icon
التغطية الحية

معركة منبج.. آخر التطورات العسكرية والسياسية

2019.10.15 | 14:27 دمشق

03b41961-8e8e-41e6-bc62-aa5e5c7ba04f_16x9_1200x676.jpg
مدخل مدينة منبج شرق حلب (أرشيف - إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تطورات عسكرية وسياسية لافتة شهدتها المعركة التي أطلقها الجيشان التركي والوطني السوري ضمن عملية "نبع السلام"، أمس الإثنين، للسيطرة على منطقة منبج الخاضعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وذلك بعد ساعات مِن تقدّم الجيشين غربي منبج وسيطرتهما على أول قريتين.

وجاء إعلان معركة منبج، بعد إعلان "قسد" صفقة مع نظام الأسد تهدف إلى نشر قواته على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، إضافًة إلى دخولها إلى مدينتي منبج وعين العرب، ومؤازرة "قسد" في وجه العملية العسكرية للجيشين التركي والوطني السوري.

وعقب الاتفاق، فتحت "قسد" جميع حواجزها أمام قوات النظام، وذلك في عموم مناطق سيطرتها شرق الفرات وغربه، حيث دخل عناصر "النظام" - حسب مصادر خاصة لـ تلفزيون سوريا - إلى بلدة تل تمر شمال غرب الحسكة، ومناطق أخرى في ريف الرقة، فضلاً عن دخولهم، أمس، إلى قرى في الريف الجنوبي الغربي لمدينة منبج.

وكان الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) قد علّق على اتفاق "قسد ونظام الأسد"، قائلاً إن "هناك كثيراً من الشائعات، فلا يوجد خلاف مع روسيا بشأن منطقة عين العرب، كما أنه لا يوجد خلاف مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن منطقة منبج".

 

هل توقّفت معركة منبج؟

مع الساعات الأولى لانطلاق معركة منبج، تمكّن مقاتلو عملية "نبع السلام" مِن السيطرة على أول قريتين (يالشلي والأزوري) غرب مدينة منبج، باشتباكات مع "قسد" وقوات النظام، كما سيطر المقاتلون على دبابة "T72" مرفوع عليها "علم النظام"، حسب ما قال المتحدث باسم الجيش الوطني (الرائد يوسف حمود).

ولكن المعركة في منبج - حسب مصادر عسكرية لـ"سمارت" - توقّفت بعد ساعات مِن إطلاقها، حيث قال (هشام اسكيف) نائب مسؤول المكتب السياسي لـ "لواء السلام" المنضوي في الجيش الوطني، إنهم علّقوا الاشتباكات "مؤقتاً" ضد "قسد" وقوات النظام في منبج، ريثما تنتهي المفاوضات بين تركيا وروسيا وأميركا بما يخص العملية العسكرية على المنطقة، دون ذكر تفاصيل عن تلك المفاضات.

كذلك، أفادت مصادر خاصة لـ"سمارت"، أن عناصر قوات النظام يجرون جولات مشتركة مع "قسد" في أحياء وأسواق مدينة منبج عبر سيارات رفعوا عليها أعلام الطرفين، فيما أكّدت مصادر خاصة لـ تلفزيون سوريا، استئناف الجيشين التركي والوطني السوري المعارك على جبهات منبج وسط مقاومة كبيرة لـ"قسد".

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة، أن الشرطة العسكرية التابعة لها سيّرت دوريات على طول خط التماس شمال غرب منبج، وهو الخط الذي تقدّم خلاله الجيش الوطني وسيطر على أول قريتين في المنطقة.

وأضافت "الدفاع الروسيّة"، أن القوات الأميركية غادرت منبج باتجاه الحدود السورية - العراقية، وأن قوات النظام "سيطرت بشكل كامل على المدينة" - وسط نفيٍ لـ مصادر عسكرية وناشطين -، في حين قال المبعوث الروسي إلى سوريا، إن "هناك محادثات جارية بين تركيا والنظام"، وأن روسيا لن تسمح بصدام عسكري بين قوات الطرفين.

أمّا الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، فقد أكّد أن بلاده "تعتزم السيطرة على المنطقة الممتدة مِن منبج السورية حتى بداية الحدود التركية مع العراق، لضمان عودة طوعية لـ مليون سوري إلى منازلهم في المرحلة الأولى، ومليوني سوري في المرحلة الثانية"، وذلك في كلمة ألقاها اليوم خلال القمة السابعة لـ"المجلس التركي" للدول الناطقة بالتركية في العاصمة الأذربيجانية "باكو".

 

أميركا تفرض عقوبات جديدة على تركيا

في تطور لافت عقب انطلاق معركة منبج، فرضت أميركا عقوبات اقتصادية جديدة على تركيا شملت وزارتين تركيتين (الدفاع والمالية) وثلاثة وزراء (الدفاع، والمالية، والداخلية)، مطالبةً إيّاها بوقف عمليتها العسكرية ضد "قسد" شمال شرقي سوريا، رغم تصريحات سابقة لـ"ترمب" تؤكّد تفاهماً سابقاً مع "أردوغان" بخصوص العملية.

وقال "ترمب" خلال تصريحاته السابقة: إنَّ "قسد غير قادرة على صد الهجوم التركي في عملية نبع السلام، وإنها تميل إلى الانسحاب مِن الحدود التركية لـ مسافة 30 كم، وأن هذا سيكون أمراً جيداً، فليتدبر الأتراك أمر حدودهم"، مضيفاً "إذا لم يكن لدى قسد طائرات فمن الصعب جداً التغلب على قوة تمتلك طائرات (في إشارة إلى تركيا)".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا قد رفضتا مقترحاً في مجلس الأمن الدولي لـ إدانة عملية "نبع السلام" ضد (قسد)، قبل أن تعطّل روسيا - فيما بعد -، صدور بيان مشترك عن مجلس الأمن أعدته أميركا للمطالبة بإيقاف العملية.

يشار إلى أن "قسد" (التي تشكّل "وحدات حماية الشعب - YPG" مكوّنها الأساسي) تسيطر على كامل مدينة منبج، منذ مطلع العام 2016، بعد معارك خاضتها ضد تنظيم "الدولة"  بدعم جوي من "التحالف الدولي"، لـ تشهد المدينة فيما بعد، العديد من الإضرابات ضد انتهاكات "قسد"، آخرها ضد سياسة "التجنيد الإجباري" الذي فرضته على شباب المدينة.

وسبق أن توصلت كل مِن أميركا وتركيا، خلال شهر حزيران عام 2018، لـ "خريطة طريق" تقضي بانسحاب "قسد" من مدينة منبج، على أن تقوم القوات الأميركية والتركية بحفظ الأمن والاستقرار في المدينة، التي شهدت تسيير دوريات مشتركة بين البلدين - قبل وبعد إعلان "ترمب" الانسحاب مِن سوريا أكثر مِن مرة -، في ظل أجواء غير واضحة حول مصير منبج، إن كانت ستدخل ضمن مناطق النفوذ التركي بشكل كامل أم لا، أم سيتقدّم إليها نظام الأسد - بدعم روسي -.

تأتي هذه التطورات، في ظل عملية عسكرية أطلقها الجيشان التركي والوطني السوري والتركي تحت اسم "نبع السلام"، يوم الأربعاء الفائت، تهدف إلى طرد مكّونات "قسد" مِن مناطق شرق الفرات، وإعادة اللاجئين السوريين (في تركيا) إلى تلك المناطق، حسب تصريحات الحكومة التركية، في حين شهدت العملية ردود فعل دولية بين مؤيد ومعارض لها، وكان أبرز المعارضين جامعة الدولة العربية ودول الاتحاد الأوروبي على رأسها ألمانيا وفرنسا، بينما أيّدها حلف شمال الأطلسي (الناتو).