icon
التغطية الحية

مع تراجع شعبية بايدن.. مسؤول سابق لدى ترامب يلتقي بقادة عرب ومسلمين في أميركا

2024.05.24 | 09:21 دمشق

آخر تحديث: 24.05.2024 | 09:21 دمشق

مستشار ترامب ريتشارد غرينيل - المصدر: الإنترنت
مستشار ترامب ريتشارد غرينيل - إنترنت
The New York Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مع تراجع شعبية الرئيس بايدن بين الأميركيين من أصول عربية ومسلمة بسبب دعمه لإسرائيل في حربها على غزة، يحاول الرئيس السابق دونالد ترامب الاستفادة من هذه الفرصة إلى أبعد مدى.

ولذلك، التقى يوم الثلاثاء ريتشارد غرينيل، وهو مسؤول رفيع سابق لدى إدارة ترامب، ولمدة امتدت لأكثر من ساعتين بمجموعة تضم نحو 40 زعيماً عربياً ومسلماً في أميركا، وذلك في أحد المطاعم الإيطالية خارج منطقة ديترويت. وانضم إليه صهر الرئيس السابق ترامب واسمه مايكل بولس زوج تيفاني ترامب وهو أميركي من أصول لبنانية، وذلك على الرغم من إعلان حملة ترامب عن عدم تنظيمها لهذا اللقاء.

فرصة استثنائية 

أعرب معظم الناخبين العرب والمسلمين عن سخطهم على ترامب بسبب سياسته تجاه إسرائيل، ولهذا قرروا عدم التصويت لصالحه على الرغم من تأييدهم له بأعداد كبيرة في عام 2020. لكن غرينيل أخبر تلك المجموعة بأن أمامها فرصة لتمارس سلطتها السياسية الاستثنائية وذلك عبر دعم ترامب عوضاً عن بايدن، وذلك بحسب ما ذكره ستة ممن حضروا ذلك الاجتماع.

يرى غرينيل بأنه في حال حول الأميركيون المسلمون ومن أصول عربية تأييدهم وبشكل علني لدعم الرئيس السابق، ومساعدته في الفوز في ولاية ميتشيغان التي تعتبر الولاية الحاسمة الأساسية، فإنهم بذلك سيوجهون رسالة للجمهوريين والديمقراطيين مفادها بأنه  لا يمكن لأحد أن يتجاهلهم بعد الآن.

وعن ذلك يقول يحيى الباشا وهو اختصاصي أشعة من أصول سورية يقيم بولاية ميتشيغان، وقد ساهم في تنظيم هذا اللقاء: "الباب مفتوح لبدء البحث والتقصي، فلنمض على هذا النهج لنرى ما سيقدمه ترامب".

وصف الباشا وغيره من الحاضرين اللقاء بأنه لم يتطرق كثيراً لبحث تفاصيل السياسة، وذكروا بأنهم كانوا بحاجة لسماع المزيد قبل الالتزام بتأييد ترامب، كما أن عدداً من الحاضرين يؤيدون ترامب بالأساس، غير أن بعضهم صوتوا لصالح بايدن في عام 2020.

غير أن غرينيل الذي شغل منصب مدير الاستخبارات العامة بالوكالة في عهد ترامب طلب من الرئيس السابق التحدث إلى تلك المجموعة من خلال مكبر الصوت الموجود على الهاتف، لكن ترامب لم يعاود الاتصال إلا بعد انتهاء الاجتماع بحسب ما ذكره علي عبد العزيز الذي يدير إحدى بطولات المصارعة وكان ممن حضروا هذا اللقاء بصفة ضيف أتى به غرينيل، إذ علق عبد العزيز على ترامب بالقول: "كان يرغب بالتحدث إلى كل من حضر الاجتماع، لكنه شكرنا ووعد بإحلال السلام".

كان موقع NOTUS الإلكتروني أول من تحدث عن تفاصيل الاجتماع، بيد أن غرينيل رفض التعليق على الموضوع، أما مايكل بولس وأبوه مسعد اللذان حضرا الاجتماع، فلم تتمكن الصحافة من التواصل معهما.

تواصل عبثي

وعلى الرغم من عقد الاجتماع، لا يرجح أحد لترامب أن يكسب تأييد غالبية أصوات العرب والمسلمين، وذلك لأنه كان مؤيداً شرساً لإسرائيل خلال فترته الرئاسية، كما دعا لمنع شامل ونهائي للمسلمين من دخول الولايات المتحدة عندما رشح للرئاسة عام 2015، وقد نفذ منع السفر إلى الولايات المتحدة على عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة، كما تحدث عن تجديد هذا المنع.

ولهذا يرى كيث إيليسون وهو المدعي العام من الحزب الديمقراطي في ولاية مينيسوتا بأن تواصل ترامب مع الأميركيين المسلمين والعرب "عبثي بكل وضوح، وساذج وسخيف إلى أبعد حد، لأن الشيء الوحيد الذي بوسع المرء أن يثق بأن ترامب سيفعله هو أنه سيقول ما يريد قوله ليحصل على ما يريد".

يخبرنا عباس علوية وهو أحد قادة الحراك بين الديمقراطيين للضغط على بايدن حتى يغير سياسته تجاه الحرب على غزة بأن ترامب صار: "يسعى الآن لاستغلال الألم العميق الذي ينتاب الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة في أميركا والاستثمار فيه". وعن حملة ترامب يقول: "إنهم خاسرون، ولهذا بوسعهم أن يجربوا كل ما يحلو لهم، لكنهم لن يخدعونا هنا في ميتشيغان، لأن تحقيق ترامب لأي مكاسب هنا أو عدم تحقيقه لذلك بات يعتمد بشكل أكبر على مدى خروج الرئيس بايدن ضد هذه الحرب بقوة أشد".

ولكن أي تغير بسيط في التأييد لصالح ترامب قد يكون حاسماً في تلك الانتخابات التي يتوقع لها الجميع أن تكون صعبة وحساسة والتي سيحسم أمرها عدد ضئيل من الناخبين في عدد قليل من الولايات الحاسمة التي ستتحول إلى ساحات معارك.

يتعرض بايدن لانتقادات لاذعة من الأميركيين العرب والمسلمين بسبب الحرب على غزة، إذ أعلن قادة بارزون لتلك الجاليات عن انهيار  تواصلهم مع البيت الأبيض في ظل عدم وجود وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وخلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، حشدت حركة احتجاجية ضد بايدن دعماً كبيراً في ولايات تشتمل على عدد كبير من السكان العرب والمسلمين، وعلى رأسها ولاية ميتشيغان ومينيسوتا.

ترامب أم بايدن.. حروب الشرق الأوسط مستمرة

بيد أن جهود التواصل التي يبذلها فريق ترامب ما تزال في بداياتها، إذ ذكر برايان هيوز وهو مستشار كبير لدى ترامب بأن الاجتماع: "لم ترخصه حملة ترامب ولا ترامب شخصياً كما لم ينل الموافقة ولم يطلب من الحملة أو من الرئيس ترامب"، بيد أن هيوز أقر بقيام تواصل، وذكر بأن الأميركيين العرب والمسلمين يشكلون "تكتلاً من الناخبين الديمقراطيين الساخطين"، وبأن الحملة تعمل على "التواصل مع تلك الجالية لتطلعها على مدى النجاح الذي حققه الرئيس ترامب خلال ولايته في العمل على إرساء مزيد من الإستقرار وإحلال سلام أكبر في الشرق الأوسط".

بيد أن عمار موسى، وهو الناطق الرسمي باسم بايدن، وصف ترامب بأكبر خطر يهدد الجالية العربية والمسلمة، وقال عنه: "يعتقد هو وحلفاؤه بأننا لا ننتمي لهذا البلد، كما أن ترامب يتحدث بصراحة عن السماح لإسرائيل بقصف غزة من دون مراعاة أي اعتبار، أي أن ترامب وحملته عنصريان ويعانيان من رهاب الإسلام، نقطة انتهى".

خلال اللقاء، ذكر الحاضرون أن غرينيل قال إن ترامب لن يطالب بوقف إطلاق نار فوري ودائم، على الرغم من أن هذا هو مطلب معظم قادة الجالية العربية والمسلمة في أميركا، بما أن حماس ماتزال تحتجز الأسرى الإسرائيليين والأميركيين، كما أنه رفض أن يلتزم بحل الدولتين طالما بقيت حماس تحكم غزة.

لكن هذا الرجل لم يقل بأن ترامب سوف يشق طريقه بقوة نحو السلام، لينهي حرباً حصدت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بحسب ما ذكره خمسة ممن حضروا اللقاء. كما دافع هذا الرجل عن منع السفر الذي فرضه ترامب ووصفه بأنه كان مجرد إجراء مؤقت استهدف دولاً بعينها يحتاج القادمون منها إلى فحص دقيق لأوراقهم على حد تعبيره.

خلال مرحلة من المراحل، عبر غرينيل عن أمله بأن تستفيد غزة في نهاية الأمر من التنمية الاقتصادية، وأشار إلى أنها تمتلك واجهة بحرية مهمة على البحر المتوسط (بيد أن صهر ترامب، جارد كوشنر، تعرض لانتقادات عندما صرح بالأمر نفسه خلال هذا العام، كما اقترح إخراج الفلسطينيين من غزة أيضاً).

ذكر من حضروا الاجتماع بأنهم توقعوا من غرينيل تحديد مواعيد اجتماعات أخرى، سواء في ميتشيغان أو غيرها من الولايات المتأرجحة، كما أعرب عدد من الحاضرين عن قلقهم تجاه الحرب التي ماتزال رحاها تدور في سوريا منذ أمد طويل.

ويخبرنا بشارة بحبح الذي سافر من أريزونا إلى ميتشيغان لحضور الاجتماع عن إعجابه بمبادرات أشخاص تربطهم علاقات وطيدة بترامب، ووصفهم بقوله: "لدينا شخصيات من الوزن الثقيل هناك".

المصدر: The New York Times