ (2500 دولار).

أما (ف.أ وصديقه ح) اللذان اصطحبهما المهرب مع بضعة أشخاص آخرين إلى نقطة قريبة من محافظة دهوك على الحدود مع تركيا بعدما أكد لهم المهرب أنه قام بـ "تأمين الحدود".

في حين أن القصف المتبادل بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني ما يزال مستمراً ليومنا هذا وبعد أيام من بقائهم بين الجبالِ أصيب (ف.أ) بكسور في اليد والرجل بعدما سقط في إحدى الوديان بالتزامن مع قصف تركي قريب في تلك المنطقة ليقرروا بعدها العودة والذهاب لنقطة أخرى، حيث اعتقلوا على إحدى النقاط الأمنية في إقليم كردستان وتم تحويلهم إلى سجن زركة للأحداث وبقوا هناك قرابة العشرين يوماً حتى تم إطلاق سراحهم بكفالة أحد الأشخاص العراقيين.

 جوازات مزورة

(ن.خ) الذي دفع مبلغ (2800 يورو) للمهرب ليدخل تركيا من معبر إبراهيم الخليل الحدودي عبر مجموعات سياحية وبجواز سفر مزور فلم يستطع العبور بعد محاولات عدة والبقاء على الحدود لأيام بسبب التشديد الأمني الكثيف ليخسر بذلك أكثر من نصف ذلك المبلغ ويعود أدراجه إلى أربيل حتى محاولة جديدة.

وزارة الداخلية في إقليم كردستان بدورها قالت: إنها اعتقلت شبكة مهربين يقومون باستخراج جوازات سفر وتأشيرات مرور مزورة وتلاحق العديد من الشبكات التي تقوم بالنصب على اللاجئين والناس بحجة تسفيرهم بجوازات سفر مزورة إلى دول أوروبية (ليتوانيا أو روسيا البيضاء أو بولندا) عبر المطار ومقابل مبلغ مالي كبير يصل إلى (15000 دولار).

فالهروب من الفقر والوضع المعيشي الصعب وقلة فرص العمل يدفع العديد من اللاجئين بالمخاطرة بحياتهم في سبيل الوصول إلى تركيا ومنها إلى أوروبا ولو كلفتهم ذلك مبالغ مالية كبيرة أو حياتهم أو الاعتقال.