icon
التغطية الحية

مشروع "نعناع+غار" ينشر الحرف اليدوية السورية في الولايات المتحدة

2021.12.15 | 13:16 دمشق

من المنتجات اليدوية السورية التي تشتريها شركة نعناع+غار
من المنتجات اليدوية السورية التي تشتريها شركة "نعناع+غار" ـ فوربس
فوربس - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مايزال الشعب السوري يعاني من الحرب التي امتدت لعقد من الزمان وقتل فيها أكثر من نصف مليون شخص كما تسببت بأكبر أزمة لجوء في العالم، وأسهمت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها حكومة الولايات المتحدة في زيادة نقص المواد الأساسية، كما يواجه السوريون حالة انقطاع كبير في الكهرباء ونقصاً حاداً في الغاز والماء والاتصالات. يضاف إلى ذلك التضخم الذي أدى لارتفاع جنوني في الأسعار، إذ ارتفعت أسعار الغذاء في سوريا بنسبة 222 في المئة خلال سنة واحدة وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وهكذا أضحى أكثر من 12 مليون سوري، أي ما يعادل 60 في المئة من سكان سوريا غير قادرين على تأمين لقمة عيشهم.

ورداً على حالة الاضطراب تلك، ظهر مشروع اجتماعي حمل اسم "نعناع+غار"، حيث تأتي الشركة التي أنشأت مقراً لها في نيويورك بمواردها من سوريا والتي تتمثل بمنتجات عضوية مصنوعة يدوياً وصديقة للبيئة، وتشمل الصابون والبلسم والمنسوجات والألبسة. وقد حصل هذا المشروع مؤخراً على زمالة من قبل مؤسسة نيست، وهي منظمة غير ربحية تدعم التطور المسؤول والمشاركة الإبداعية للحرفيين بهدف دعم حالة مساواة أكبر بين الجنسين مع زيادة المشاركة الاقتصادية.

وتقول مؤسسة المشروع كندة هبراوي التي شاركتها في تأسيسه أميركية من أصول سورية اسمها راما شقاقي: "لكل منتج نصنعه حكاية، إلا أن الأمور اللوجستية التي تساعدنا على جلب البضاعة من سوريا إلى لوس أنجلوس معقدة، هذا على الأقل".

من خلال رسائل واتساب المكتوبة والصوتية، تتواصل"نعناع+غار" مع الحرفيين السوريين في حلب وحماة ودمشق، إلا أن التضخم رفع كلفة المواد الأولية التي يستخدمها الحرفيون، ما أجبرهم على رفع أسعارهم أيضاً. كما أن الانقطاع المستمر والمفاجئ في الكهرباء والاتصالات يعيق تواصلهم مع القائمين على هذا المشروع، ويحول عملهم إلى تحد دائم.

ثمة عقبة كبيرة أخرى تتمثل في أسعار الصرف المتقلبة جداً بين الليرة السورية والدولار الأميركي، إذ بخلاف الكثير من الشركات الدولية، لا تطلب "نعناع+غار" من شركائها الحرفيين أن يقوموا بالعمل مقابل حصولها على عمولة، بل إنها تشتري منتجاتهم وتدفع لهم مباشرة.

وبمجرد أن تصل المنتجات الحرفية إلى دمشق بأمان، يتم نقلها إلى بيروت في لبنان لترسل بعدها إلى فرنسا، ثم تحمل جواً إلى لوس أنجلوس، وهناك لابد أن يتم تخليصها جمركياً، أي أن الرحلة تستغرق بالعادة نحو ثلاثة أسابيع حتى تصل إلى الوجهة النهائية.

 

لاجئون سوريون يهربون من لظى الحرب

 

وبما أن كندة هبراوي تعود أصولها إلى سوريا لذا فقد درست فن الخط العربي في مدينتها حلب، كما أنها على اطلاع كبير بما حدث في النزاع السوري الذي امتد لعشر سنوات وكيف أثر ذلك بشكل سلبي على الحرفيين من أبناء بلدها وعائلاتهم. وفي الوقت ذاته، تأمل كندة أن تنقل شيئاً من التراث السوري الغني للعالم قاطبة، بما أنه لم ير من سوريا غير صور الكوارث والخراب من خلال نشرات الأخبار. وحول ذلك تقول كندة: "يهدف مشروعنا الاجتماعي لمعالجة تلك المشكلات عبر المساعدة في حفظ التراث السوري ومشاركته، مع رفع الوعي تجاه الأزمة الحالية، وبيع المنتجات الحرفية التي يسهم مردودها في دعم الحرفيين".

وبدلاً من أن تبحث كندة عن هدفها في الحياة والذي تراه صعباً ومخيفاً اليوم، تقوم بتشجيع الناس على أن يسألوا أنفسهم: ما الذي يسعدكم؟ وتعلق كندة على تلك الفكرة بقولها: "إن سعيت وراء الحقيقة عبر البحث عن السعادة وأحطت نفسك بفريق جيد إلى جانب مرشدين صالحين، فإن ذلك سيساعدك على اكتشاف هدفك وأنت تستمتع وتنعم بالسعادة".

 المصدر: فوربس