icon
التغطية الحية

"مفوضية اللاجئين" في مصر.. مواعيد متأخرة واختلاف بطرق المعاملة

2024.05.11 | 06:00 دمشق

33
لاجئون يصطفون أمام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في حي الزمالك بالقاهرة، مصر، أيار/مايو 2024 (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - القاهرة
+A
حجم الخط
-A

يشتكي اللاجئون السوريون في مصر في الآونة الأخيرة من التأخر في الحصول على مواعيد قريبة من المفوضية العليا للاجئين لإتمام معاملات تخص أوراقهم الثبوتية أو تجديد الإقامات وإذن السفر.

خلال الثلاثة أعوام الماضية، وخصوصا بعد أزمة كورونا، أصبح من الصعب الحصول على موعد قريب لدخول المفوضية، وقد يستغرق الدور المستعجل شهرين، بينما قد يصل دور تجديد "الكرت الأصفر" المخصص للاجئين عدة أشهر، وهو ما يزيد من معاناة السوريين المقيمين بصفتهم لاجئين.

تقدم المفوضية الحماية للاجئين السوريين المسجلين لديها والذين يبلغ عددهم نحو 150 ألف لاجئ، كما تمنح عددا منهم مساعدات مالية و"غذائية ودراسية"

كما تمنح المفوضية "إقامة  لاجئ" لقوننة أوضاع اللاجئين السوريين في مصر، يتم تجديدها في مبنى الهجرة والجوازات في القاهرة بعد الحصول على إذن الإقامة من المفوضية.

صعوبة الحصول على موعد في المفوضية

رنا أحمد (اسم مستعار)، امرأة سورية، توفي زوجها في كانون الثاني/يناير الماضي، وطالبتها منظمة كاريتاس (منظمة شريكة للمفوضية) في أثناء إعادة التقييم بإثبات وفاة زوجها بالمفوضية كي لا تقطع عنها المساعدة.

تقول رنا، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، شعرت بخوف من أن تقطع عني المساعدة، فأنا لدي 3 أطفال، ولا أستطيع إعالتهم من دون مساعدة، وعندما اتصلت للحصول على دور سريع كان الرد بأن أقرب موعد سيكون بعد شهر.

تضيف رنا، طوال فترة انتظار الموعد كنت مهددة بقطع المساعدة وكان الأمر يشكل ضغطا كبيرا علي، ولم يتم تقديم التماس لوضعي السيئ على الرغم من أني عبرت عن خوفي وشرحت ظرفي للمفوضية.

من جانبها، تذكر المفوضية على موقعها على الإنترنت طريقة الحصول على موعد عن طريق الاتصال بخط المعلومات الخاص بالفوضية لعدة أسباب:

1-مواعيد التسجيل الجديدة

2-مواعيد تجديد الوثيقة: للاجئين وطالبي اللجوءالذين يحملون وثائق مفوضية اللاجئين المنتهية أو على وشك الانتهاء في غضون ثلاثة أشهر.

3- إضافة فرد للأسرة، أو وفاة أحد أفرادها.

4-وثائق الهوية الضائعة أو التالفة

5- إغلاق الملف (إلغاء الكرت الأصفر).

كما تنبه المفوضية أيضا في لوائحها الإدارية إلى أنه يجب الحصول على موعد لتجديد الوثائق قبل انتهائها بمدة ثلاثة أشهر لتجنب الانتظار، وأنه لا يمكن الحصول على المواعيد وإتمام الأوراق إلا من خلالها حيث لا يوجد لها مكاتب معنية بهذا الأمر ولا تفوض أي طرف ثان غيرها.

بلال حاتم، حصل على "فيزا" للعمل في الإمارات، وتواصل مع المفوضية من أجل تحديد موعد لإلغاء الكرت الأصفر الذي لا يمكنه مغادرة مصر من دون إلغائه.

يقول بلال، كان الموعد بعد شهرين، وكان معي فقط شهر ونصف للسفر للإمارات قبل انتهاء صلاحية "الفيزا"، وتواصلت معهم كثيرا من أجل تقريب الموعد، وبالكاد استطعت الحصول عليه بعد شهر كامل، مشيراً إلى معاناة كبيرة تكبدها لكي يتمكن من إلغاء "الكرت الأصفر".

اللاجئون يشتكون من "سوء المعاملة"

وصف عدد من اللاجئين السوريين المعاملة في المفوضية بأنها سيئة، خصوصا بعد قدوم مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين إلى مصر، ويشيرون إلى أن طرق المعاملة اختلفت وحتى قوانين الدخول أو مواعيد مراجعة المفوضية.

في طابور طويل، يقف اللاجئون السوريون ساعات أمام باب المفوضية، وسط صراخ من قبل الأمن الموجود في الخارج، والخوف من فقدانهم فرصة الدخول بعد تعب للحصول عليها.

في الآونة الأخيرة، لم يعد باستطاعة اللاجئ إدخال هاتفه المحمول معه إلى مبنى المفوضية، إضافة إلى إجراءات مشددة تتعلق بالأمن والسلامة، ولكنها اختلفت عما قبل.

أحمد سعيد (اسم مستعار، رفض الكشف عن اسمه الحقيقي) لاجئ سوري في مصر يقول، لا أعلم لماذا تغيرت طريقة المعاملة بهذا الشكل، كنت أشعر أن رجل الأمن يصرخ علي من أجل افتعال مشاجرة، ولكني تمالكت أعصابي لكي لا أنجر لما يريده، على حد تعبيره.

ويعرب أحمد عن استغرابه، من المفروض إننا داخل منظمة تحمي حقوق الإنسان وكرامته، تهجرنا من بلادنا وعانينا من الغربة والبعد عن عائلاتنا، لكي لا نتعرض للإهانة والإذلال من قبل النظام السوري.

كما لا تختلف معاملة عدد الموظفين في المفوضية كثيرا عن رجال الأمن في خارجها، ويشتكي عدد من السوريين ممن التقاهم موقع "تلفزيون سوريا" من تعرضهم للتنمر والأوامر بأصوات مرتفعة ومخاطبتهم باستعلاء تشعر اللاجئ بأنه مضطر للتحمل فقط من أجل إتمام أمور أوراقه.

كما يؤكد عدد من السوريين أن هذه المعاملة جديدة، ويرجح آخرون أن سوء المعاملة يعود لوجود ضغط كبير على المفوضية في الآونة الأخيرة بسبب قدوم أعداد كبيرة من السودانيين إلى مصر.

عبد الرحمن عيسى، لاجئ سوري يقول، لم أتعرض لمواقف سيئة، ولكن رأيت بعضها مع غيري، وأعتقد أن الضغط الكبير قد يكون سبب هذه المعاملة، ولكن على الأقل يجب احترام كبار السن والنساء.

ندرة المساعدات تثقل كاهل السوريين

مع وقف المساعدات لعدد من اللاجئين السوريين، تزداد أعباؤهم وشعورهم بالعجز، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، خصوصا لمن يملك عائلة وأطفالا، فهناك مصاريف إيجار ومدارس ومأكل ومشرب، في حين الراتب أو الدخل لا يكفي حتى نهاية الشهر.

مها عبدو، لاجئة سورية تقول، منذ عدة أشهر وأنا لا أتلقى مساعدات، سواء غذائية أو مادية، لدي طفلان وزوجي يعمل براتب زهيد، تراكمت علينا الديون ولا نملك أي مصدر دخل ثان، ولا توجد حلول أمامنا.

بدوره محمد سلمان، لاجئ سوري ثمانيني يقول، فجأة أوقفت المفوضية مساعدتي في ثمن الدواء، كما أوقفت الراتب الشهري، أعيش أنا وزوجتي وهي أيضا مسنة ولا يوجد لدينا أولاد ليساعدونا، بعد مقتل ابني في سوريا قبل أن نسافر إلى هنا "مصر".