أكدت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، أن "على الدول التي تفكر بجعل التطعيم ضد كورونا إجبارياً، ضمان احترام حقوق الإنسان"، مشددة على أن "فرض اللقاحات غير مقبول".
وفي مداخلة مصورة لمجلس حقوق الإنسان، أمس الأربعاء، حذّرت باشيليت من "وجود اعتبارات حقوقية مهمة لا بد من أخذها في الحسبان قبل جعل التطعيم إجبارياً"، مضيفة أن "على أي تطعيم إلزامي أن يمتثل إلى المبادئ القانونية والضرورة والتناسب وعدم التمييز".
وأكدت على أنه "لا يجب تحت أي ظرف كان إجبار الناس على تلقي اللقاح"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وأشارت المفوضة الأممية إلى "مسألة أن الدول التي تفكر بفرض اللقاحات لحماية السكان في وقت تواجه أوروبا وغيرها من المناطق تفشياً واسعاً للوباء، تحمل بالتأكيد أعلى درجات الشرعية والأهمية".
وأوضحت أنه "يجب عدم استخدام إلزامية اللقاحات إلا لتحقيق أهداف ملحة تتعلق بالصحة العامة، كما يجب التفكير فيها فقط عندما تفشل إجراءات أقل تدخلاً مثل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، في تحقيق احتياجات صحية كهذه".
وفي حال إلزامية التطعيم، قالت المفوضة الأممية إنه "لتكون أي خطوات ملزمة مقبولة، على الدول ضمان أن تكون اللقاحات متاحة فعلاً، وبمتناول السكان مادياً"، مشددة على أن "تكون اللقاحات المستخدمة آمنة بما فيه الكفاية وفعالة لتحقيق أهداف الصحة العامة".
وأضافت أنه "على أي نظام تطعيم أن يكون مرناً بما يكفي للسماح باستثناءات مناسبة، مثل الحالات التي يكون اللقاح فيها محظوراً طبياً بالنسبة لفرد ما".
واعتبرت باشيليت أنه "يمكن أن يكون من المناسب فرض قيود على بعض الحقوق والحريات، بما في ذلك اشتراط التطعيم، للوصول إلى المدارس والمستشفيات وغيرها من الأماكن العامة".
لكنها أكدت على أن "إعطاء اللقاح بشكل إجباري أمر لم يكن يوماً مقبولاً، حتى وإن كانت هناك عواقب قانونية أخرى لرفض الشخص الامتثال لسياسة التطعيم الإجباري، بما يشمل مثلاً فرض غرامات".
السلاح الأفضل هو التطعيم
من جانب آخر، قال عالم الأوبئة الإيرلندي، الذي كافح على الأرض أمراضاً قاتلة مثل الحمى النزفية "إيبولا" وفيروس "ماربورغ" وهو الآن على خط المواجهة الأول ضد فيروس "كوفيد-19" منذ رصده نهاية عام 2019، إن "المعلومات الأولى التي جمعت في جنوب أفريقيا تشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تبدو صامدة حتى الآن".
لكنه أقر أنه قد يتبين لاحقاً أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة المتحور "أوميكرون"، الذي يتميز بعدد كبير من التحولات في بروتينة "سبايك"، وهي النتوءات الشوكية التي تسمح للفيروس بالتشبث بالخلايا قبل غزوها بغرض التكاثر.
وأوضح أنه "من غير المرجح بتاتاً أن تتمكن هذه المتحورة من الإفلات كلياً من الحماية التي توفرها اللقاحات".
وجدد العالم الإيرلندي، الذي من النادر أن يدلي بتصريح إعلامي، تأكيده على أن "البيانات الأولية الصادرة عن جنوب أفريقيا لا تظهر تراجعاً كارثياً في الفاعلية، بل على العكس في الوقت الراهن"، مشدداً على أن "السلاح الأفضل المتاح لنا حالياً هو تلقي اللقاح".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنفت المتحورة "أوميكرون" على أنها "مقلقة وانتشارها أسرع"، الأمر الذي أوضحه العالم مايكل راين بأنه "عندما تظهر متحورة جديدة تكون عدواها أكثر ميلا للانتشار بسرعة لأنها تنافس متحورات أخرى".
ووفق المنظمة، فإن المتحورة "أوميكرون" قد تطغى على المتحورة "دلتا"، المسؤولة عن غالبية الإصابات في العالم منذ أن رصدت في الهند نهاية عام 2020.